كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
بعث المطران كريكور اوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، رسالة رعوية بعنوان "صوت الراعي" تحوي تأملات مريمية إستعداداً لعيد انتقال العذراء مريـم إلى السماء، وجاء نصها :
" لا أفهم مريـم العذراء من غير يسوع "
اليوم السادس :
تأملنا اليوم في مديح وأقوال مار افرام السرياني عن مريم العذراء الكُليّة القداسة والكاملةُ الطهارة :
أيقظي أوتارك يا قيثارتي ... في مديحِ مريم العذراء ...
ارفعي صوتي و ترنمي ... بسيرةِ العذراء العجيبة ... إبنةَ صهيون ... التي ولدت لنا " حياة العالم " .
كما دخلَ الرّب و الأبواب مُغلقة هكذا خرجَ من أحشاءِ البتول ، فإنها بحقٍ ولدَته هذه العذراء بغير ألم … وبقيت بتوليتها سالمة لم تحل !
إمرأتان بريئتان بسيطتان كل البساطة ، مريم وحواء ، كانتا في كُلِّ شيء متساويتان غيرَ أنّهُ ، فيما بعد صارت الواحدة سبب موتنا والأخرى سبب حياتنا.
ميلادُك الإلهي ، ياربْ ، قد وهبَ ميلاداً للبشريةِ كُلَّها… ولدتكَ البشرية حسب الجسد، و أنت ولدتها حسب الروح … المجدُ لكَ يا من صرتَ طفلاً لكي تجعل الكُل جديداً.
إن قيثارةَ الروح القدس هذه لن تبعث لحناً أعذب مما تصدره حين تتغنى بمديحِ مريم.
حَمَلتْ مريم " النار" في يديها واحتضنت اللهيب بين ذراعيها، أعطت للهيبِ صدرَها كي يرضع وقدّمت لذاك الذي يقوت الجميع لبنها من يستطيع أن يخبر عنها ؟ .
جاء كلمةُ الآب من حضنِ الآب وفي حضنٍ أخر لبسَ جسَداً.
جاء من حضنٍ إلى حضن إمتلأ الحضنان النقييان بهِ ، مبارك هو هذا الذي يسكن فينا .
مريم هي السماء السرية الجديدة وهي السماء الحاملة اللاهوت .
حملتهُ على ذراعيها ذاك الذي يحمل السموات وعلى ركبتيها حملت ذاك الذي تحمله الكاروبيم وبفما قبّلت ذاك الذي فتح أفواه البكم ، ورضع من لبن ثديها ذاك الذي أشبع ألوف الجائعين من الخمس خبزات وسمكتين .
لا يستطيع أحد أن يعرف أُمّكَ ايُّها الرب … هل نسميها عذراء ؟ هوذا ابنها موجود، هل يسميها متزوجة ؟ فهي لم تعرف رجلاّ ، فإن كان لا يوجد من يفهم أُمّكَ من يكون كُفء لفهمِكَ أنت ؟
مريم نالت من قبلِكَ ايُّها الرب كُل كرامةِ المتزوجات …لقد حبلت بكَ بغير زواج … كان في صدرِهَا لبن على غير الطبيعة اذ أخرجت من الأرض الظمأة ينبوع لبن يفيض … إن حملتكَ فبنظرتِكَ القديرة تُخَفْفْ حملَها.