كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
وجه المتحدث الرسمي للروم الأرثوذكس في مصر، الأنبا نيقولا أنطونيو، رسالة رعوية بخصوص صورة العذراء مريم في سفر الرؤيا، وجاء نصها :
"وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ، امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا" (رؤ 1:12).
عن هذه المرأة التي تبدو كملكة تضاربت الآراء حولها، لأنه لا يوجد ما يساعد على فهم مَن هي تلك المرأة. في الغرب رأى كثيرون من آباء الكنيسة والتقليد الطقسي اللاتيني أن المرأة هي مريم العذراء، غير أن كثيرين من المفسرين الجدد يترددون في قبول هذه المطابقة، ولو بشكل ثانوي، غير أن بعضهم الآخر يقبلون بأن المرأة هنا هي مريم العذراء بصفتها صورة الكنيسة.
أما بحسب التقليد القديم لآباء الكنيسة في الشرق، فهذه المرأة هي الكنيسة، ذلك كما رأوا في المرأة الجميلة المذكورة في سفر نشيد الأنشاد: "مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ" (نش 10:6).
أرثوذكسيًّا، "شخص الكنيسة" هو والدة الإله في أمومتها البتول وخصبها الروحي. (شخص الكنيسة، هي الكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة عطية الآب التي هي فوق حدود الزمان وأي جنس بشري، التي تلد أبناءها بآلام لتعطي أبناء للمسيح، الحافظة الإيمان القويم التي بلا دنس، ولكن ليس بأعضائها لأنهم ليسوا كلهم بلا دنس). وأقليمندس الإسكندري يصف الكنيسة مقابلاً إياها بالعذراء مريم، مازجًا هاتين البتولَتين، هاتين الأمَّين، في صورة واحدة بقوله: «لا يوجد سوى بتول- أم واحدة يطيب لي أن أسميها الكنيسة».
غير أنه لا يمكن القول إن هذه المرأة هي العذراء مريم قبل حبلها بيسوع المسيح؛ لأن القديسة مريم تستمد قداستها بكونها "والدة الإله"، باليونانية "Θεοτόκος" (Theotokos)، وهذا الاسم يوطد سر التدبير الإلهي كله، إلا أنه حينما يقال "الكنيسة" فلا يمكن فصلها عن مريم العذراء والدة الإله التي ارتبط المؤمنون بها في يسوع المسيح كأم جميع الأحياء.