بقلم  : القس أفضل وليم


 يعيش سكان المنطقة العربية كل يوماً بمعجزة فلولا تدخل الله العظيم المتعال بين الأمم ليحفظ دماء شعبه من الغليان في عروقهم لإنفجرت قلوبهم في دواخلهم لما يطل به قادتنا وحكامنا وحكوماتنا يومياً من أخبار كاد أن يقشعر لها الجنين في بطن أمه. فتارة تجد الحكومة المصرية تعتقل شاباً في مقتبل العمر وجريمته هي ليس لكونه ينتمي لجماعة أرهابية أو لكونه كان مشتركاً في التنظيم الذي آدى إلى تفجير خطالبترول الذي أنفجر في أقل من عدة شهر أكثر من عشر مرات،ولا لكونه خرج وتهجم على كمين شرطة في العريش،ولا حتى لأنه أهان مقدسات غيره

 

ولكن بكل بساطة لأنه يقرأ الإنجيل في الشارع وينادي ببعض الفضائل المسيحية نعم إنه تهمة حقيقية. أو يطل علينا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ بفتوى مثل باقي فتاوي أخوته في مصر بتصريح ينادى فيه بهدم كل الكنائس بشبه الجزيرة، وكنت أتوقع هدم بيوت الخمور والدعارة المنتشرة، أو هدم مُكبرات الصوت التي تبث الحقد والسم بين عقول الناس، فهل يا فضيلة المفتي الوقور خرج عليك أحد بسلاح من هذه الكنائس،أو سمعت أحد يسُبك كل يوم أحد في مكبرات الصوت؟ أجيبني فكاد الدم ينفجر في عروقي. وحتى السودان يضم أرض خاصة بالكنيسة البروتستانية ويحولها إلى ملعب، فالرياضة السودانية كسحت العالم بأثره وأصبح السودان من الدول التي تنافس البرازيل والأرجنتين وغيرهما من الدول المتقدمة في عالم الرياضة لدرجة أنهم بحاجة ماسة إلى تلك القطعة من الأرض التابعة للكنيسة ويا عجبي. وأختم أعزائي القراء عن مستر العوا المرشح المحتمل في أنتخابات الرئاسة المصرية والذي أطل علينا بطلاته العطرة وبكلامه المعطر برياحين الصباح منذ فترة وأعلانه أن الكنائس في مصر والأديرة تحتوي على أسحلة،

 

ولم أرى منه أي تعليق أو حديث أو مقال يتعدي الخمسة أسطر عندما قبض عى مجموعة مسحلة بداخل مسجد النور بالعباسية الاسبوع الماضي وبحوزتهم أسلحة وذخيرة حية وتم التحفظ على الأسلحة والذخيرة والتي كان من لتدمير شعبنا المصري. أين أنت يا مستر عوا؟ وفي النهاي أقتبس كلمات المزمور الثاني والعدد العاشر والتي يقول فيها "فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. يا أيها الحكماء والفهماء والرؤساء تعقلوا لأن الله موجود وفوق الوجود وفوق كل سيادة وسلطان فأنا أصرخ في وجوهكم بكل سلطان وأقول لكم تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ العَربِ لقد فاض الكيل كيلاً ولم يعد في قوانا قوة ولا في أفكاراً فكراً ولا تنسوا أن الكتاب قال ونحن نؤمن بكل حرف فيه " تُحَطِّمُهُمْ بِقَضِيبٍ مِنْ حَدِيدٍ. مِثْلَ إِنَاءِ خَزَّافٍ تُكَسِّرُهُمْ».