الأقباط متحدون - الكراسي
أخر تحديث ١٧:٠٥ | الجمعة ١٨ مايو ٢٠١٢ | ١٠ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦٤ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الكراسي


  بقلم : نشــأت عــدلي


شهوة قلب كل منا مكان ومكانة يكون عليها ويكون فيها مؤثرا أكثر منه متأثرا .
يكون علي كرسي له سُلطة .. اليوم يكون مرؤسا .. وحلمه في الغد  أن يكون  مترأسا ..
وهو مرؤسا علي كرسيه الصغير  يحاول أن يجذب الكل ناحيتة وأن يكون محبوبا منهم بلطف المعاملة وحلو اللسان .. وأن مستعد أن يتنازل  عن أشياء كثيرة ويتسامح في أشياء أكثر  إلي أن يصل لهدفة .. ويغدق علي كل من يعرفة فيض من المبادئ المفقودة  وآمال لا يمكن أن يحققها إلا هو ... لأنه رأي الخطأ ومن هذا الخطأ يتولد الشيئ الصحيح ...

وهناك نوع أخر من الكراسي ... كرسي السُلطة .. الذي يكون به الشخص حاكم لا محكوم .. فقبل أن يجلس علي هذا الكرسي تجد كثير من الأحلام تراودة  أحلام إصلاح أو أحلام حرية وكرامة  وبداية .. يكون كل كلامة عن هذه الأحلام وعن كيفية تحقيقها .. ويجذب الكل ناحيتة بل ويجعل الكل يعيش الحلم معه ويتطور الحلم إلي أن يصل للمحكومين أنفسهم ليصبحوا أيضا معه حالمين .. حالمين بيوم تتحقق فيه كل أحلام الحاكم ... ولكن للأسف ينسي الحاكم مبادئة  .. حتي الحلم نفسه يهرب من بين جاذبية كرسي السُلطة .. ويسرقه الكرسي وتسرقة نجومية الكرسي وتخدعة المنافقات الكاذبة  ونسي مع حلقات النفاق كل أحلام شعبة الموضوعة فيه وأصبح حلمه الوحيد هو الحفاظ علي هذا الكرسي المؤبد الذي يجلس عليه .

وهناك كراسي نحب أن نجلس عليها ولكن مجرد أن نجلس عليها نشعر أنها أكبر منا كثيرا ... فنجلس عليها متقلقلين .. لا نستريح أبدا عليها ..ولا نستطيع أن نفي بمستلزماتها .. بعض الأحيان نكابر .. ومن النادر أن نعترف بان هذا المكان ليس لي .. وأيضا معها توجد كراسي ضيقة علينا .. لا نستطيع حتي أن نتحرك من خلالها لعمل أى شيئ ... كراسي مقيدة بأشياء كثيرة  مثل الروتين والقيم والعادات والتقاليد ... الخ  فنشعر وكأننا مربوطين لا نكاد أن نتحرك إلا بشروط وقواعد ومنهج محدد .. وهذه الكراسي مع الأسف طويلة العمر .


وهناك كراسي يترجاها كل فرد منا .. يحلم بها ويسعي إليها سعيا جادا وحثيثا .. وفي سبيلها يضحي بكل الأشياء .. هي كراسينا وأماكنا في الملكوت .. وهذه الكراسي  هي الباقية للأبد ولن تزول أبدا ..ولكن علينا أن نسعي لأن يكون لكل منا نصيب في هذا .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع