عرض/ سامية عياد
خلق الله الإنسان حر كامل الإرادة حتى يشعره بالوجود والحياة ، فالحرية هى جوهر الحب ، والله أحب الإنسان محبة لا توصف فخلقه حرا يملك الإرادة أيا كانت تلك الإرادة ...
نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب فى مقاله "الإنسان ونضوج الإرادة" وضح لنا أن إرادة الإنسان تتنوع ، فكل منا يملك إرادة تختلف عن الآخر ، فهناك إرادة رافضة لمشورة الله المخلصة ، يقول عنها الكتاب المقدس "بمعرفة طرقك لا نسر" ، "كم مرة أردت .. ولم تريدوا" ، وأيضا "تركونى أنا ينبوع المياه الحية ، لينقروا لأنفسهم أبارا ، أبارا مشققة لا تضبط ماء" ، "الى خاصته جاء ، وخاصته لم تقبله" ، هناك إرادة متذمرة ساخطة على ما يحدث ولا تشعر بأى رضى داخلى" ، إرادة مستسلمة إنسان يقول هذ قضاء وقدر ، ، ربنا عايز كده ، مثل يونان "فقال لهم : خذونى واطرحونى فى البحر فيسكن البحر عنكم" .
كما أن هناك ‘إرادة راضية بمشيئة الله وترى أن الله يعمل للخير فى كل أمور حياتنا كقول القديس بولس الرسول "سلمنا فصرنا نحمل" ، هناك إرادة متوافقة مثلها مثل الراضية تؤمن أن هذا الأمر للخير فيما بعد بدون غضب ولا سخط إنما يقبله بفرح كقول المتنيح البابا شنودة الثالث "كله للخير" ، هناك إرادة مبذولة أو مصلوبة تسير وفق مشيئة الله وتترك جانبا المشيئة الخاصة بفرح كامل كقول الرب يسوع "لتكن لا إرادتى بل إرادتك" .
خلقنا نملك الحرية والاختيار ولكن ليس معنى هذا عدم الانصياع لإرادة الله ، بل علينا أن نترك الإرادة بالكامل لله الذى يعلم ما الصالح والخير لنا ..