هاني صبري - المحامي
وقوع انفجار ضخم في مرفأ بيروت القريب من وسط العاصمة وتسبّب بوقوع عشرات القتلي وأنّ أعداد الضحايا مرشحة للزيادة بشكل كبير ، وإصابة أكثر من ثلاثة الألف وسبعمائة شخصاً ، كما لحقت أضرار بالغة بالمباني والممتلكات العامة والخاصة ودمار كبير في أنحاء مختلفة من العاصمة اللبنانية، وقد شوهد دخان كثيف يتصاعد من مكان الانفجار.
كما أفادت تقارير بوقوع انفجار ثان ، وهذين الانفجارين هما الأضخم في تاريخ لبنان ، ولم يعرف بعد أسباب الانفجارين.
وتردّد دوي الانفجار في كل أنحاء العاصمة ، وصولا إلى مناطق بعيدة عنها، وأفادت وسائل إعلام قبرصية سماع صوت الانفجار في قري قبرصية المواجهة للبنان وهي علي بعد ثلثمائة كيلو متر، وهذا يدل علي قوة وشدة الانفجارين.
أهمية مرفأ بيروت يعد من أبرز روافد الاقتصاد اللبناني، نظرا لدوره الحيوي في عمليات الاستيراد والتصدير، حيث يتم عن طريقه دخول 70 % من واردات البلاد ، والمرفأ يعتبر الميناء الأساسي والأول في لبنان، وله أهمية تجارية كبيرة ويعتبر من أهم 10 موانئ على ساحل المتوسط، ويشكل مركز التقاء قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهذا ما جعل منه ممراً لعبور أساطيل السفن التجارية بين الشرق والغرب ، وأن انفجار المرفأ يزيد من معاناة الشعب اللبناني.
هناك فرضان في هذا الحادث.
الفرضية الأولي : أنه حادث عارض نتج عن انفجار محزن للمتفجرات به 2750 طناً من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار كانت مصادرة منذ 2014 وموجودة بالعنبر رقم 12 بالمرفأ ، وذلك حسبما صرح مسؤولين لبنانيين، وهذه الفرضية لو صحت فهي كارثة كبري وخطأ مهني جسيم يرتقي إلي مرتبة الجريمة العمدية ، وأحمل حزب الله اللبناني المسؤولية الأولي عن هذه المجزرة.
الفرضية الثانية أنها جريمة بفعل فاعل ولا استبعد فرضية العمل الإرهابي وكل الاحتمالات واردة في هذا الحادث، وعلينا الانتظار لما تسفر عنه التحقيقات.
أن الشعب اللبناني يعيش أجواء توتر سياسي ، مع استمرار التظاهرات الشعبية ضد طريقة تعامل الحكومة مع أسوأ أزمة اقتصادية يشهدها البلد منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975-1990.
حيث إن توقيت وقوع الانفجارين يضع كثير من التساؤلات لدي اللبنانيين والعالم ، أن المحكمة الخاصة بلبنان وهي محكمة دولية أسستها الأمم المتحدة ستصدر حكماً يوم 7 أغسطس الجاري في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، و 21 آخرين عن طريق سيارة مفخخة عام 2005. ربما يعتقد البعض أن هذا الحادث ارتكب لصرف نظر اللبنانيين عن الحكم.
ناهيك عن أن الحدود مع إسرائيل شهدت توترا في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت إسرائيل أنها أحبطت محاولة لحزب الله للتسلل إلى الأراضي الإسرائيلية.
لذلك يجب فتح تحقيق شامل ومحايد بدون أي تدخلات من حزب الله، وذلك لمعرفة أسباب هذين الانفجارين ومن يتحمل مسؤولية هذه الكارثة.
كما يجب علي كافة القوي الوطنية اللبنانية التضامن والوحدة والتعاون لمواجهة هذه الكارثة وتغليب مصلحة لبنان على أي اعتبارات طائفية أو مذهبية أو إقليمية. ونحمل حزب الله اللبناني الموالي لإيران المسؤولية الأكبر لما وصلت إليه لبنان الحبيبة، وعلي رئيس الحكومة حسان دياب الموالي لحزب الله تقديم إستقالته.
ونناشد المجتمع الدولي مساعدة الشعب اللبناني الشقيق للخروج من أزماته، وعلي منظمة الصحة العالمية تقديم الدعم اللازم للمصابين لمواجهة تداعيات هذا الحادث الأليم.