زهير دعيم
كفى ، كفى ، صرخت في نفسي  وصليْتُ: يا ربُّ ارحم
فالهزيمة فاقت كلّ الحدود ، فقد أضحت موجعة ، مُذلّةً ،  جارحةً  ...
  لا أنكر...
وتمنيتُ – ولعلّها المرّة الثانية -  أن لا يُمطر الألمان شِباك الغير بالكُرات ، ولكنهم تمادوا !!! بل أمعنوا في إغاظتي .
 
فجاء الهدف الخامس والسادس والثامن والبارسا تصلّي كيما ينتهي الوقت ويقف الملاعين الألمان من سيركهم الغريب.
 
 فهذا مولر الختيار ! والذي هناك من عجّل وأبّنه  يعود للحياة من جديد ، فيُبدع أيّما إبداع ويفتتح سيمفونية الاهداف في الدقائق الاولى بهدف مُرتّب ومدروس بل ومن الخيال. 
 
  وهذا اللاعب البولنديّ الفذّ ليفاندوفسكي والهدّاف العالميّ يتألّق كما العادة فيُحرج الكاتولونيين ويجرح كبرياءهم.
 ولن أنسى الظهير ألايمن والأيسر والوسط وحامي المرمى نوير.
 
 مسرحية ، سيرك ، رواية خالدة ، سَمّها ما شئت ... فالألمان لأوّل مرّة " يأكل " حارسا مرماهم عشرة أهداف في مبارة واحدة !!!
 لا أخفي عليكم أنّني أحببت وتمنيت وصليت من أجل البافاريين ، فأنا ألماني النزعة ، مُشجّع للألمان منذ صِباي ولكن وللمرّة الثانية صليت ان يتوقف الألمان عن التهديف ، فقد فعلتها قبل سنوات حين أمطر المنتخب الألمانيّ شباك منتخب البرازيل بسباعية.
 
لا أنكر... نعم لا أنكر – رغم تشجيعي للألمان بأنّني أحبّ ميسي وفنّيته وأسلوبه الجميل ولكن في الليلة الفائتة أشفقتُ عليه وتمنيْت لو أنّه يُطلق صاروخًا من خمسين مترًا ليهزّ شباك البايرن ولو مرّة واحدة بعد طوفانهم الجارف .
 
 حقيقة أشفقت على ليونيل ميسي وأشفقت على حارس المرمى الأول في العالم في نظر الكثيرين – تير شتيجن – ( حارس البارسا) الذي ولأوّل مرّة أجده وأشاهده بلا حيلة وفي حيْرة وارتباك وهو يُخرج الكرة تلو الأخرى من شباكه ويُخطىء هنا وهناك على غير عادته، حتّى أنّني – وليسامحني الله – شككت به أنه يتواطأ ، لولا أنّني نظرت ورأيت البافاريين يتألقون فوق العادة طيلة دقائق المباراة ولا يعطون مجالًا واحدًا للكاتالونيين للتنفّس. 
ليلة من الخيال ...من الافلام والأحلام ، امتزج فيها العطاء والفنّ واللياقة البدنيّة الفائقة مع الصّلاة والحزن والخيبة.
 وأخيرًا 
 
 ألف اضمامة منتور جليليّ أزفّها للبافاريين ، ونصيحه منّي أنا الانسان البسيط  للكاتالونيين : 
 
حان الوقت أن نُغيّر ، نُبدّل ، نُجدّد ، نطوّر ، ندخل دمًا جديدًا ولا نعتمد على  لاعبً واحد مهما علا كعبه.