جمال رشدي
هذا المقال سيكون سطور مختصرة للجهات المختصة والمسئولة عن اختيارات "اعضاء" مجلس النواب القادم الجديد، وسأكتبه بكل تجرد وصدق أمام الله وضميري، فيعلم القاصي والداني إن كل أطروحاتي التي أدونها في مقالاتي هي فقط من اجل وطني مصر وأبي وأخي وأبني المواطن الغلبان.
قبل أن أغوص فيما اكتبه عن ظواهر برلمانية جسدت واقع رائع ورسمت لوحة فنية برلمانية وأصبحت ايقونة شعبية مكتوب بداخلها " هنا نائبان الغلابة"، وقبل أن أتجول معكم أيها القراء ومعكم السادة المختصين عن الاختيار في القوائم أو الأحزاب لابد أن أقول شئ هام للغاية، أن مجلس النواب المنقضي ولايته والذي تم اختياره في2015 بعد دستور2014 هو أهم مجلس علي مدار تاريخ البرلمان المصري، ففي ظل الظروف مرت بها مصر والتي كانت أشلاء دولة وينتظر الكثيرين سقوطها، وفي ظل عدم خبرة اعضاء المجلس البرلماني كان الفشل هو النتيجة الحتمية لهم، لكن كانت المفاجأة التي قلبت كل التوقعات، لقد نجح المجلس نجاح باهر بقيادة الدكتور علي عبد العال ومعه كل وكلاء ولجان المجلس وجميع الأعضاء، وأصبحوا معادلة هامة وقوية داخل ماكينة التنمية المستدامة التي يقودها السيد الرئيس.
وبجانب ذلك افرز المجلس ظواهر برلمانية هي الأفضل والاقوي في تاريخ البرلمان المصري في طريقة التواجد والتعاطي والانصهار مع سكان الشارع، ففي محافظة المنيا دائرة سمالوط كانت مع الموعد التاريخي في ولادة أهم نواب البرلمان وأكثرهم اجتهاد وأميزهم أداء، النائبان المهندس مجدي ملك والدكتور سمير رشاد.
وسنقف قليلًا لكي أدعو قادة الأحزاب والاجهزة المختصة لعملية الاختيار، وأن أتجول بهم داخل شخصية هذان النائبان، في الماضي كان النائب يمثل الوجاهة والفخامة والأبهة وحوله دوائر متعددة ومغلقة من تبطينه المنتفعين والسماسرة والمنافقين، تلك الدوائر كانت قادرة علي عزل النائب تمامًا عن متطلبات واحتياجات وصوت المواطن، وعندها كان لا يصل إلي النائب إلا من يستطيع اختراق تلك الحواجز بالمال أو الانتفاع من تبادل المصالح المشتركة.
لكن النائبان اللذان اتخذت قرار بالكتابة عنهم، فهم ايقونة شعبية مكتوب بداخلها" نائبان الغلابة" فيا أيها المسئول أو قائد الحزب، مجدي ملك وسمير رشاد أبواب مكاتبهم ومنازلهم مفتوحة علي مدار الساعة يذهب إليها من كل حدب وصوب أي من كان وحيثما ما يكون، وأمام النائبان قبل أن يعرض المواطن مشكلته يتم استضافته بالمشروبات والترحاب، وبعد ذلك يجلس المواطن بجانب النائب مباشرة دون وسيط أو مترجم منتفع منافق، ودون أن يسأله النائب عن اسمه أو عائلته أو مكان سكناه، وفي التو واللحظة يفعل النائب المطلوب من الجهة المسئولة عن احتياج المواطن فكثير أثناء جلوسي معهم، يتصل النائبان بالوزير المختص من اجل مواطن غلبان يحتاج علاج أو حل مشكلة في وزارة خدمية، أو في الغالب يقوم مكتب النائب بكتابة طلب للمواطن الغلبان إلي الجهة المختصة، وعند الانتهاء من التوقيع علي الطلب الذي لا يستغرق في الغالب 72ساعة يتم الأنصال بالمواطن للترحيب به باستلام طلبه، وبجانب ذلك خطوط تلفوناتهم التي تعمل علي مدار الساعة والتي تستقبل المكالمات لساعات متأخرة من الليل.
وفي الأحداث الاجتماعية نجد النائبان في مقدمة الحضور للمواساة أو التهنئة، وبجانب ذلك حصلت دائرة "مدينة سمالوط" علي أكثر الخدمات الإنتاجية والريعية علي كل دوائر الجمهورية. أبنية قضائية وتعليمية وصحية ومركز شباب وصرف صحي ومحطات قطارات، بجانب مشاريع الصناعة والزراعة إنها طفرة قوية لم تحدث في سمالوط عبر تاريخها. ولا ننسي النائبان المتميزان شركاء النجاح في تلك الدائرة المرحوم الدكتور علي الكيال والخلوق المحبوب المهندس توحيد تامر
ما اكتبه اطلب من اجل الوطن مصر والمواطن الغلبان، أن تقوم الجهات المختصة بوضعه كمعايير لعملية الاختيار، التي تتلخص في أن لابد أن يكون النائب واحد من الناس عاش وسطهم وتعامل مع مشاكلهم واستمع لاحتياجاتهم ويعلم لغتهم، والمقصود من ذلك أن يكون النائب ابن الثقافة البيئية لدائرته، لان من الممكن أن يكون النائب اسم ومكانة كبيرة علمية أو عملية، لكن غير متلاصق مع ثقافة بيئته، هنا سبب الفشل الذريع للمسئول أي أن كان نائب أو موظف كبير.
وما اطلبه من كل قادة الأحزاب والجهات المختصة الذين أثق في تجردهم وحسهم الوطني، الالتفات جيدًا إلي سطور ذلك المقال لكي يكون في المجلس الجديد عشرات ومئات مجدي ملك وسمير رشاد لكي نذهب بمصر بعيدًا في مشوار التنمية المستدامة التي يقودها السيد الرئيس.
