الأقباط متحدون - حمدين صباحى وعبد الناصر
أخر تحديث ٠٧:٣٣ | الثلاثاء ١٥ مايو ٢٠١٢ | ٧ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٦١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حمدين صباحى وعبد الناصر

بقلم: حنا حنا المحامي
فى حديث لحمدين صباحى مع الاعلاميه منى الشاذلى قال سيادته:  "إن مثله الاعلى ثلاثه ......."  ويهمنا من هؤلاء الثلاثه "جمال عبد الناصر" لانه كان يحب الفقراء.
ولا يسعنى إلا أن أقول "نعم"  إن جمال عبد الناصر كان يحب الفقراء جدا حتى أنه جعل الشعب كله من الفقراء.
وبهده المناسبه فإن جمال عبد الناصر كان يحب الحريه جدا ولذلك استأثر بها لنفسه وحاشيته.
والبادى أن حمدين صباحى يشير إلى الاشتراكيه.  وأود أن أقول إن المعيار ليس معيار عبد الناصر أو زيد أو عمرو, اشتراكيه أو رأسماليه.  ولكن المعيار هو رسم سياسه قويمه للدوله سواء كانت سياسه اقتصاديه أو تشريعيه أو خارجيه أو تعليميه .... إلخ.  أو أخـــــــلاقيه "لا مؤاخذه".
نفرض أنك تريد أن تجعل مصر دوله شيوعيه أو اشتراكيه, ما الضير أو الضرر فى أن تجعل السياسه التعليميه مثلا تقتبس من أمريكا أو انجلترا أو فرنسا أو الصين؟  إن التعليم فى تلك الدول يفجر فى الطالب كل طاقاته وكل مواهبه.  فمثلا يحصل الطالب على وسام أنه موهوب فى مادة كذا أو كذا.  إلى أخر تلك السياسه التعليميه الرائعه التى تجعل الطلبه فى وحدة واحده يتعلمون كيف يحبون زملاءهم فيخرجوا ويتخرجوا أصفياء النفس فى مجتمع متحاب غير متنافروفى منافسه شريفه.
 
فمثلا حين بدأت ممارسة المحاماه فى أمريكا, كنت متخرجا فقط ولم أمارس المهنه إطلاقا فى أمريكا.  وإذا بالمحامى الذى استأجرت منه حجره فى مكتبه يرشدنى إلى جميع النماذج المطلوبه فى الهجره. بما فيها الاجراءات.  ثم انتقلت إلى ممارسة القضايا فى المحاكم وكان لى زملاء آخرون يجيبون بكل صبررحب على كل استفسار وكل عريضة دعوى أو ما إلى ذلك.
أقول ذلك لأن التعليم أنشأ فى الطلبه الروح الطيبه وتعلموا التعاون والتضافر وبذلك تتقدم المهنه ويتقدم المحامون.  
وذلك عكس ما هو قائم فى مصر فقد لاحظت أن المحامين يتنافسون منافسه أقول إنها غير مهذبه (وهذا تعبير مهذب)  فلا تجد محاميا يرشد محاميا آخر أقل خبره إذ يشعر أنه فى هذه الحاله يكون أولى بتلك الدعوى مثلا.  ما السبب؟  ذلك أن الطلبه لم يتعلموا فى الدراسه روح الموده والالفه والتعاون خاصة فى الايام الاخيره إذ تعلم الطالب أن زميله المسيحى كافر ويجب أن ينفر منه.  فكانت النتيجه إنشاء نشء متنافر يحمل فى نفسه الكراهيه المدمره له ولمجتمعه وذويه.
 
خلاصة القول أن الامر ليس أمر اشتراكيه أو رأسماليه بل إن مصر فى مرحله حرجه جدا يتعين أن تبحث عما ينتشلها من تلك الوهده التى تردت إليها بسبب التعصب والقيم العتيقه الباليه والتى نتشر الكراهيه والتنافر والانقسام.  هذا عن التعليم مثلا وهناك عشرات بل مئات من الامثله التى تحتاجها مصر لتنشئ مجتمعا قويا حرا يعرف قيمة الحريه ولا يتطرف فيها على نحو ما حدث فى العباسيه أو
محمد محمود. 
هناك أمثله عديده أخرى يتعين النظر إليها ليس على أنها من مجتمع إسلامى أو مسيحى بل يتعين أن يكون لدينا المثل العليا التى كنا نعيشها قبل الثوره فى أيام ما يسمونه الزمن الجميل.
ومن هذه الامثله الحدمات الحكوميه.  إن هذه الخدمات التى نخر فيها السوس, سوس الفساد والرشوه وعدم احترام المواطن يحتاج إلى اقتلاع جذرى.  إن مرتب الموطف يقتضيه من دافع الضرائب.
 
لو ذهبت إلى أى جهه حكوميه فى أى بلد من بلاد الكفار لوجدت الموطفين يتسابقون لاداء الخدمه التى جئت لاجلها.  فقد حدث منذ بضع سنوات قليله أن ذهبت إلى مكتب الجوازات بالاسكندريه لتجديد جواز سفرى.  استلمت الموظفه الجواز وفتحته وقرأت الاسم وطلبت منى أن أجلس فأطعت وأنا فى دهشه.  ظللت جالسا ما يقرب من الساعه والموظفه المحترمه تقوم بخدمة باقى الجمهور حتى من كان بعدى فى الدور.  بعد حوالى الساعه ثرت ضد الموظفه التى لا تعرف معنى المسئوليه بل ولا تعرف معنى الادب.  فخرج الضابط من الداخل وحين عرف سبب ثورتى أصدر أمرا فوريا للموظفه بأنجاز جواز سفرى وفعلا قامت بعملها.  هذا الاسلوب يتعين التصدى له وبقوه وحزم.
لا شك أن الدستور سوف ينص على أن "جميع المصريين متساوون أمام القانون لا تمييز بسبب الدين أو العرق أو الجنس".  جميل  ثم قبل ذلك الماده الثانيه من الدستور تقول "دين الدوله الاسلام  ومبادئ الشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسى للتشريع".  
 
هل تصدى أحد من المرشحين لهذا النص الذى يدعم التفرقه بين المواطنين بل ينص عليها صراحة؟ بالطبع لا.  كيف إذن ستحققون التساوى بين المواطنين وتحققون العداله مع قيام التفرقه بين مواطن وآخر منصوص عليه فى الدستور؟ الحقيقه إن أحدا من المرشحين لن يتصدى لهذا الامرلانه سيعرض نجاحه للخطر.  إذن المبادئ فى أجازه وهى تتعارض مع مصلحة المرشح فيتعين أن يصرف عنها النظر حتى لو كانت فى صالح الوطن.  أمام تلك الحقائق هل يمكن العمل على وجود تماسك للوطن ذلك التماسك الذى يحقق قوته ونجاحه؟ بالطبع لا.  الامر يقتضى مرشحا له ثقله ومبادئه ليعلن عدم جواز النص على تلك الماده العنصريه.
وإذا عدنا إلى مواد التساوى هل يمكن أن تحقق تفعيل هذه الماده؟  يقتضى هذا سن قانون التمييز الذى يحق للشاكى بمقتضاه أن يقيم دعوى أمام المحكمه لانه وقع عليه تمييز ما سواء فى التوظف أو الترقيه أو حتى فى تقييمه فى التخرج أو أى أمر مشابه كما يحدث فى كل الدول التى تبحث عن العداله الاجتماعيه.  لماذا أغفلت يا سيدى عنصر المساواه وهو عنصر جوهرى فى النظام؟
 
إننا نعلم أن النظام السابق قد نشر الفساد بصوره بشعه.  كما أن الصراعات القائمه قضت على ما تبقى للوطن من قوه أو تماسك.  هل تعرضت لهذه النقطه التى هى جوهر المسئوليه؟  هل تعرضت للاسلحه التى تدخل مصر بصوره بشعه تسعى إلى الخراب والدمار؟
يقول التاريخ إنك شجعت قتل الامريكيين بواسطة سفاحى القاعده.  أنعم وأكرم.  ترى هل ستقضى على معارضيك أو منتقديك ذبحا وقتلا؟
سيدى لماذا لا تقول معى إن مصر ضاعت والحمد لله؟  
لك الله يامصر ولا شك أنه فى عليائه سوف يطل علينا وينقدنا من هذه الغمه من حيث لاندرى

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter