بقلم : عبد المنعم بدوي
تعج السجون بالكثير من المساجين السياسيين ، وفى خارج السجن يقوم أقاربهم وأصدقائهم وأحبتهم بالتمنى لهم بالخروج والعفو عنهم ، لكن خيالى كثيرا مايشطح فى أمر هؤلاء المساجين ، فأنا لاأدرى ماتخبأه لهم الأيام ، فالعديدون دخلوا السجن من قبل ، ثم بعد فتره قصيره أو طويله ، أبتسمت لهم الأيام وتولوا الحكم بعدها .
على سبيل المثال : مكرم عبيد باشا ، الذى أعتقلته حكومه الوفد ، ثم أطيح بالوفد وأفرج عنه ، وعين وزيرا للماليه ، وحينها قال قولته الشهيره :
كنت فى زوايا الأرض سجينا .... ثم أصبحت على خزائن الأرض أمينا ، ( كنايه عن أنه أصبح وزيرا للماليه ) .
نفس الشيىء حدث مع نلسون مانديلا ، المناضل الجنوب أفريقى المناهض لسياسة الفصل العنصرى ، مكث فى السجن 29 عاما حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياه بتهمة التخريب والتآمر على قلب نظام الحكم ، وأفرج عنه فى عام 1990 ، ليشفل منصب رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ، ويكون أول رئيس أسود لها .
فأنا لايستبعد خيالى أن يشطح وأن ينطح ، وأن يرى بعين الخيال ... " مكر التاريخ " ، إن كلمة محال أو بعيد المنال ليست من طبائع التاريخ ، ففى أوراقه مايشعل التفكير ، وفى صفحاته مايوقد الخيال ... كل مافى الأمر أطلب طول العمر ، وأدعو رب العباد أن تبلغ المراد .