شهدت سماء الوطن العربي، من أمس الأحد وحتى يوم الإثنين، ظاهرة فلكية وهي اقتران القمر وكوكب المريخ، يمينا ويسارا، بحسب ما أكده الدكتور أشرف تادرس، أستاذ البحوث الفلكية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، خلال حديثه مع "الوطن".
ما المقصود بمصطلح "الاقتران"؟
والمقصود بمصطلح "الاقتران" هو اصطفاف جرمين سماويين أو أكثر على خط واحد في السماء، فإذا نظرنا نحو المشترى مثلاً وكان المريخ في نقطة في السماء تقع على نفس مستوى النظر فنرى كوكب المشترى مع المريخ في نفس النقطة تقريباً في السماء، أو في نفس البرج، فنقول عندئذ أن المريخ اقترن مع المشترى، بحسب ما ذكر في كتاب "مقدمة في علم الفلك الحديث"، للدكتور أحمد شمعون والفلكي عماد مجاهد.
ويستخدم مصطلح الاقتران بشكل أوسع عند ربط مواقع الكواكب السيارة أو الأجرام الأخرى مثل الكويكبات أو القمر مع الشمس، فإذا صادف وجود كوكب خلف الشمس بالنسبة لراصد من الأرض، أي تكون الشمس بين الأرض والكوكب على خط واحد، فيكون الاقتران في هذه الحالة "اقترانا خارجيا".
أما الاقتران الداخلي، يقع عندما يكون الكوكب أو الجرم السماوي بين الشمس والأرض تماماً، وهذه الحالة لا تحدث سوى مع الكوكبين الأقرب للشمس من الأرض وهما عطارد والزهرة، ولا يمكن حدوث الاقتران الداخلي للكواكب السيارة التي تقع مداراتها خارج مدار كوكب الأرض لأنها أبعد من الأرض عن الشمس.
ولا يمكن رؤية الكواكب السيارة عندما تكون في الاقترانين الداخلي أو الخارجي لقربها من الشمس ووجودها على مستوى خط نظر الراصد من الأرض.
وليل أول أمس السبت، رصد بسماء الوطن العربي وقوع القمر الأحدب المتناقص بالقرب من كوكب المريخ "الكوكب الأحمر" في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة وهي فرصة للتصوير الفوتوغرافي.
وبحسب الجمعية الفلكية بجدة، يمكن ملاحظة أن المريخ أصبح ساطعاً الآن مقارنة بالأشهر الماضية ويزداد إشراقا في سماء الليل، ومع ذلك لا يقارن بكوكب المشتري الذي يتفوق عليه بحوالي 12 مرة، حيث يُصنف المشتري رابع ألمع جسم سماوي بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة على التوالي.
من المعروف أن الأرض تتحرك أسرع في مدارها الأصغر حول الشمس مقارنة بالمريخ والمشتري لذلك تقترب منهما يوما بعد يوم، ويتزامن مع ذلك سطوع الكوكبين تدريجيا كما يرصد في السماء.
