كتب - نعيم يوسف
أعلن كلا من فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق المسيطرة على طرابلس، والمستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في بيانين منفصلين عن اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، والعمل على عقد انتخابات برلمانية وللمجلس الرئاسي في شهر مارس المقبل.
وأيدت العديد من العالم هذه الخطوة، ومنها مصر وتركيا والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، والسعودية، والإمارات، والأردن، والجامعة العربية، والأمم المتحدة.
الكاتب والباحث السياسي، بلحسن اليحياوي، قال إن هذا الاتفاق يعتبر هو نفس المبادرة التي طرحها عقيلة صالح من مصر، وخاصة بند "سرت والجفرة"، وهذا الأمر يعيد القضية الليبية إلى عامين ماضيين عندما كانت مقبلة على انتخابات واستفتاء، ونجاح هذه الخطوة في وقف إطلاق النار هو أمل جيد لليبيين والمنطقة ككل.
دور قادة الصراع
وأضاف "اليحياوي"، في لقاء مع برنامج "نافذة مغاربية"، المذاع على قناة "سكاي نيوز عربية"، أن هناك العديد من التحديات التي تطرح نفسها، ومنها الانتخابات الأمريكية، حيث أنه إذا فاز جو بايدن، فإن هذه الخطة سوف يتم تنفيذها، بينما إذا فاز ترامب مرة أخرى فإن هذه الخطة قد لا تتم، ولا يجب أن ننسى أن قادة الصراع الحاليين، إما مقبولين في الشرق وغير مقبولين في الغرب، أو مقبولين في الغرب ومرفوضين في الشرق، ويجب أن ينسحب القادة الثلاثة، من المشهد، وهم كل من: فايز السراج، وعقيلة صالح، وخليفة حفتر، وهذا لإفساح المجال لأشخاص آخرين يديرون المشهد.
وأشار الكاتب والباحث السياسي، إلى أنه بالنسبة لإيرادات النفط المجمدة، أمر ليبي داخلي، ولكن ما يهم الدول الفاعلة هو استئناف تصدير النفط، لافتا إلى أن الخط الأحمر المصري كان له دور كبير في إيجاد حل، وتراجع تصلب حكومة الوفاق، مشيرا إلى أن حكومة السراج لا يمكنها السيطرة على المليشيات المتصارعة في طرابلس الآن، وتوقف إنتاج النفط يعني أنها لا تستطيع التحكم في الجانب المادي على هذه المليشيات.
تركيا ودورها في ليبيا
ولفت إلى أنه بالنسبة لدور تركيا، فإنها لم تأت إلى ليبيا لإحلال السلام، ولكن أتت من أجل وضع رجالها في مناصب معينة وعقد اتفاقيات تجارية، وفتح سوق جديد لمنتجاتها، والاقتصاد التركي لا يضمن أي ربح لأي استثمار لأنه مرهق، وبالتالي فهي تمد يدها إلى جيوب جيرانها وجيران جيرانها، وهي لن حققت ما أرادت حيث تخلصت من النفايات الإرهابية ونقلت المليشيات من حدودها إلى ليبيا، وبالتالي هي لن تقف مع حكومة الوفاق إلى الأبد.
وشدد "اليحياوي"، على أن الجماعات الإرهابية والمرتزقة جاءت إلى ليبيا لكي تبقى، وإذا تم اكتشاف ثروات نفطية في البحر المتوسط، فإن تركيا سوف تسعى إلى تقسيم ليبيا، من خلال هذه المليشيات.
في نفس السياق، قال عبدالرزاق صاغور، أستاذ العلوم السياسية، إنه قبل يومين كان كان وزيرا الدفاع القطري، والتركي، في طرابلس، لافتا إلى أن أسباب الصراع مازالت قائمة، ومباركة الدول لوقف إطلاق النار هو أمر نظري، موضحا أنه من الصعب جدا أن نتحدث على وضع جديد في ليبيا.
مأزق عسكري على أرض الواقع
أما سعيد صديقي، أستاذ العلاقات الدولية، فقال إن الإعلانان يعكسان المأزق العسكري على أرض الواقع، ولكن لا يتضمنان مخرجات حوار عميقة بين الأطراف المتنازعة، وأي حل سياسي في ليبيا لابد أن يكون عليه توافق دولي من الدول الفاعلة في الميدان.
ولفت "صديقي"، إلى إنهما إعلانان عامان لا يتضمنان آليات التنفيذ والتشكيل، ومن يتحكمون في صناعة القرار على أرض الواقع عليهم اتخاذ قرارات واضحة، مشيرا إلى أهمية وجود ضغط دولي.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن المغرب يرى أنه تم إقصائه من أي حوار، وأن الإعلانين لا يقومان على قواعد من شأنها أن تخلص إلى نتائج على أرض الواقع، ويجب وضع رؤية لمصير المليشيات، والقوات الأجنبية.
