الأقباط متحدون - من كل قلبى أتمنى أن تُصبح أنت .. رئيساً لمصر
أخر تحديث ٠٩:٥٨ | الاثنين ٢١ مايو ٢٠١٢ | ١٣ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

من كل قلبى أتمنى أن تُصبح أنت .. رئيساً لمصر

 بقلم / حنان بديع ساويرس

 
يؤسفنى أن أبدأ مقالى بأن أقول أن مصر من البلاد التى تتنكر لأبناءها ومواطنيها ولا أقصد بالطبع مصر الأرض ولكن أقصد مصر "المصريين" فكم من مرة نسمع ونشهد  أعظم أبناءها يُضطهدون فيها ، فتحتضنهم أوطان آخرى وينجحون بها نجاح عارم لأن هذه الأوطان الغريبة تعطيهم فرص لم ينالوها فى وطنهم الأم "مصر" وأعظم مثال على ذلك د. مجدى يعقوب والذى عاد يخدم بلده التى تنكرت له سابقاً أقول عاد ليجرى بها جراحات القلب مجاناً لمن يحتاج من أبناءها اقباط ومُسلمين، فأنا أبدأ مقالى بهذه المُقدمة لأننا للأسف لم نتعلم أبداً من اخطاءنا فلانعرف قيمة الرجال إلا إذا أصبحنا حقل تجارب بالضبط كفئران التجارب فلم نستعب الدرس بعد فنُغمض أعيننا عن الرؤى الواضحة كوضوح الشمس ونلهث لنبحث عن المجهول فنحن على أعتاب الإنتخابات الرئاسية وهذا يقول سأنتخب فلان لأننى أشعر أنه منا وذاك يقول سأنتخب فلان لأنه يحمل الإسلام الوسطى وغيرهم يقول سنجرب فلان وكأننا مكتوب علينا أن نلعب دائماً على حصان خاسر ، فهذا وتلك مشكوك فى أمرهم وتصريحاتهم مُتناقضة ونرى البعض يُهاجم من أتهموهم  بأنه تابعين للنظام السابق وهنا أتحدث بالتحديد عن الهجوم الغير مُبرر على "الفريق أحمد شفيق المُرشح المُحتمل لرئاسة الجمهورية" وهذا لمُجرد أنه كان رئيساً للوزراء أثناء الثورة ولمدة عشرة أيام ، فيصفونه بأنه من الفلول وتابع لنظام مُبارك وهذا مايثير العجب والإندهاش وهذا لسبب بسيط أن من يعرف تاريخ الرجل جيداً يجده يتبع أى نظام مر بمصر وهذا لأنه يتبع "مصر" ولأن النظام هو جزء من مصر ويخدم مصر وليس العكس أى أن مصر ليست تابعة لنظام بعينه لذلك لايقتصر دوره أو عمله على أن يتواجد فى نظام ويترك الآخر فبحكم عمله من الطبيعى أن يتواجد فى أى نظام يمر بمصر  ،فهو قد عاصر  أكثر من نظام بدءاً بعهد الرئيس جمال عبد الناصر مروراً بالسادات إلى عهد مبارك وهذا أمر طبيعى لكونه يعمل طياراً بالقوات الجوية المصرية منذ أن تخرج فى الكلية الجوية عام 1961 فهو حاصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا وزمالة كلية الحرب العليا للأسلحة المشتركة بباريس ودكتوراة الفلسفة فى الإستراتيجية القومية للفضاء الخارجى وحصل على العديد من الأوسمة والميداليات فهو أحد أبطال القوات الجوية فقد شارك فى حرب الإستنزاف وهو أيضاً أحد أبطال أكتوبر 1973 كما شارك فى معركة المنصورية الجوية الشهيرة وهى أطول معركة فى التاريخ المعاصر بعد الحرب العالمية الثانية وهذا قليل من كثير من النقاط المُضيئة فى حياة هذا الرجل وما له من تاريخ مُشرف يجعله حقاً وبدون مُبالغة يستحق وبجدارة أن يُصبح هو "رئيس مصر القادم"                    
  أننى أردت اليوم  أن أطرح رأيى ورؤيتى فى إختيار الرئيس القادم والذى ننتظره جميعاً بشغف فلا أريد أن نحتمل ما إحتملناه مُنذ الثورة إلى أن نفيق على كابوس لذلك  أريد أن ألقى الضوء على إيجابيات الفريق أحمد شفيق بعيداً عن الشعارات الغريبة فيما بعد الثورة وإتهام الجميع بما فيهم الشرفاء بأنهم من الفلول وهذه الحيل تستخدمها التيارات الإسلامية التى تريد الإنقضاض على الحكم وهذا الرجل هو العقبة التى تعرقلهم عن تحقيق مآربهم ، ولأن الأمر أصبح خطيراً ويتوقف عليه مصير مصر ومستقبل أبناءها لذلك كان لزاماً على أن أبرز مزايا الرجل والذى أعتبره طوق النجاة لمصر من الغرق الذى ينتظرها لامُحالة وهذا قبل فوات الآوان وفى النهاية الخيار لكم أحبائى  فأنا قد سمعت مُعظم مُرشحى الرئاسة من المدنيين لكن لاحظت على جميعهم نقاط ضعف ولاحظت شئ من التعصب يغلب على تصريحاتهم لكن الوحيد الذى إستشعرت بصدقه وصراحته وعدم تلوينه للكلام أو اللف والدوران مما ينم عن عدل لأن الصدق والصراحة هما المدخل الوحيد للعدل هو "الفريق شفيق"  فأنا ليست لى أية مصلحة فى قول هذا الكلام سوى أنى أريد مصلحة هذا البلد الذى صالحه سيصب فى مصلحتى كمواطنة مصرية كما سيصب فى صالح جميع المصريين ، لذا سأعرض عليكم بعضاً من مُقتطفات البرنامج الإنتخابى للفريق أحمد شفيق فيقول :
 
لقد أعلن الشعب بكل طوائفه وفئاته عن مطالبه الأساسية فى ثورة 25 يناير وهى عيش ، حرية ، عدالة إجتماعية ، كرامة وما سوف أتعهد به فى برنامجى هذا هو أن أمضى فى طريق تحقيق تلك المطالب بمعناها العميق والشامل .
"العيش" الذى لا يقتصر على الخبز وحده وإنما هو تطوير كل ظروف المعيشة وفى صدارتها توفير فرص العمل لكل العاطلين نساءاً ورجالاً فالرجال ليسوا وحدهم هم المُتعطلين ،إن شعار مصر للجميع ..وبالجميع يعنى ضمن مايعنى أن نساوى بين الرجل والمرأة فى مُختلف الحقوق ومن بينها نيل الفرص المتساوية من ثمار التنمية.
 
"العدالة" بمعناها الواسع إنطلاقاً من تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة ومنع التمييز ورفض الإقصاء والإبعاد لأى فئة أوتيار وبما يشمل تحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية والعدالة فى توزيع الفرص وفى الإستفادة من عوائد التنمية وفى نيل الرعاية الكافية من الدولة لكل مواطن وأعنى هنا بالعدالة بمعناها القانونى والسياسى والإقتصادى والإجتماعى
 
"الحرية" بمعناها الدستورى ووفق المبادئ العالمية لحقوق الإنسان ، الحرية التى تشعر المواطن بكينونته وتحققه وترسخ دوره وتحفظ ماله بينما يؤدى ماعليه على أساس قاعدة"الحقوق والواجبات" 
 
"الكرامة" التى تؤمن بقيمة المواطن المصرى وتحترم مكانته فى الداخل وتحافظ عليها فى الخارج وبإعتبار أن الدولة  وجدت من أجل هذا المواطن ومن أجل ان تحقق له إحتياجاته وبحيث أن تتوفر له الفرص التى تجعله قادراً على أن يفجر طاقاته ويوظف إمكانياته ويعيش كريماً ويفخر بمصريته ،ويسترد مُكملاً :
إننى أتقدم بهذا البرنامج إلى كل المصريين ،إلى كل رجل وإمرأة ، إلى كل مُسلم وكل مسيحى ، إلى كل شاب وشابة ، إلى أهلنا فى الصعيد وبحرى والنوبة وسيناء ومطروح ،إلى كل مصرى يعيش فى الخارج مُتعهداً بتوحيد الصفوف والعمل مع الجميع من اجل إستعادة الأمن والإستقرار وإستكمال بناء الدولة الديمقراطية وتحقيق التغيير وترسيخ المواطنة وتقوية الإقتصاد ومكافحة الفقر وتطوير الخدمات وتحسين مستوى معيشة المصريين وإستعادة الدور الريادى المميز لمصر المكانة التى تستحقها بين دول الأقاليم والعالم 
 
أما عن مشاكل الأقباط فقد أعلن الفريق أحمد شفيق حسب جريدة الأهرام قائلاً : أن قضايا الأقباط ومطالبهم المشروعة هى معركتى بعد الفوز فى السباق الرئاسى وأننى سأقوم بحلها بإقرار تشريعين لهما فى مجلس الشعب وهما قانونا دور العبادة الموحد ومنع التمييز فى الوظائف الحكومية وذلك لإزالة الإحتقان الطائفى الذى عانى منه الأقباط مُنذ عقود بعد أن تعرضت قضاياهم لمُزايدات من الجميع فى الفترات السابقة دون حل وسأطلب دعم مؤسسة الأزهر حتى لاتعترض بعض التيارات الدينية المُتطرفة التى وصفها بطيور الظلام مُضيفاً أن الأقباط لن يُعانوا من تمييز فى عهدى سواء فى بناء الكنائس أو الوظائف وسأزيد تمثيلهم فى البرلمان بوضع تشريع يلزم بوجود عدد معين من الأقباط فى القوائم الإنتخابية بحيث تكون مُمثلة لكل فئات المُجتمع دون تمييز
وعندما سأله الإعلامى أسامة منير بقناة "سى تى فى" عن المادة الثانية من الدستور وموقف الأقباط منها قال أنها ستطبق على المُسلمين فقط  وسيضاف لها أن يتعامل الأقباط حسب شرائعهم كما قال أن الأقباط ليسوا أقلية بل هم أصحاب الأرض كالمُسلمين أما موضوع النسب العددية فليس لها علاقة بالمواطنة الكاملة والحقوق والواجبات ، وعندما تطرق معه فى الحديث عن أمر الطلاق بالمسيحية وأنه " لا طلاق إلا لعلة الزنا" فقال أن هذا شأن قبطى لا يصح أن يتدخل فيه غير المسيحيين لذلك سيكون الأمر حسب رغبة وإتفاق جموع الأقباط مع الكنيسة ، كما رفض تماماً مايسمى بالجلسات العُرفية وإستبدالها بدولة الأمن والقانون ، وعن دراسة السور والأحاديث الدينية الإسلامية بالمناهج التعليمية المُختلفة للأقباط قال إما ان يُدرس أيضاً بالمناهج الدين المسيحى أو أن يلغى هذا وذاك من المناهج ويقتصر على مادة " الدين" كما صرح من قبل انه يبحث عن إمرأة مسيحية لتصبح نائبة له ، وأنه سيستعين بعد فوزه بزويل والبرادعى ود. مجدى يعقوب والإستفادة من خبراتهم وعلمهم ، كما شهد له الكثيرين بالنزاهة والذكاء وعدم التمييز بين الأقباط والمسلمين أو بين الرجال والنساء سواء عندما كان وزيراً للطيران أو بالمناصب المختلفة التى إلتحق بها 
 
فلا أدرى هل يريد المصريون بعد الثورة من كل من كان يشغل وظيفة أو منصب فى عهد مبارك أن يتركها حتى لو كان يشغرها من عهود سابقة ، ولو صح ذلك فكيف كانوا يتنبأون هؤلاء  بأن عهده سيكون عهد فساد وحتى لو علموا ذلك بعد أن أتضحت لهم الرؤية فيما بعد فما كان المطلوب منهم فهل كان عليهم أن يتقدموا بإستقالتهم من مناصبهم فلو فعلوا ذلك لكانت حقاً هذه خيانة للوطن لأنهم لايعملون فى بلاط مبارك بل يعملون فى مصر ومن أجل مصر ، فأنا أصدق كل كلمة وكل وعد تعهد بهم  هذا الرجل وأرى أنه بمعونة الله ومُساعدة المُخلصين لمصر سيستطيع تنفيذ وعوده ،فأرى فى كلماته مصداقية لم أعهدها فى أى شخص آخر فالكاذبون والمخادعون والمُتناقضون فى التصريحات يتضح عليهم هذا بسهولة وما أسهل أن نثبت تلونهم وتغيرهم حسب الأحداث والأشخاص الذين يتعاملون معهم ، فقد سمعت منه كما سمعت من الآخرين فلم أشعر بإرتياح إلا  عند حديثه  فأتمنى من جميع المصريين أقباط ومُسلمين أن نتفق جميعاً ونُدلى بأصواتنا لهذا الرجل  ونتحاشى تفتيت الأصوات وضياعها هباءاً وحينئذ سيكون ذلك لصالح تيارات ستقضى على الأخضر واليابس وحينها لن يشقى الأقباط فقط فحسب بل يليهم المرأة ثم الفقراء وآخيراً سيلتفتون إلى جموع المُسلمين المُعتدلين والذين يُريدون العيش بحرية بعيداً عن السمع والطاعة بدون تفكير من مُحتكرى الفكر والفتاوى ، أرجو التعقل وعدم العبث بمُستقبل مصر أرجو أن نتوحد ولو لمرة واحدة لنصنع مصائرنا ومُستقبلنا بعيداً عن التعصب والضغينة والكبرياء والجهل بالحقائق وآخيراً أتمنى أن يَمن الله على مصر برئيس يستعيد مجدها وحضارتها ويجعلها حقاً "أم الدنيا" بين الشعوب وكما قال الكتاب "مُبارك شعبى مصر"

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter