عبد المنعم بدوى
قصيدة متى يعلنون وفاة العرب ، قصيده شهيره للشاعر نزار قبانى ، يعبر فيها بصدق عن الحاله المزريه التى وصل اليها العرب ، ولاجدال أن نزار قبانى بكل المقاييس شاعرا فذا ... ردد شعره القراء والكتاب والمثقفون على مدى السنوات الطوال الماضيه ، والشاعر أى شاعر يترجم أحاسيسه التى يرضى عنها هو ، بصرف النظر عن رضاء الغير أو عدم رضاهم ، لأن ما يهمه فى الدرجه الأولى أن يكون مع نفسه صادقا وأمينا .

لقد هاجم نزار قبانى نكسة يونيو وقال كلاما كثيرا ضد جمال عبد الناصر ، الأمر الذى جعل الحكومه المصريه تمنع ألأغانى التى كتب كلماتها من التداول فى الأذاعه والتليفزيون ، وكان كبار المغنيين المصريين يغنون له ، منهم أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم وأخرون .

علم نزار بالقرار فكتب لعبد الناصر متظلما ، ومطالبا بإلفائه وقال فى خطابه : ( من منا لم - يكره - يوما لون عينيه ) .. فأمر عبد الناصر بإلغاء القرار وإعادة أغانيه للتداول ، لكن عندما مات جمال عبد الناصر عام 1970 ، كتب نزار قصيدته المشهوره ، رثاء لعبد الناصر ، " قتلناك يا أخر الأنبياء " .

المفارقه هنا أن الشعراء والكتاب يمتدحون الحاكم فى حياته ويصفونه بأجمل الصفات ، فإذا مات أنقلبوا عليه باللعنات ، لكن نزار قبانى فعل عكس ذلك ، هاجم جمال عبد الناصر فى حياته ، وأمتدحه بعد وفاته ، والذى يشاركه فى هذه الحاله هو الشاعر المصرى " أحمد فؤاد نجم " الذى كان يهاجم نظام حكم عبد الناصر فى حياته ، وأمتدحه ورثاه وبكى عليه بعد مماته .

ذات يوم ، سألتنى إحدى الصديقات ، أجبت : أستمع الى الأغانى الوطنيه لعبد الحليم حافظ ، فأنا أحبها جدا ...

قالت عبد الحليم مين إللى بتسمع ليه " سيبك من فنانيين السلطه " ، دول لايقولون شيىء مهم ، كله دعايه للزعيم ، ثم فتحت حقيبتها وأخرجت فلاشه ثم قالت " الشيخ أمام " ، " وأحمد فؤاد نجم " غناء وقضايا ووطنيه

شغلت الفلاشه .. أخذ الشيخ أمام يشدو : شيد قصورك على المزارع ، يامحلى رجعت ضباطنا من على خط النار ، البقره حاحا النطاحه
كلمات ومعانى ، مثل أعمدة الكرنك ، وأحجار الأهرامات باقيه الى الأبد .....