يجب الانتباه عند التحول للري بالرش والتنقيط.. والحذر عند تحلية مياه البحر
كتب - نعيم يوسف
ما بين مشكلة سد النهضة، والتعنت الإثيوبي، هناك مشكلة أخرى تواجه مصر في مسألة المياه، وهي الفقر المائي، وتحاول الدولة أن تحل هذه المشكلة بالعديد من الطرق والوسائل، ومنها تحلية مياه البحر.
وقال الدكتور هاني سويلم، أستاذ إدارة الموارد المائية بجامعة آخين بألمانيا، إنه ساعد في تنقية المياه في الأنهار الألمانية، وتم تطبيقه وبالفعل ساهم ذلك في عودة الأسماك للبحيرة، ولذلك يُطلق عليه "منقذ نهر الراين".
الفقر المائي في مصر
وأضاف "سويلم"، في لقاء مع برنامج "المصري أفندي"، المذاع على قناة "القاهرة والناس" الفضائية، ويقدمه الإعلامي محمد علي خير، أنه بالنسبة لمسألة المياه في مصر، فإن مصر تحتاج 110 مليار متر مكعب لكي تتخطى مرحلة الفقر المائي بعدد السكان الحالي، وهي كمية حوالي ضعف الحصة المائية الخاصة بها والتي تحصل بها من نهر النيل، وبالتالي العجز كبير جدًا.
إعادة استخدام المياه
وتابع أستاذ إدارة الموارد المائية بجامعة آخين بألمانيا، أن مصر من أكثر الدول التي تقوم بإعادة استخدام المياه في أفريقيا، مشيرا إلى أن إدارة المياه يجب أن يتم تنفيذها على عدة مستويات، منها المستخدم النهائي، وفي هذه الحالة هم: الفلاح، والمنازل، والصناعة.
استخدام المياه في الزراعة
وأشار إلى أن مصر تستخدم 80% من حصتها في الزراعة، وبالتالي يمكن التحول إلى الري بالرش والتنقيط والصناديق المائية وغيرها، لافتا إلى ضرورة الانتباه إلى اتخاذ هذه القرارات لأنها سوف تؤثر على التربة وجودة المحاصيل، والمياه الجوفية وغيرها.
الزراعة والمحاصيل
ولفت إلى أنه يجب عمل خريطة للمحاصيل التي يجب أن نستوردها بدلا من زراعتها، لكي توفر المياه، مشيرا إلى مشروع مهم جدًا تنفذه الدولة حاليا وهو تبطين الترع، وأيضا في بعض الأماكن يمكن استخدام المواسير بدلا من الترع لتقليل الفاقد من المياه، موضحا أن مصر تأخرت في هذه الأمور إلا أنها تعمل حاليا في هذه المشروعات بقوة.
مشروعات تحلية مياه البحر
وكشف أن مشروعات تحلية المياه، مهمة ولكن يجب أن يتم الانتباه لأمرين، الأول هو توفير الطاقة الشمسية واستخدامها في التحلية، والسبب الثاني هو مخلفات التحلية، أو ما يطلق عليه "المياه الرجوع"، موضحا أن هناك حل يتبع حاليا وهو تخفيف هذه المخلفات وإعادة رميها في البحر، ولكن هذا قد يؤثر على الكائنات البحرية بعد حوالي 100 عام مثلا، وبالتالي لابد من إيجاد حل مستدام له.
وأوضح، أن هناك دراسات حاليا يتم دراستها لكي يتم استخدام المياه المحلاة من البحر في الزراعة، وإذا استطاعت أن تستخدم المياه في الزراعة لإنتاج محاصيل يكون لها مردود اقتصادي مرتفع، فإن ذلك سيكون ممكنا.
وبالنسبة لحجم المياه المتبخر من بحيرة ناصر، فقال إن هناك حلول ومنها تغطية بعض المناطق في المياه بالألواح الشمسية لتقليل التبخر، ولكن يجب دراسة كل الحلول من الناحية الاقتصادية، واختيار البديل المناسب اقتصاديا.
المياه الجوفية
وأشار إلى أنه بالنسبة لوجود مياه جوفية، وما تتهم به مصر من أنها تعوم على أنهار، فإن "الكلام ده غير حقيقي، ومعظمها غير متجدد، والمتجدد منها جاي من النيل، وإذا قل سوف تنخفض"، موضحا أن مصر حاليا تستخدم المياه الجوفيه ولكن بحرص كبير لئلا تحدث كوارث أخرى ومنها دخول مياه البحر على الدلتا.