أنا عندى 21 سنة، ومخطوبة، وهو انسان كويس جدا وبيحترمنى وبيقدرنى وبيحاول يعمل أى حاجة عشان يفرحنى. وأنا بحبه وبحب طريقته معايا. بس باحسه مش مدينى مساحتى إنى أتنفس، بمعنى إنى لازم أكون باكلمه طول اليوم بطريقة مبالغة بتزعجنى جدا، لأنى عندى أهلى وأصحابى اللى ليهم الحق إنى أكون معاهم. وعندى نفسى برضه وباحب أقعد لوحدى أوقات.
هو مختصر حياته كلها فيا، وده مُرهِق علشانه وعلشانى. أنا فرد واحد ماقدرش أقوم بأدوار مش بتاعتى. أنا مش أمه ومش أخته وأبوه وأصحابه. أنا مش قادرة فعلا أقوم بالأدوار دى. أنا عاوزة دورى بس.
حاولت أعالج الموضوع ده بإنى أبيّن له أكتر إنى مدياله مساحته فى إنه لما يكون مع أصحابه أو مع أهله مثلا أسيبه براحته معاهم من غير ما أكلمه، بس ده مانفعش، ده بيضايقه، عايزنى طول الوقت أكلمه، ولو قللت أبقى متغيرة.
غيرته عليا مفرطة جدا، وبسبب ده أنا سيبت شغلى علشان تعبت من غيرته، بس أنا ناوية أشتغل تانى، وقولتله إنى مش هأقدر أعيش محبوسة او مقصوص جناحاتى، أنا عندى حلم ولازم أوصل له..
أنا وهو مستوانا التعليمى مش زى بعض، أنا تعليم عالى وهو تعليم متوسط. عمرى ماحسيت بالفرق ده لأنى باحسه إنسان عنده فكر وتقدير حقيقى، اللى متخرجين من جامعات ماشوفتش فيهم نص عقله، بس هو اللى بيتكلم فى موضوع التعليم من وقت للتانى، مثلا يقوللى: معلش تعليمى على قدى بقا، أو يقوللى فى وسط خناقة: أصل أنا تعليم متوسط وانتى أعلى منى، والموضوع ده بيضايقنى، لأن أصلا عمرى والله مابصيت للفرق دا..
أتمنى حضرتك ترد عليا وتساعدنى أعمل ايه»
عزيزتى
الحب أو الخطوبة أو الجواز مش من مقوماتهم إزالة الحدود والغاء الخصوصية وإغلاق الحياة على الطرفين.
وطلب التواجد الدائم والاهتمام المتناهى والانتباه طول الوقت هو طلب طفولى يعبر عن شخصية غير ناضجة.
لما تسيبى شغلك بسبب غيرته عليكى تبقى سلمتيه بإيديكى مفاتيح حياتك.. غلطانة.. غلطانة.. غلطانة والتلويح بفرق مستوى التعليم أو الثقافة أو الحالة المادية يعبر عن شعور داخلى بالنقص والاهتزاز وقلة الثقة بالنفس، وأحياناً بيتم تعويض ده بالهجوم أو السخرية أو احتقار الآخر.
مافيش حاجة يا عزيزتى اسمها (أديله مساحته أو يديلى مساحتى)، أو (أديله حريته/يديلى حريتى).. المساحة والحرية والحركة حقوق ماينفعش حد يديها لحد، ولا حد ينزعها من حد، ولا حد يساوم عليها حد.
الحب حرية مش سجن والخطوبة تجربة واختبار مش حكم بالمؤبد والزواج مشاركة مش تملك وخنق وابتزاز.
الاختيار ليس أبداً انك تكملى معاه واللا لأ.. الاختيار مش بين وجوده أو عدم وجوده.
الاختيار الحقيقى كان ومازال وسيظل دائماً.. ما بين وجودك إنتى.. أو عدم وجودك إنتى.