الاثنين ١٤ مايو ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +03:00 EEST
بقلم : د. ممدوح حليم
بدأ العصر الحديث في مصر منذ أكثر من 200 سنة، تم خلالهم اختيار 9 بطاركة.
كان اختيار البابا في البداية يتم بالتشاور والاتفاق، لقد ساعد على ذلك قلة عدد المطارنة الذين لم يكن عددهم يتجاوز 10 في أغلب الأحيان، كما كان الناس على قدر من البساطة والطيبة، ولم يكن المركز البابوي مرموقا ً وذا بريق إعلامي، كما هو الحال عليه الآن. ومن ناحية أخرى تضاعف عدد الأساقفة والمطارنة ليصل عددهم حاليا ً نحو 120 ، الأمر الذي يجعل عملية الاتفاق والتوافق شبه مستحيلة.
لقد اختير بناء على الاتفاق والتوافق 4 بطاركة هم البابوات : بطرس 7 ، كيرلس 4 ، ديمتريوس 2 ، كيرلس 5 .
وفي العشرينات من القرن العشرين، كانت مصر قد عرفت البرلمانات المنتخبة الأمر الذي انعكس على الكنيسة أيضا ً، ومن ثم تم انتخاب البابا يؤانس ال 19، بالانتخاب ليفوز بالمنصب الحاصل على أعلى الأصوات. وكان المجمع المقدس قد اجتمع في 18 يوليو 1928، وقرر إمكان ترشح مطارنة الأبروشيات للمنصب البابوي، الأمر الذي مكن البابا يؤانس 19 من الوصول للبطريركية إذ كان مطرانا ً للبحيرة والمنوفية كما سبق أن أشرنا في الحلقة السابقة.
إن البابا يؤانس 19 (1928 – 1942 ) نقطة تحول كبرى في انتخاب البطاركة إذ إنه:
(1) أول بابا بالانتخاب المباشر ليفوز صاحب أعلى الأصوات.
(2) أول بابا من المطارنة.
لقد ظل النظام الأخير قائما ً فيما بعد من خلال البطاركة الذين تلوه وهم: مكاريوس 3 (1944 – 1945 ) ، يوساب 2 ( 1946 – 1956 ) وكانا من المطارنة وحصلا على أعلى الأصوات الانتخابية .
وخلال انتخابات البطاركة الثلاث الأخيرين عارض كثير من الأفراد والهيئات وصول المطارنة لكرسي البابوية لكن محاولاتهم لم تقدر منع هذه الظاهرة.
وخلال فراغ الكرسي البابوي بعد رحيل البابا الأخير وضعت لائحة عام 1957 الشهيرة والتي تم بموجبها اختيار البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث، وسوف نستكمل الحديث في الحلقة القادمة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع