سليمان شفيق
هل تنجح مبادرة السلام المصرية رغم تحفظ حفتر ؟
وسط زيارة بمبيو وزير الخارجية الامريكي للمنطقة لمتابعة التطبيع مع اسرائيل حل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فجر الاثنين الماضي بتل أبيب في زيارة تستمر خمسة أيام وتتناول من بين برامجها مسألة التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. وذكر المتحدث باسم بومبيو أن وزير الخارجية الأمريكياالتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حيث سيثير معه مسألة الملف الإيراني و"تعميق" العلاقات بين إسرائيل وباقي دول الشرق الأوسط، وذلك بعد 10 أيام من تطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية. وبعد تل أبيب يتجه بومبيو إلى الخرطوم ثم البحرين قبل أن يختتم زيارته في الإمارات. وأعرب مايك بومبيو عن أمله في أن تقوم دول عربية أخرى بنفس الخطوة الإماراتية تجاه إسرائيل.
سبق ذلك الموافقة علي المقترح المصري من كل من عقيلة صالح وحكومة السراج في طرابلس ، وسط انباء عن موافقة امريكية علي ذلك ، وراي المراقبين ابتعاد حفتر عن الحل او تقليل من نفوذة ، ومن المعروف ان كل من حكومة الوفاق واغلب الاطراف تري ضرورة ابتعاد حفتر والتشاور مع جهات منتخبة الامر الذي اقلق حفتر .
لذلك انتقد المتحدث باسم المشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق الليبي، إعلان وقف إطلاق النار في البلاد معتبراً أنه مجرّد "تسويق إعلامي" من جانب حكومة الوفاق الوطني التي يتّهمها بالتحضير لهجوم عسكري جديد.
وأُعلن وقف إطلاق نار في بيانين منفصلين الأول صادر عن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والثاني عن رئيس البرلمان الليبي المنتخب عقيلة صالح الداعم لمعسكر حفتر.
وتحدث البيانان أيضاً عن تنظيم انتخابات مقبلة في بلد غارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام الزعيم معمّر القذافي عام 2011 وممزق بين سلطتين متنافستين الأولى هي حكومة الوفاق الوطني في الغرب معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق بقيادة المشير خلفية حفتر.
وفي أول ردّ فعل لمتحدث باسم حفتر على إعلان وقف إطلاق النار، قال اللواء أحمد المسماري ليل الأحد الاثنين "إنها مبادرة للتسويق الإعلامي وهي ضحك على الذقون و ذرّ الرماد في العيون" مضيفاً "الحقيقة هي التي على الأرض".
وأظهر خارطة للمنطقة المحيطة بمدينة سرت حيث استقرّت الجبهة منذ أسابيع عدة ليؤكد أن القوات الموالية لحكومة الوفاق "تنوي الهجوم على وحداتنا في سرت وعلى وحداتنا في الجفرة وبعد ذلك تتقدم نحو منطقة الهلال النفطي"، نحو الشرق أكثر حيث تقع الحقول النفطية الرئيسية في البلاد.
وقال "خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رصدنا سفناً وفرقاطات تركية تتقدم نحو سرت وهي بوضع هجومي" مضيفاً أن "أي عمل عدائي سيجابه بقوة ضاربة".
وفي مداخلة عبر قناة "الحدث" السعودية، خفف المسماري من حدة تصريحاته مؤكداً أن معسكر حفتر لا يرفض وقف إطلاق النار. واعتبر أن "بيان السراج كتب في انقرة ولم يكتب في طرابلس". ولم يأتِ على ذكر بيان عقيلة صالح.
رغم ان إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا لاقي ترحيباً من جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي واعتُبر أنه تقدم محتمل في النزاع الليبي الذي تنخرط فيه الكثير من القوى الخارجية. تدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني من جهة فيما تدعم السعودية والإمارات ومصر قوات المشير خليفة حفتر من جهة أخرى.
وبعد فشل هجومها على طرابلس في أبريل 2019، تراجعت قوات حفتر نحو مدينة سرت الساحلية (450 كلم نحو شرق طرابلس) وهي نقطة استراتيجية بالنسبة للمواقع النفطية الأساسية وقاعدة الجفرة الجوية في الجنوب.
لذبك كان أول رد من الجيش الوطني الليبي على إعلان وقف إطلاق النار، رفضت الأحد قوات شرق ليبيا، على لسان أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، إعلان السلطات في العاصمة طرابلس وقف إطلاق النار، وقال المسماري إنه "مبادرة للتسويق الإعلامي". كما أكد، في إفادة أمام الصحافيين، أن "المليشيات تستعد للهجوم على سرت وقواتنا في الجفرة".
المسماري: إعلان حكومة الوفاق تضليل للرأي العام
وتابع المسماري أنه إذا كان السراج يريد وقف إطلاق النار كان عليه سحب قواته وليس التقدم "نحو وحداتنا في سرت".
ولم يشر المسماري إلى دعوة مماثلة لوقف إطلاق النار صدرت يوم الجمعة أيضا من جانب عقيلة صالح رئيس البرلمان المتمركز في شرق ليبيا
وليبيا مقسمة منذ أكثر من خمس سنوات إلى معسكرين أحدهما يتمركز في شرق البلاد بتحالف من تركيا والمليشيات ، والآخر في غربها. ويحظى الجيش الوطني الليبي بدعم الإمارات العربية المتحدة ومصر وروسيا في صراع تحول إلى ساحة مفتوحة للقوى الإقليمية المتنافسة.
وتوقفت الاشتباكات إلى حد كبير منذ يونيووفي الماضي، اتهم كل طرف الآخر بانتهاك اتفاقات الهدنة واتخاذها وسيلة.
وهكذا اكتسب صالح نفوذا مقارنة بقائد الجيش الوطني الليبي حفتر.
تري هل تستطيع المبادرة المصرية التي توافق عليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وروسيا النجاح رغم تحفظات حفتر ؟