هاني صبري - المحامي
دعالبنانيون'> لبنانيون عبر مواقع التواصل الإجتماعي إلى المطالبة بعودة الإنتداب الفرنسي لبلادهم عبر عريضة إلكترونية وقعها قرابة 50 ألف شخص إلي الآن .
ويأتي هذا المطلب بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان حيث وقف على آثار الدمار التي خلفها انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء ، والذي هز العاصمة بيروت، وأسفر عن مقتل أكثر من مائة سبعة ثلاثون ، وإصابة أكثر من أربعة الألف شخص ، وتشريد الآلاف من منازلهم.
وفي مشهدٍ خارجٍ عن الأعراف الرئيس ماكرون يتجول في شوارع لبنان للاستماع لمطالب المُواطنين اللبنانيين ، ويتفقد الأماكن المتضررة ، ويصدر تصريحات تعيد التذكير بحقبة لبنان'>الانتداب الفرنسي للبنان.
أن العريضة انعكاس لحالة الغضب والأحباط واليأس الذي يعاني منه كثير من اللبنانيين حيث يشهد لبنان ، منذ عدة أشهر، أزمة اقتصادية طاحنة، أثارت احتجاجات شعبية، وزاد من حدة الوضع تفشى فيروس كورونا ، قبل أن يتفاقم بانفجار مرفأ بيروت، الذي نجم عنه دمار كبير في العاصمة اللبنانية وأُعلنت بيروت "مدينة منكوبة".
قد أثارت العريضة التي تطالب بوضع لبنان تحت الانتداب الفرنسي للسنوات العشر المقبلة، حالة انقسام وجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من اللبنانيين، حيث استنكر بعضهم المطالبات بعودة الاحتلال واصفاً إياها بأنها خيانة للوطن، في حين رأى البعض الآخر أن لبنان "لم يكن بلداً مستقلاً في أي وقت "، ويروا أنه قد يكون حلاً للمشهد المعقد الذي تعيشه البلاد في ظل حالة انعدام الثقة في الطبقة السياسية الحاكمة.
في تقديري الشخصي أن هذه الدعوات لا تمثل جموع الشعب اللبناني ونرفضها جملة وتفصيلاً ونحترم سيادة لبنان ، ولا نلوم ولا نخون أحداً ونقدر ما يعانيه هذا الشعب المطحون الذي أنهكته الحروب الأهلية ، ناهيك عن تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية وفشل الحكومات اللبنانية المتعاقبة في تلبية الحد الأدني من احتياجاتهم الضرورية.
أن الشعب اللبناني قدم شهداء ودفع ثمناً كبيراً من أجل الحصول علي الاستقلال ، والاحتلال ليس الحل ، يجب أن يكون الحل من اللبنانيين أنفسهم ، فدولة فرنسا وغيرها من الدول تعاني من مشاكل لا حصر لها، ومصالحهم ومصالح شعوبهم هو ما يعنيهم، وليس مصلحة لبنان.
لذلك يجب علي الشعب اللبناني الشقيق وكافة القوي الوطنية الوحدة والتضامن والتعاون فيما بينهم لمواجهة تلك الأزمات وتغليب مصلحة لبنان على أي اعتبارات طائفية أو مذهبية أو إقليمية، ولا ينقص اللبنانيين سوي وحدتهم تحت راية العلم اللبناني، ونبذ الطائفية، وتغيير الطبقة الحاكمة، ونزع سلاح حزب الله، والقضاء علي الفساد والعمل الجاد والمخلص لإنقاذ بلادهم .
بعون الله وتوفيقه وبترابط وبتماسك كافة مؤسسات الدولة اللبنانية ، وبسواعد أبنائها المخلصين ، وبدعم المجتمع الدولي لهم سيعود لبنان أفضل مما كان ، والتاريخ يشهد أن لبنان يمرض ولا يموت وأنه شعب محب للحياة رغم الظروف القاسية التي يتعرض لها، لبنان شامخ مثل أشجار أرز لبنان، والقادم سيكون أفضل باللبنانيين .