إعداد/ ماجد كامل
ورث قداسة البابا تاوضروس الثاني – أطال الله حياته ومتعه بالصحة والعافية – العشق الشديد لمصر وللوطن مثل كل البطاركة السابقين عليه علي الكرسي المرقسي .من مارمرقس الرسول حتي قداسة البابا شنودة الثالث . والحقيقة أن هذا العشق للوطن يكاد يكون موقفا عقائديا ثابتا عبر العصور من خلال طقوس كنيستها وتاريخ آبائها ( راجع مقالاتنا السابقة عن صلوات الكنيسة القبطية تعلمنا حب الوطن ؛والدور الوطني للكنيسة القبطية الآرثوذكسية عبر العصور ) . وإن كان قداسته قد تولي المسؤلية في سنة صعبة مليئة بالأحداث الطائفية المؤسفة نذكر منها (حرق الكنائس في 14 أغسطس 2013 - حادثة الخصوص 6 ابريل 2013- الاعتداء علي الكاتدرائية المرقسية في اليوم التالي مباشرة – الاعتداء علي كنيسية الوراق في 20 أكتوبر 2013 – شهداء ليبيا في 15 فبراير 2015- شهداء الكنيسة البطرسية في 11 ديسمبر 2016 – شهداء كنيسة مارجرجس طنطا في 9 أبريل 2017 ؛ وفي نفس اليوم الكنيسة المرقسية بالإسكندرية – شهداء القلمون في 26 مايو 2017 .... الخ ) إلا أن قداسته تمكن من استيعاب كل هذه الأحداث المؤسفة بالمحبة والصدر الرحب . وعند إداء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية في8 يونية 2014 ؛ حضر قداسة البابا الحفل ؛ وأرسل لسيادته برقية تهنئة قال فيها " يسرني بالإصالة عن نفسي وباسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية أن أهنئكم علي ثقة الشعب المصري بكم في انتخابكم رئيسا ؛ والذي جاء تعبيرا عن إرادة شعبية خالصة والكنيسة الوطنية تشد علي أيديكم ؛ وتصلي إلي الله أن يمدكم بالعون " ( راجع النص الكامل للبرقية في :- حصاد 5 سنوات من عمر قداسة البابا تاوضروس الثاني ؛فريق مجلة عذراء الزيتون ؛ كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون ؛ نوفمبر 2017 ؛ صفحة 180 ) .
وفي 1 يونية 2015 ترأس قداسة البابا تاوضروس احتفالية دخول السيد المسيح إلي أرض مصر بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ؛ ولقد ألقي فيها قداسته كلمة تحدث فيها عن التاريخ وجذوره الحية ؛ وعن الوطن الغالي مصر .
وجاء الحدث التاريخي الضخم الذي عاشته مصر بافتتاح مشروع قناة السويس الجديدة ؛ يوم 11 يونية 2015 ؛ ولقد شارك في الاحتفال بالحدث بوفد كنسي ضخم يضم 15 شخصا من الآباء الأساقفة وعشرة من الآباء الكهنة ؛ و10 من أراخنة الشعب ؛ بزيارة مشروع قناة السويس الجديدة ؛ وعبر قداسته عن سعادته بالمشروع فقال " إن هذا المشروع فخر لكل المصريين والأجيال القادمة ؛ ويصل إلي حد الإعجاز .... أن الجدية والالتزام كانا عونا لما شاهدناه علي أرض الواقع .... هذا هو اليوم المشهود " ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 182 ) . ولقد قام قداسته بالتبرع بمبلغ مليون جنيه للمساهمة في مشروع قناة السويس الجديدة ( القس بولس حليم :- جريدة البوابة ؛مقالة بتاريخ 16 يونية 2020 ) .
