الأقباط متحدون | ماذا يريد؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٤٧ | الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢ | ٧ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا يريد؟

الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢ - ٠٦: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : أنطوني ولسن 
وصلني هذا الخطاب والذي بدوري أنقله لكم كما جاءني :
" عزيزي ...
لا ادري ماذا أريد من وراء ارسال هذا الخطاب لك ... اعرفك عن طريق كتابتك ، ولا أظن اننا تلاقينا . المهم انني وجدت أن الكيل قد فاض بي ولا بد من مشاركة احد معي في حمل هذا الكيل الذي فاض . فكنت أنت وأمرك الى الله تشاركني هذا الحمل .
أنا زوج مثل أي زوج في هذه الحياة . كل رجل منا يظن أنه هو الآمر الناهي وصاحب الكلمة الأولى في الحياة الزوجية . اعتقد أن هذا ما نحب أن نقتنع به نحن الرجال ونخدع به أنفسنا ، على الرغم من انه في أعماقنا نعرف تمام المعرفة أن هذا ليس حقيقة بل هو من صنع خيالنا .
 
الزوجة هي المرأة تحكمت فينا كأم ، وعندما كبرنا وتزوجنا تحكمت فينا كزوجة . ربما يكون تحكم الأم يختلف لأن فيه الحنان والحب الحقيقي غير المغرض والذي يختلف عن حب الزوجة المبني أولا وأخيرا على الأغراض . إن تحققت هذه الأغراض والتي يكون فيها هو الغرض الأهم . الزواج من فتى الأحلام الذي يكون أنا أو أنت أو هو . أما بقية الأغراض فعلينا أنا وأنت وهو أيضا أن نحققها لها .  وان لم احقق هذا فأنا زوج فاشل ، اناني محب لذاتي لا أعرف قيمة الزوجة ولا اعرف قيمة الزواج والحياة الزوجية وكل ما يخطر على بالك من ذنوب ومعاصي .
هذا ما أعاني منه طوال سنين زواجي ، على الرغم من وصولنا زوجتي وأنا الى هذه السن المتقدمة . إلا أن " العكننة " و " النكد "  لا يفارقاننا . نبدأ صباحنا بـ " العكننة " ، وننهي يومنا بـ " النكد "  . العن نفسي واليوم الذي ولدت فيه واليوم الذي تزوجت فيه ، واليوم الذي هاجرت فيه الى أستراليا . في بلادنا على الأقل قد نجد من يتدخل للأصلاح بيننا  . لكن هنا لا تدخل لصلح . لأنها بلد " النسوان " ، وعلينا نحن الرجال ان نخضع لهن وإلا ..
 
إن طلبت لنفسي شيئا ، فلا يجاب طلبي . قد يجاب طلب احد احفادنا قبلطلبي . ان فاض بي وارتفع صوتي . فأنا في نظرها ونظر الأولاد ما زلت أعيش في عصر " سي السيد " ولا أعرف أن الحياة هنا تختلف ويجب علي أن أعمل على خدمة نفسي بنفسي .
اذا قلت أنا لا أستطيع .. تسمع الرد .. آه انت تريد أن تستعطف الأولاد حتى " يحنوا " عليك و يهتموا بك . لقد كبرت على هذا " الدلع " ولا يختر ببالها انني بالفعل كبرت ولا أستطيع . فأصرخ وأقول أنا لا " اتدلع " . لكن هل من مصدق ! .. لا .. فأنا كبرت و " خرفت " ولا أصلح لشيء .
 
وهكذا الحياة يا سيدي من يوم الى يوم والشريط السينمائي لا يتغير . مللت هذا الشريط ، ومللت هذه الحياة . ماذ ا افعل وأنا في هذه السن المتقدمة والتي تجعلني لا أستطيع أن أتخذ قرارا والتي جعلتني أشعر وكأن زوجتي وجدت في هذه الفرصة طريقا لها للأنتقام مني وتعذيبي . كلما أفكر في الوقت الذي كنت أتمنى فيه أن نعيد أيامنا الحلوة معا وان يشارك كل واحد منا في إعادة الحياة والأحلام التي حلمناها وحققناها سويا . لكن مع الأسف مع من أتحدث  . مَنْ حلم وكافح وحقق الأحلام ! .. أنا .. لا انها هي التي حلمت وهي التي كافحت وتحملت وربت الأولاد . وهي لها الفضل في ما هم عليه الآن . لو لم تكن هي لكان البيت قد انتهى وتهدم على رؤوس الجميع . هي المصعد الصاعد . وأنا الدرج الهابط .
 
وهذه هي حياتنا ولا أعرف ماذا أريد من كتابتي اليك . لكن الشيء الوحيد الذي عرفته الآن ، أن عبئا ثقيلا قد انزاح عن كاهلي . وأعتقد الآن انني أستطيع أن اتنفس الصعداء وأقول ها قد وجدت من أتحدث اليه وانني يا سيدي لا أنتظر منك ردا على رسالتي . لأنها بدون توقيع أو عنوان . انها فقط من قاريء في المهجر .. وشكرا .. "
إلى هنا انتهت الرسالة ..
وأنا بدوري أحيل الرسالة إلى القارءات والقراء للتعليق وإبداء الرأي .. وشكرا .
 
من بنات أفكاري
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
وأجمل ما في الذكريات .. اليوم الذي عرفت فيه قيمة نفسي .
** الحياة : طريق مهما طال فلهو نهاية .
** الدنيا : كالمرأة ظاهرها ناعم وهاديء .. باطنها خشن وغادر .
** الواهم : هو من ظن أنه نجح في خداع الناس بارتداء ثوب غيره .  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :