تعد خيانة أحد الأبوين من أسوأ الكوارث التي يمكن لأي طفل في العالم أن يمر بها في حياته، ليس فقط لتأثيرها السلبي على صحته النفسية، مع انفصال الطرفين عن بعضهما البعض، بل لاحتمالية تسبب تلك الأزمة في تحويله إلى خائن جديد في المستقبل.
الخيانة والطفل

في وقت يدرك فيه الجميع المخاطر النفسية التي تتسبب فيها أزمات الطلاق بشكل عام، وتلك التي تمس الأطفال الصغار بشكل خاص، تأتي إحدى الدراسات البحثية، لتحذر من أن المخاطر قد تصل إلى حد تشجيع الطفل مع تقدمه في العمر، على تقليد الطرف الخائن بصورة لاإرادية، ومن ثم يتحول لخائن أيضا.

تؤكد الدراسة الصادرة في عام 2015، والتي نشرت في جريدة «Family Issues»، أن وجود طرف واحد غير مخلص من الأبوين، يعني زيادة فرص إخراج شاب خائن أو شابة لا تدرك معاني الوفاء، حيث خرجت الدراسة بتلك النتيجة بعد بحث مطول أجري على نحو 294 متطوعا من مختلف الثقافات.

توصل البحث الدراسي إلى أن 33% من المشاركين عانوا من وجود أب أو أم خائنة، إلا أن المفاجأة الحقيقية تمثلت في أن 30% من المتطوعين مارسوا الخيانة على الرغم من ارتباطهم عاطفيا بشريك مخلص، ما جعل الباحثين يستنتجون أن فرص الخيانة لدى أبناء الخونة، تتجاوز الضعف بالنسبة للأبناء العاديين.
أسباب الخيانة

عن الأسباب المؤدية إلى وقوع الخيانة من قبل أجيال شاهدت تلك الكارثة تحدث أمام أعينهم وهم صغار، يجد الباحثون أن العقل اللاواعي هو ما يدفع الشاب الصغير إلى التركيز على مفهوم الاستقلالية، التي ينعم بها أحيانا الطرف الخائن، فيما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن قلة مستويات الذكاء لدى البعض هي ما تؤدي في كثير من الأحيان إلى وقوع الخيانة.

كانت إحدى الدراسات السابقة، والتي أجريت من جانب شركة «Superdrug Online Doctor»، قد سلطت الضوء على أبرز الأسباب المؤدية لسقوط الرجل أو المرأة في فخ الخيانة، حيث لاحظت اختلاف السبب الرئيسي طبقا لكل نوع، عندما وجدت المرأة الخائنة تبحث عن المشاعر الغائبة، فيما يبحث الرجل الخائن عن أمور جسدية تتعلق بالجنس في أغلب الأحوال.