ولرغبة قداسته الشديدة في الحوار والتقارب الإسلامي – المسيحي ؛ عبر قداسته عن تقديره الشديد لدور الأزهر الشريف في دعم قيم المحبة والحوار والتسامح ؛ وعند أول لقاء لقداسته مع شيخ الأزهر قال له " نحن سعداء لهذه الروح الوطنية ؛ ونشيد بمؤسسة الأزهر التي تحمل الفكر المعتدل الوسطي علي أرض مصر " . كما شارك قداسته في المؤتمر العام ال23 للمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية والمنعقد بوزارة الأوقاف بعنوان " خطورة الفكر التكفيري والفتوي بدون علم علي المصالح الوطنية والعلاقات الدولية " . كما شارك قداسته في المؤتمر الذي نظمه الأزهر بعنوان "مواجهة الارهاب والتطرف " ألقي فيه قداسته كلمة عن "الكنيسة المصرية والمواطنة " . وفي 4 ديسمبر 2014 استقبل قداسته في المقر البابوي السيد فيصل بن معمر ؛رئيس مركز حوار الأديان والثقافات بالنمسا ..
وأستمرت لقاءات وحوارت المحبة مع الشيخ عبد اللطيف ديريان مفتي الجمهورية اللبنانية في 3 فبراير 2015 . وفي 6 مارس 2015ا ؛ استقبل قداسته في المقر البابوي سماحة الشيخ "علي الهاشمي " المستشار القضائي والديني لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والوفد المرافق له .
ولقد أبتهجت الكنيسة القبطية ؛ وأبتهجت مصر كلها بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي قداس عيد الميلاد المجيد عام 2015 ؛ ويومها أثني قداسة البابا علي الرئيس السيسي وحياه قائلا ( هذه هي المرة الاولي في تاريخ مصر الحديث والمعاصر التي يشارك فيها المسؤل الأول في مصر لتهنئىة المصريين الأقباط في ليلة عيدهم ... ورغم أن التهنئة استغرقت وقتا قصيرا بحسب الزمن ؛ إلا أنها بحسب التاريخ تمتد أثرها في العالم كله ) . واستمر هذا التقليد خلال السنوات التالية حتي عام 2020 . وفي جميع المناسبات الوطنية المختلفة كنا نشاهد مشاركات قداسته ؛ حيث شارك قداسته في الاستفتاء علي الدستور في 14 يناير 2014 . واحتفالات عيد تحرير سيناء . كما شارك في المؤتمر الدولي الثاني لتاريخ مصر في العصر الحديث ؛ والذي عقد في كلية الآداب جامعة عين شمس خلال الفترة من ( 5- 7 مايو ) بكلمة مسجلة عن أهمية العصر القبطي ؛ واهتمام الأقباط بالتدوين لتاريخي .وكان من ضمن ما قاله قداسته في هذه الكلمة " الكنيسة القبطية الارثوذكسية ؛كنيسة وطنية حتي النخاع ؛وتاريخها المجيد علي مدار عشرين قرنا من الزمان يشهد بذلك ؛وهي ليس لها دور سياسي ؛فهي مؤسسة روحية أولا تهتم بخلاص الإنسان ؛ ثم مؤسسة اجتماعية تعمل تحت مظلة المواطنة " .
كما قام قداسته بتوقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية ووزارة الموارد المائية والري بهدف حماية نهر النيل من التعديات والتلوث وترشيد استهلاك المياه .
وفي 5 أغسطس 2016 ؛ أطلقت الكنيسة القبطية مبادرة بعنوان " مبادرة عظيمة يا بلدي " لتشجيع المصريين في الخارج علي زيارة مصر للتعرف علي معالمها التاريخية والأثرية . وفي خلال نفس العام أيضا ( 2016 ) أعلن قداسته عن تبرع الكنيسة بقطعة أرض في الكيلو 4 بمدخل مدينة مطروح لإنشاء مستشفي لخدمة أهل المحافظة يحمل أسم " مستشفي المحبة الوطنية " ومساهمة قدرها مليون جنيه مصري .
وعندما قامت المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية بروسيا بإهدائه جائزة مالية ؛ تبرع بقيمتها لصالح المسجد والكنيسة التي تم أفتتاحهم في بالعاصمة الإدارية الجديدة عام 2017 .
