كثيرة هي اللحظات التي نكتشف فيها أننا نريد أن نقول شيئا فيردده شخص آخر، فيعبر عنا أكثر منا، وأحيانا نُصدم أننا نفكر بشخص وفجأة يتصل بنا، كما نكون نفكر في شخص ويتحدث أحد آخر عنه أمامنا، كما يتردد كثيرا اعتقادات بأننا إذا كنا نفكر في شخص فهو أيضا يفكر بنا وخطر على بالنا بسبب تبادل التفكير في ذات اللحظة، وينسبه البعض إلى تلاقي الأرواح أو لا نعرف سببا لذلك وتثار العديد من التساؤلات حول سر ذلك وكيفية حدوثه.
استشاري الطب النفسي الدكتور محمد هاني، أوضح أن هذه الحالات ليس تلاقي أرواح كما يتردد، وإنما هي تندرج تحت علم التخاطر، وهي ظاهرة قديمة درسها العلماء، وهي عملية تحتاج بالمرتبة الأولى إلى الصفاء الذهني.
لو بتفكر في شخص ولقيته بيكلمك ده اسمه إيه؟
وقال هاني، إن هذا التلاقي أو التخاطر يحدث كثيرا ولكن بشروط "ممكن يتصادف معاك من كتر اهتمامك بالشخص اللي قدامك، أو درجة الحب، وممكن على سبيل المثال لما بتلاقي صفات كتير مشتركة بينك وبين الإنسان ده ونفس التفكير، بيحدث تقارب روحي".
وأكد هاني، أن وجود صفات مشتركة بين الاثنين يساعد كثيرا في عملية التخاطر وتلاقي الأرواح موضحا "ممكن دلوقتي أكون عايز أكلمك وألاقي الشخص بيكلمني حالا، فأقول له أنا كنت لسه همسك التليفون أكلمك، وده بيكون علشان بيكون بينهم كيميا ونفس التفكير وشبه بعض في حاجات كتير، الناس اللي بتكون شبه بعض بيكون بينهم تخاطر بسهولة"، وفق قوله.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن الكيميا بين الطرفين، ووجود نفس الميول والرغبات، وقربهم في الشبه من بعضهما، كل هذه صفات تجعلهم يخطرون على بال بعضهما في نفس اللحظة "وكمان لو علاقتهم بيرتاحوا فيها مع بعض جدا، وبيفكروا في نفس الاتجاهات، وبيعرفوا يتعاملوا مع بعض".
ولفت هاني، إلى أن الأشخاص الذين يحلمون بحلم معين مقلق عن شخص ويكلمون الشخص للاطمئنان عليه ثم يخبره هذا الشخص أنه بالفعل يمر بمشكلة أو أزمة "ده مش بيكون تخاطر ده نعمة من عند ربنا مديها للإنسان، ماحدش بيتعملها ولا بيكتسبها".
وفي ذات الصدد، حذر استشاري الطب النفسي من دورات التخاطر، وما يقال فيها من ممارسة طقوس وتمارين معينة لجعل الشخص الآخر يفكر فيك "كله كدب وغلط وده سحر مالهوش لازمة"، لافتا إلى أننا نجعل الشخص الآخر يفكر بنا عن طريق قدرتنا على جذبه ناحيتنا، من تفكير أو طريقة في الكلام أو ذكاء ازاي تخلي الإنسان التاني بيفكر ايه، ده سحر مالهوش لازمة".
وأوضح هاني، أن هناك فرقا كبيرا بين توارد الأفكار وبين التخاطر، فإذا كان هناك صديقان يعرفان تفاصيل حياة بعضهما البعض سيكون من السهل معرفة مايدور بذهن كلا منهما في نفس اللحظة، أما التخاطر فهي حالة ترتبط أكثر بالشعور لا بالعقل، فمثلاً قدرتك على التفكير بأحدهم والتخاطر معه سيجعل هذا الشخص يتواصل معك من دون سبب، فقط لأنه يشعر بشيء مختلف حصل معه أو شعور معين انتابه في لحظة، أنك كنت تفكر به وتحاول التواصل معه، من خلال التخاطر.