عرض/ سامية عياد
مات المسيح من أجل الجميع لكى نعيش من أجله ، تألم بالجسد لأجل الجميع لكى نعيش لإرادته ، اشترينا بدمه الثمين لكى نمجدوا بقية أيام حياتنا "لأنكم قد اشتريتم بثمن ، فمجدوا الله فى أجسادكم وفى أرواحكم التى هى الله" ..
نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام فى مقاله "الملك الألفى" وضح لنا أن الرب يسوع اشترنا لا بفضة أو دهب بل بدمه الكريم "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى ، .. بل بدم كريم ، دم المسيح" ، فالرب يسوع مات نيابة عنا وبموته استرد الملكوت من إبليس وتم القبض عليه وتقييده لمدة ألف سنة "ورأيت ملاكا نازلا من السماء معه مفتاح الهاوية ، وسلسلة عظيمة على يده ، فقبض على التنين ، الحية القديمة الذى هو إبليس والشيطان وقيده بألف سنة ، وطرحه فى الهاوية واغلق عليه لكى لا يضل الأمم فى ما بعد ، حتى تتم الألف السنة وبعد ذلك لابد أن يحل زمانا يسيرا" .
والألف سنة لا يقصد بها أن الرب يسوع يملك على الأرض إذ قال "مملكتى ليست من هذا العالم" ، وقد رفض السيد المسيح رغبة اليهود فى أن يجعلوه ملكا "وأما يسوع فإذ علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكا ، انصرف أيضا الى الجبل لوحده" ، مملكته هى مملكة سمائية قال عنها "فى بيت أبى منازل كثيرة ، أنا أمضى لأعد لكم مكانا ، وإن مضيت وأعددت لكم مكانا آتى أيضا وآخذكم الى ، حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا" ، وملكوت الله ليس أكلا وشربا ، بل هو بر وفرح وسلام فى الروح القدس ، ورقم ألف هو رقم رمزى "أن يوما واحدا عند الرب كألف سنة ، وألف سنة كيوم واحد" ، خاصة أن ملكوت الرب يسوع ملكوت أبدى لا حدود له ولا يكون لملكه نهاية "سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول ، وملكوته ما لا ينقرض" .
علينا أن نصلى دائما "ليأت ملكوتك" أى ليملك الرب يسوع على قلوبنا ، نحن مملكته نعيش له ولإرادته ، نموت عن شهوات العالم لنربح المجد الأبدى ..