ومن خلال حوار البابا تواضروس مع الاقباط المقيمين في فرنسا ؛ ذكر لهم ان الكنيسة القبطبة مؤسسة وطنية لا تعمل بالسياسة ولقد تربينا علي هذا ؛ لكن في نفس الوقت نحن مواطنون مصريون ديانتي المسيحية القبطية لكني مواطن مصري وأساهم في هذا الوطن ومشغول بمشاكله والمسيح عندما قال لنا "أنتم نور العالم وأنتم ملح الأرض ؛ الملح لا يظهر إلا عندما يعمل في وسط الناس وسط الطعام ( مصطفي علي :- موقع مصراوي ؛بتاريخ الأحد 13 أكتوبر 2019 ) .
ولقد وصف الإعلامي نشأت الدويهي البابا تواضروس الثاني ؛ أنه وطني من طراز فريد ؛وأن مصريته تفوق مسيحيته ؛ وولاوئه وانتمائه لمصر قبل انتمائه للدين ( عادل نصار – جريدة صدي البلد ؛ بتاريخ 19 ابريل 2020 ) .
وعندما وقع حادث اسشهاد الشهيد البطل محمد فوزي الحوتي عند اقتحامه وكر ارهاب بمنطقة الأميرية ؛ أصدر قداسته بيانا بتاريخ 14 ابريل 2020 ؛ قدم فيها خالص التعزية لأسرة الشهيد ؛ ووجه قداسته التحية لرجال الشرطة في معركتهم ضد الارهاب الغاشم ( راجع صفحة المركز بتاريخ 14 أبريل 2020 ) .
وعندما وقع الاعتداء المؤسف علي قرية بئر العبد ؛أصدر قداسته بيانا بتاريخ الخميس 30 أبريل 2020 ؛ ينعي فيه شهداء الوطن ؛وأكد قداسته في نص البيان علي تضامن الكنيسة بالكامل مع القوات المسلحة في محاربة الإرهاب وفي مواجهة كل من يحاولون زعزعة استقرار الوطن ( راجع نص البيان بالكامل علي صفحة المركز الاعلامي بتاريخ 30 ابريل 2020 ) .
ولقد نشرت مجلة الكرازة في عددها الصادر بتاريخ 29 مايو 2020 م؛ أن قداسة البابا تاوضروس الثاني أستقبل الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي ؛وذلك يوم الأحد الموافق 10 مايو 2020 ؛حيث تم توقيع بروتوكول تعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبنك ناصر الاجتماعي فيما يخص مشروع "بنت الملك " الذي يهدف إلي إصدار دفاتر توفير خاصة بالزواج للفتيات القاصرات عند بلوغهن سن الزواج وذلك لتقديم الدعم والمساعدة من جانب الكنيسة ؛مما يساهم في تدبير احتياجات الفتيات المقبلات علي الزواج بشكل لائق ( راجع مجلة الكرازة :- العدد السابق ذكره ؛ صفحة 9 ) .
ومن خلال البرنامج اليومي الذي يبثه الموقع الإعلامي الرسمي للكنيسة القبطية بتاريخ 2 مايو 2020 حيث قال " مصر بلد لديها حضارة قديمة وضاربة في التاريخ فشهدت قيام أول حكومة مركزية في العالم . وأشار إلي أن الكنيسة مشغولة بخدمة الوطن وحفظه وصيانته ونسمع في تاريخ الكنيسة أحد البطاركة العظام عندما عرض عليه القنصل الروسي حماية روسيا لأقباط مصر فكانت إجابته كالتالي : هل قيصر روسيا يموت ؟ فقال له نعم يموت ؛ فرد عليه البطريرك نحن في حماية ملك لا يموت " ثم أكمل قداسته " نحن نحتفل برأس السنة المصرية الزراعية والشهور القبطية مينية علي ارتباطها بأرض مصر واسم كنيستنا القبطية تعني مصرية وتمتد في كل العالم من خلال هجرة الأقباط " ثم أضاف " أن القبطي المصري مهما عاش في بلدان او حمل جنيستها تظل جذوره تنتمي لمصر والأرض المقدسة التي تباركت بأقدام السيد المسيح وعائلته المقدسة في القرن الأول الميلادي ( الكلمة بالكامل راجع :- سارة علام ؛ البابا تواضروس الكنيسة القبطية مؤسسة وطنية مشغولة بحفظ مصر ؛ اليوم السابع ؛ السبت 2 مايو 2020 ) .
ولقد قام سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة كاتدرائية العذراء وأبي سيفين بمشروع بشاير الخير بالاسكندرية ؛ يرافقه قداسة البابا تواضروس الثاني ؛حيث تفقدا المشروع الذي يشتمل علي ما يزيد علي عشرة آلاف وحدة سكنية إلي جانب منطقة منطقة خدمات ضخمة تم تشييدها علي مساحة 105 أفدنة ( المركز الاعلامي بتاريخ يوم الخميس الموافق 21 مايو 2020 ) .
ولقد نقلت صفحة المركز الاعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتاريخ يوم الأثنين 1 يونية 2020 ؛ أن قداسة البابا تواضروس أستقبل الدكتورة نبيلة مكرم وزير الهجرة ؛حيث قامت بشكر قداسته لجهود الكنيسة المصرية في المساعدة علي عودة المصريين العالقين بكينيا ( صفحة المركز الاعلامي بتاريخ يوم الأثنين 1 يونية 2020 ) .ولقد سبق وقام المصريون العالقون أنفسهم بزيارة قداسته ؛ وتقديم الشكر له ( صفحة المركز الاعلامي بتاريخ 31 مايو 2020 ) .
ولقد جاء في صفحة "بوابةالأهرام " بتاريخ الجمعة 12 يونية 2020 من خلال حديث لقداسة البابا علي قنا "إم بي سي مصر" أن نهر النيل أنشأ وحدة وطنية طبيعبة بين أقباط مصر ومسلميها .... فالجميع سكن حوالين نهر النيل منذ عهد الفراعنة ؛تجاورنا وتلاحمنا حول النهر ؛وأنشأ فينا وحدة وطنية طبيعية ؛وأكد قداسته أن الوحدة الوطنية أغلي ما في حياة المصريين ؛ ومن يريدون أن يكسروها مثل اللصوص يحاولون سرقة أغلي ما يملك الشخص .
ولقد قال الدكتور مصطفي الفقي في تقديمه لكتاب " بابا مصر والمصريين " للدكتورين عزت صليب ؛وجمال محمد ابو زيد فقال" حضور البابا تواضروس الواضح في المناسبات الوطنية والأحداث الدينية قد جعلته ييدو دائما رابط الجاش قويا في مواجهة العواصف معتصما بدينه معتزا بوطنه فخورا بانتمائه لمصر أم الأوطان التي باركتها الديانات السماوية الثلاث وهو يردد "مبارك شعبي مصر " ولا حاجة بي أن أذكر الجميع بعبارته الخالدة (وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن ) فاستحق عن جدارة ذلك اللقب الذي يعتز به وهو ( بابا مصر والمصريين ) .
وعندما أجتاحت مصر ( والعالم كله ) جائحة وباء كورونا الكاسح ؛ لم تقف الكنيسة القبطية مكتوفة الأيدي إزاء هذه الكارثة ؛ بل أجتمع المجمع المقدس بتاريخ يوم الخميس 2 أبريل 2020 لمناقشة آخر التطورات بِشان مواجهة الفيروس ؛ وأنتهت إلي 10 قرارات حاسمة لعل من أبرزها :-
1-استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس ؛ بما فيها صلوات أسبوع الآلام المقدس ؛ التي تعتبر من أهم المناسبات الكنسية .
2- تأجيل طقس إعداد زيت الميرون لحين استقرار الأوضاع وانتهاء الأسباب التي دعت لذلك .
3- التأكيد علي أن تقتصر الجنازات علي أسرة المتوفي من الدرجة الأولي فقط .
