سليمان شفيق
ايران واسرائيل والصراع علي الامارات اقتصاديا
قالتإيرانية'> وزارة الخارجية الإيرانية الخميس الماضي إن خفر السواحل احتجز الاثنين سفينة إيرانية كانت تبحر في المياه الإقليمية لإيران بشكل غير قانوني، وتم توقيف طاقمها، وذلك بعد قيام خفر السواحل الإماراتي بإطلاق النار على زوارق صيد إيرانية ما أسفر عن مقتل صيادين اثنين. وأضافت الوزارة أنها استدعت القائم بالأعمال الإماراتي في طهران
وأوضحت وزارة الخارجية أن السفينة احتجزت الاثنين بعدما أطلقت سفن خفر السواحل الإماراتية "النار على زوارق صيد إيرانية ، ما أدى إلى مقتل اثنين من الصيادين" مضيفة أنها استدعت القائم بالأعمال الإماراتي
وأفاد البيان أن "خفر سواحل الجمهورية الإسلامية الإيرانية احتجز السفينة الإماراتية نظرا إلى أنها كانت تبحر بشكل غير قانوني في مياهنا وتم توقيف طاقمها".
وتأتي الحادثة في ظل بعد ايام من موافقة الامارات علي تطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاق رعته الولايات المتحدة
وأدانت إيران الاتفاق الذي وصفه رئيسها حسن روحاني بأنه "خطأ كبير" محذرا الإمارات من "فتح أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني".
وردّت أبوظبي باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية الأحد وسلّمته مذكرة احتجاج على "تهديدات" روحاني وأعربت عن "رفضها المطلق للغة الخطابات التحريضية من السلطات الإيرانية".
واعتُبرت إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وحلفاء واشنطن في المنطقة، بما في ذلك دول الخليج، في صلب إستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإقليمية لاحتواء إيران.
ويأتي إعلان طهران عن الحادثة الخميس بعد يوم على إعلان ترامب أن بلاده ستفعّل آلية مثيرة للجدل لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران
ويعقب ذلك فشل الولايات المتحدة في الحصول على الدعم الكافي في مجلس الأمن لقرار يمدد الحظر على الأسلحة المفروض على الجمهورية الإسلامية.
وتفاقم التوتر بين واشنطن وطهران منذ قرار ترامب في 2018 الانسحاب بشكل أحادي من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الكبرى عام 2015 لتعيد واشنطن فرض العقوبات عليها.
وعلى الرغم من التوتر، تقيم كل من إيران والإمارات علاقات اقتصادية تاريخية بينما تستضيف الإمارات جالية إيرانية كبيرة.
الصراع الاقتصادي الايراني في مواجهة التطبيع :
يتوقع المحللون الاقتصاديون مواجهة اقتصادية بين شركات إسرائيل وأخرى إيرانية في الأٍواق الإماراتية ، وذلك عقب اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي الذي أبرم تحت رعاية أمريكية. ورجح المحللون أن الاتفاق لم يؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالروابط الاقتصادية الإماراتية الإيرانية. فهل هناك مواجهة اقتصادية مرتقبة بين البلدين؟
قد يؤدي الاتفاق إلى منافسة اقتصادية مباشرة بين تجار إيرانيين وآخرين إسرائيليين في الدولة الخليجية الثرية، أو حتى إلى خلق فرص لأعمال مشتركة مع التركيز على المنافع الاقتصادية بدل السياسة، بحسب محللين. ومن الممكن أن يفتح الاتفاق الباب واسعا أمام شركات إسرائيلية للعمل على أعتاب الجمهورية الاسلامية، لكنه رغم ذلك، لم يؤدي على الأرجح إلى إلحاق ضرر كبير بالروابط الاقتصادية الإماراتية الإيرانية
وقالت تشينزيا بيانكو الباحثة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في معهد "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" إن الأمر سيستغرق "فترة من الوقت" قبل أن يجد الإيرانيون في الإمارات أنفسهم وجها لوجه مع الإسرائيليين
وأوضحت "من المهم التأكيد هنا على أن معظم الإيرانيين الذين تربطهم علاقات وطيدة بالجمهورية الإسلامية، إمّا طردوا أو رحّلوا في السنوات الماضية".
وأضافت "أولئك الذين بقوا في دبي أو الإمارات بشكل عام هم رجال الأعمال البراجماتيون جدا الذين يرفضون الانخراط في السياسة. لذا يرى بعض هؤلاء في هذا فرصة وليست تحديا.
والإمارات الغنية بالنفط هي أول دولة خليجية تقيم علاقات علنية مع إسرائيل، في اتفاق جاء وسط تصاعد للتوترات مع إيران المتّهمة من قبل جيرانها بزعزعة استقرار المنطقة.
وتتّهم أبوظبي طهران باحتلال ثلاث جزر إماراتية منذ عام 1971. وفي 2016 خفّضت العلاقات مع إيران في ظل احتدام التنافس الاقليمي بين السعودية، حليفة الإمارات، والجمهورية الإسلامية التي تستهدفها عقوبات اقتصادية أميركية صارمة ومؤلمة.
على الرغم من التوتر بين الإمارات وإيران الواقعة على بعد 70 كلم فقط عند مضيق هرمز الاستراتيجي، حافظت الدولتان على القنوات الدبلوماسية وحمتا العلاقات الاقتصادية التاريخية التي تولّد مليارات الدولارات سنويا لكلا الجانبين
ترى إلين آر والد الباحثة في مركز الطاقة العالمي التابع لمعهد "المجلس الأطلسي" أنّ "طهران ليست في وضع يسمح لها بالتخلي عن علاقاتها الاقتصادية مع أي دولة، لا سيما الجارة الإمارات".
وقالت لفرانس برس إنّ "إيران لها كذلك علاقات وثيقة مع دول مثل الصين تتعامل مع إسرائيل".
وبعد يومين من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ عن الاتفاق، حذّر الرئيس الإيراني حسن روحاني الإمارات من "فتح أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني".
واستدعت أبوظبي القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج على "التهديدات"، لكنها عادت وشدّدت في اليوم التالي على أن الاتفاق "ليس موجها إلى إيران
لكن التوتر تصاعد فجأة في مضيق هرمز الاستراتيجي، ما استدعى مسارعة الدولتين إلى احتوائه".
وتقدّر قيمة المبادلات التجارية بين الإمارات وإيران بمليارات الدولارات، بينما تعتبر دبي تاريخياً مركزا للأعمال الإيرانية الخارجية.
وبلغت قيمة التبادل بين الدولتين المنتجتين للنفط 8,3 مليارات دولار العام الماضي، وفقًا لإحصاءات إماراتية رسمية، مقارنة بـ 15,2 مليار دولار في 2018 وذلك قبل أن تصل العقوبات الأميركية إلى ذروتها في أيار/مايو 2019
ويشتكي رجال أعمال إيرانيون وشركات من أن هذه العقوبات تؤدي إلى تعليق حساباتهم المصرفية أحيانا، لكنها تعجز عن وقف تدفق الهواتف المحمولة والسيارات واللحوم المجمدة والملابس وغيرها من البضائع بين البلدين بشكل متواصل.