فرانسوا باسيلى
من كثرة هجوم الناس في الفيسبوك علي تمثال "مصر تنهض" بوجه ملووح وعلي الرجل المسكين الذي قام بارتكاب هذا العمل بدأت أشعر بالتعاطف معه علي أساس أنه غلبان وأن فاقد الشيء لا يعطيه، ثم على أساس أن ما فعله متسق تماما مع مستوي الفنون والآداب والموسيقي والغناء والإعلام والتعليم والتدين والتحرش والتنمر والتسيس، من السياسة، وبقية الهرجلة الإجتماعية السائدة اليوم، فلماذا هذا الغضب الجامح علي هذا العمل البائس وحده وأنتم تعيشون مظاهر البؤس والقبح والإنحطاط في كل جهة حولكم؟
هل مفروض أن يظهر هذا الفنان فجأة بمستوي شاهق الجمال والذوق والإبداع وكل ما حوله لا ينتج ولا يشجع هذا؟ من حق مرتكب هذا العمل المسمي "مصر تنهض" أن يحتج علي تجنيكم عليه وظلمكم له بأن يسألكم.. متي كانت آخر أغنية راقية لقصيدة مثل الأطلال مثلاً سادت وتسيدت علي شفاه الناس جميعاً؟ ما هو آخر عمل موسيقي باهر أبدعه ملحن مصري؟ بل من هو الملحن المصري الأول في مصر اليوم إن كان يمكنك أن تذكر إسماً واحداً؟
ألم تلاحظوا مدي إنحدار الفن في مصر إلا اليوم؟
صح النوم يا أهل الكهف.