4- توجيه مشاغل الخياطة بالايبارشيات اامختلفة للمساهمة في إعداد الملابس الطبية ومستلزماتها ؛التي تحتاجها الطواقم الصحية .
5- مشاركة الكنائس القادرة في المساهمة في توفير المطهرات وأدوات التعقيم للأماكن المحتاجة .
6- تناشد الكنيسة جميع المواطنين اتباع تعلميمات الصحة العامة بكل دقة .
7- تقديم تبرع مالي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية ؛بمبلغ قدره 3 مليون جنيه لصندوق تحيا مصر للمساهمة في شراء أجهزة التنفس الصناعي .
وأختتم المجمع المقدس البيان بالعبارة التالية " نثق في تفهم أبنائنا للظرف الراهن؛ وللضرورة التي دعتنا لاتخاذ هذه القرارات لكل ما هو صالح لجميع أبناء الوطن الغالي ( سارة علام :- اليوم السابع ؛ الخميس 2 ابريل 2020 ؛ نقلا عن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الآرثوذكسية ) .
وفي حوار صحفي لجناب الاب الورع القس بولس حليم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الآرثوذكسية لجريدة البوابة بتاريخ 13 يونية 2020 ؛ ذكر قدسه في إطار الجهود التي تبذلها الكنيسة لمواجهة أزمة فيروس كورونا ؛ ذكر أن قداسة البابا تاوضروس قام بالمساهمة ب1000 قطعة من الملابس الواقية لأبطالنا من الأطقم الطبية حيث أنهم في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس . كما أعطي قداسته توجهيهات للأيبارشيات بتقديم كافة المساعدات سواء مواد مطهرة أو كمامات ؛ كما قامت الكنيسة بالتعاون مع وزارة الصحة برفع درجة الوعي عند االمواطنين وقامت بحملة توعية علي مستوي الإيبارشيات في جميع أنحاء الجمهورية لحث المواطنين المصريين علي إتباع الإجراءات الصحية ومكافحة نشر العدوي . كما ساهم المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسة والقنوات اافضائية المسيحية بنشر تقرير وزارة الصحة عن المرض بالإضافة إلي تقديم النصائح الطبية ؛وطرق الوقاية وأماكن تقديم الخدمات المختلفة . وهذا ليس جديدا علي الكنيسة القبطية لأنها عبر تاريخها كانت في قلب المجتمع تساهم في سد احتياجاته بقدر الإمكان .
وفي مقال آخر للقس بولس حليم أيضا لجريدة البوابة بتاريخ يوم الثلاثاء الموافق 16 يونية 2020 ؛ أضاف أن قداسة البابا تميز بعلاقات محبة قوية مع شيوخ الأزهر وكافة مؤسسات المجتمع المصري .
ولقد أصدرت الكنيسة القبطية الآرثوذكسية بيانا حول تطورات الموقف التي حدثت في المنطقة قالت فيه " تتابع الكنيسة القبطية المصرية الأرثوذكسية بمزيد من الاهتمام ؛ التطورات التي تمر بها المنطقة والتحديات التي تواجه الدولة المصرية . وتعلن الكنيسة دعمها الكامل لجميع الخطوات التي تتخذها الدولة لحماية حدودها والدفاع عن الأمن القومي المصري . وتثمن الكنيسة حرص مصر حرص مصر الدائم علي التمسك بالمسارات الدبلوماسية للحفاظ علي حقوقها الشرعية والتي لم تفرط فيها مصر يوما . كما تعرب الكنيسة عن دعمها الكامل للقوات المسلحة المصرية التي قدمت عبر التاريخ القديم والحديث نموذجا مشهودا له في التضحية والبطولة . أن الكنيسة القبطية كمكون أساسي من المجتمع المصري تدعو الجميع إلي الاصطفاف جنبا إلي جنب مع الدولة المصرية وقياداتها الحكيمة وقواتها المسلحة الباسلة لمواجهة كافة التهديدات والتحديات ؛ لتبقي مصر دوما في أمن وسلام وأمان ( راجع النص الكامل للبيان علي صفحة المركز الإعلامي بتاريخ الأحد 21 يونية 2020 ) .
وفي احتفالات الدولة بثورة 23 يوليو ؛ قام قداسته بتهنئة تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي بعيد الثورة حيث قال فيها "بالإصالة عن نفسي وباسم الكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية أتقدم لسيادتكم والشعب المصري العظيم ولكافة القوي الوطنية بخالص التهنئة في ذكري ثورة يوليو المجيدة .تلك الثورة التي جسدت تطلعات الشعب المصري نحو الحرية والكرامة والاستقلال . والتي لا تزال نستكملها حتي الآن ؛رغم كل التحديات الداخلية والخارجية التي يمر بها وطننا الغالي . حتي تصبح مصر واحة للحرية والسلام ورمزا للتقدم والتنوير في العالم أجمع ... الثلاثاء 21 يوليو 2020 " ( الصفحة الرسمية للمركز الاعلامي للكنيسة القبطية الارثوذكسية بتاريخ 21 يوليو 2020 ) .
وفي نفس اليوم ؛نشر قداسته تدوينة علي صفحة المركز الاعلامي قال فيها " نفتخر بجنسيتنا المصرية ؛وأننا ننتمي إلي هذا الوطن مصر " ( نفس المرجع السابق ) .
وفي نفس اليوم وعلي نفس الصفحة ؛ نشر قداسته تدوينة تحت عنوان " معا بنفس واحدة " قال فيها "مصر سبب فخر لأن هذه البلاد عاش فيها السيد المسيح وزاهرها فقد انتقل من مكان إلي مكان وباركها " .
ولقد عبر قداسته عن فخره واعتزازه بالحضارة المصرية القديمة ؛فنشر تدوينة علي صفحة المركز الاعلامي للكنيسة القبطية بتاريخ 23 يوليو 2020 قال فيها تحت عنوان "بلادنا مصر " قال فيها " بلاد قديمة جدا ولها حضارة وتاريخ ممتد في التاريخ الإنساني من أفضل الحضارات علي وجه الأرض . هي الحضارة المصرية التي تنتنمي إليها " .
وفي يوم السبت الموافق 26 يوليو 2020 ؛ وفي تمام الساعة الثامنة مساء ؛ أدلي قداسته بحوار هام مع قناة اكسترا نيوز قال فيه من ضمن ما قال " مصر بقيادة السيسي نتخذ خطوات مدروسة للحفاظ علي الوطن ونحن نصلي من أجل حفظ البلاد " .
ولقد وصف قداسته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا الحوار أنها أقدم كيان شعبي علي أرض مصر وعلي مدار 2000 سنة وبالتالي لها مسئولية وطنية .
أما عن الجانب الإنساني ؛ يذكر لنا جناب الأب الورع القس بولس حليم أنه قام بتنظيم خدمة الفقراء علي مستوي الكرازة في مصر وإعداهم للعمل وتنمية مهاراتهم وقدراتهم .
كما قام قداسته بفتح قنوات تواصل مع كل أبناء شعبه من خلال الزيارت المتعددة واللقاءات الأسبوعية ؛ وفي نفس الأطار حرص قداسته علي فتح قنوات الحوار مع كافة أطياف المثقفين من مختلف التيارات الفكرية .
ومن أجل ربط شباب المهجر بالوطن الام ؛ أهتم قداسته بعمل لقاءات ومنتديات عالمية داخل مصر ؛ ودعا كل شباب الأقباط في المهجر لزيارة مصر ؛ ووضع لهم برنامج زيارات للتعرف علي معالم مصر الحضارية والتراثية حتي يتعمق لديهم الانتماء الحضاري القوي بالوطن الأم مصر .
وعندما أجتاحت مصر كارثة وباء كورونا ؛ لم يتردد قداسته علي إصدار قرار تعليق اجتماع الأربعاء ؛وقرر إذاعة العظة الأسبوعية بدون شعب اعتبارا من يوم الأربعاء الموافق 18 مارس 2020 ( صفحة المركز الاعلامي بتاريخ 16 مارس 2020 ) .
كما وجه قداسته رسالة صوتية للشعب المصري قال فيها ضمن ما قال " حافظ علي نفسك وبيتك واصبر علي هذه الاجراءات الاستثنائية ؛ وذكر أحد العبارات الجميلة للطبيب هندي مشهور أن هذا الفيروس له عزة نفس كبيرة ؛ ولن يدخل إلي بيتك إلا أذا خرجت ودعوته " (راجع المركز الاعلامي بتاريخ الثلاثاء 24 مارس 2020 ) .
وفي اليوم العالمي للتمريض ؛ وجه قداسته برسالة تهنئة للكل العاملين بمهنة لتمريض ؛أشاد فيها بدورهم الإنساني الرائع في حماية الوطن من فيروس كورونا ( المركز الاعلامي بتاريخ 13 مايو 2020 ) .
وفي رسالة موجهة من قداسة البابا تاوضروس الثاني الي أبنائه طلبة الثانوية العامة بمناسبة بدء الأمتحانات قال فيها " انا عارف انكم تعبتكم كتير وتعبكم طول السنة لن يذهب هباء ؛ وكل ده قدام المسيح ؛تشجع ومنتظرين نجاحك ونمر حلوة وتبقوا واثقين أن ايد المسيح معاكم ؛ والتعب ده ها يكون له ثمر حلو ؛ربنا معاكم " ( المركز الاعلامي :- الجمعة 19 يونية 2020 ) .
ولقد صدرت لقداسته قصة قصيرة علي صفحات جريدة الأهرام بعنوان "صديقتي " ؛صدرت بتاريخ يوم الجمعة 3 يولية 2020 ؛ حيث جاء فيها " انني أشعر بالحب جد في علاقاتي الإنسانية ؛ أشعر أنني أحمل قلبا كبيرا جدا ويكاد أني أصرخ تجاه كل أحد أنا بحبك أقولها عن احساس وشعور عميق في داخلي ؛ لا أذكر يوما أنني خاصمت إنسانا أو سمحت للكراهية أن تطرق باب قلبي ؟ .وعندما وضعتني العناية الإلهيية في بداية العقد السابع من عمري أن أكون مسؤلا كبيرا ؛شعرت أن طاقة الحب تتدفق بالحقيقية نحو الكل وبدون استثناء حتي مع الذين أخذوا موقفا مني أو عادوني أو أصدروا نقدا أو حكما علي قراراتي " ( ملحق جريدة الأهرام ؛بتاريخ 3 يولية 2020 ؛ قصة قصيرة بعنوان صديقتي ) .
وفي ظل الأزمة الأقتصادية الخانقة التي تولدت عن وباء كورونا ؛ وبإحساس أبوي صادق من قداسته ؛ كتب بوست بعنوان "معا بنفس واحدة " قال فيه " ونحن في ظل أزمة كورونا تأثر المجال الاقتصادي مما جعل كثير من الناس في حالة احتياج ؛لذلك نحن نصلي من أجل ان يسدد الرب أعوازهم واحتياجاتهم ويحرك قلوب الناس التي تستطيع أن تساعدهم وتقف بجانبهم ( صفحة المتحدث الرسمي للمركز الاعلامي بتاريخ 10 يولية 2020 ) .
وفي مقال بعنوان " أمومة الكنيسة " جاء في افتتااحية مجلة الكرازة في عددها الصادر بتاريخ 10 يوليو 2020 ؛وفي رسالة موجهة لبعض الذين تجرأوا ان يتطاولو علي قداسته ؛وجه لهم نصيحة أبوية قال فيه "الكنيسة وأمومتها المتدفقة نحوك تحتمل وتصبر وتصلي من أجل كل شارد حتي وإن كان أبنها العزيز الذي تنتظر عودته ورجوعه وتوبته ونقاوة لسانه تنتظره حتي يستيقظ من غواية الشيطان واستمع الي كلمات القديس بولس الرسول وهو يناديك "استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضيء لك المسيح . فأنظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الايام شريرة ( أفسس 5 :- 14 – 16 ) .
وفي يوم الخميس 16 يولية 2020 ؛ وعلي صفحة المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية . وتحت عنوان "معا بنفس واحدة " حيث قال " نصلي من أجل أخواتنا الفقراء ؛فالعالم كله به فقراء وكل زمان به فقراء ؛نحن نصلي من أجل أخواتنا المحتاجين وذوي الاحتياج من كل نوع وأي نوع من الفقر ؛ فافقر عدو شرس ( الصفحة الرسمية للمتحدث الاعلامي بتاريخ 16 يوليو 2020 ) .
ولقد جاء علي صفحة الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ طارق حجي علي الفيس بوك بتاريخ 19 يوليو 2020 تحية لقداسة البابا تاوضروس جاء فيها " إنسانيا وأخلاقيا وتواضعا يندر وجود شخص مثل البابا تاوضروس الثاني والذي يتمسك بأنه الرئيس الروحي للمصريين الأقباط الأرثوذكس وليس الرئيس السياسي لهم " .
ولقد تجلت إنسانية وأبوة قداسة البابا تاوضروس في أروع صورها عندما وجه إليه مذيع قناة اكسترا نيوز في حواره معه بتاريخ يوم السبت 25 يوليو سؤالا حول بعض التيارات التي تهاجمه ؛فكان رد قداسته " أملك أدلة ومستندات ضد من يهاجمونني ويشوهون الكنيسة ولكن لا ألجأ للقضاء حتي يرجعون ويتوبون عن أفعالهم ؛ وللاسف هناك من يضطهد الكنيسة بإفراط وأصلي من أجلهم .. اللي يشتم أبوه وأمه ... يبقي فيه خير ؟ّ! " .
وجاءت احتفالات عيد الأضحي المبارك خلال هذا العام ؛ فأهتم قداسته بتوجيه التهنئة إلي كل من :- الرئيس عبد الفتاح السيسي ؛ الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ؛ الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب ؛ فضيلة الأمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ؛ فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية ؛ فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ( راجع النصوص الكاملة للبرقيات علي صفحة المركز الاعلامي بتاريخ 30 يوليو 2020 ) .
وما زالت المواقف الوطنية والإنسانية لقداسته تتدفق وتتوالي ؛ الرب يعطيه قوة ونعمة ويثبته علي كرسيه سنين طويلة وأزمنة سالمة مديدة . ويعطيه الصحة وطول العمر ويديم لنا أبوته الحانية .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1- المركز الإعلامي للكنيسة :_ المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية – الصفحة الرسمية . Coptic Orthodox Church Spokesperson
2- قداسة البابا تواضروس الثاني – حصاد 5 سنوات ؛فريق مجلة عذراء الزيتون ؛ كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتتون ؛ نوفمبر 2017 .
3- وسيم الأحمر :- حوار قداسة البابا مع قناة فرانس 24 ؛ بتاريخ 13 اكتوبر 2019 .
4- مصطفي علي :- تواضروس لأقباط فرنسا : الكنيسة المصرية وطنية ولا نعمل بالسياسة ؛ موقع مصراوي بتاريخ الاحد 13 اكتوبر 2019 .
5- عزت حبيب صليب ؛ جمال محمد أبو زيد :- بابا مصر والمصريين ؛ تقديم الدكتور مصطفي الفقي .
6- مايكل عادل :- حوار مع القس بولس حليم المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية بتاريخ السبت 13 يونية 2020 .
7- القس بولس حليم :- راعينا الأمين ... 23 سنة أسقفية ؛ جريدة البوابة ؛ الثلاثاء 16 يونية 2020 .
8- ملحق جريدة الأهرام بتاريخ 3 يولية 2020 .
9- أعداد متفرقة من مجلة الكرازة . +
10- الصفحة الشخصية للكاتب والمفكر الكبير الأستاذ طارق حجي .