الأقباط متحدون - التحديات التي ستقابل البابا القادم (1)
أخر تحديث ٠٧:٢٥ | الأحد ١٣ مايو ٢٠١٢ | ٥ بشنس ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

التحديات التي ستقابل البابا القادم (1)


بقلم : لطيف شاكر


يطرح رحيل البابا شنودة الثالث العديد من التحديات التي تتعلق بمستقبل الكنيسة وتماسكها‏,‏ كما يطرح تساؤلات تتعلق بمستقبل الأقباط ومن ثم مستقبل مصر‏.‏ كلها تساؤلات مثارة في ضوء المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر‏,‏ وايضا الكنيسة المصرية كجزء من كيان الوطن وهي في حالة مخاض انتظارا للبابا القادم  .
ففي الوقت الذي كان  البابا كيرلس يعني بالاتجاه الكنسي الانعزالي بعيدا عن السياسة وفصل الدين عن  الدولة  كنا نري البابا شنودة الذي اهلته كاريزميته ودفع الدولة له  لان يكون زعيما دينيا ورجل دولة اضافة الي زعامته الوطنية ,مختزلا  كل الاقباط في شخصه وإلي تمثيل الأقباط أمام الدولة  وارضاء المسئولين  لتهدئة الاوضاع  ووأذ الفتن .


وبالرغم  من القدرات الكاريزمية التي تمتع بها البابا شنودة‏,‏ فإنه لم يدخل الساحة السياسية بمشروع سياسي‏,‏ بقدر ما فرض عليه مشروع سياسي كان حتميا أن يتعامل معه فاصبحت البطريريكة والبابا ملاذا لشكاوي واحتجاجات الاقباط والظلم الواقع عليهم دون جدوي.
 لذا‏,‏ يطرح المستقبل القريب العديد من التحديات أمام البابا الجديد‏,‏ التي تجبره علي التعامل معها‏,‏ حفاظا علي وحدة الكنيسة‏,‏ ومستقبل الأقباط وكيفية التعامل مع كيان الدولة واجهزتها في ظل الامور الحادثة علي الساحة, وكذا سياسته مع الخارج واقباط المهجر الذين لهم ثقل لايستهان به ولديهم مساحة عريضة من حرية الرفض و القبول, دون التقيد بالطاعة والحرم لانها سمة بلاد المهجر ويمكن الاستفادة بهم .
وفي ظل خروج شباب الاقباط عن دور الكنيسة التقليدي وطرح مشاكلهم باعتبارها جزءا من مشاكل المصريين‏,‏ خاصةالاجتماعية منها والاقتصادية‏ ستكون مهمة البابا الجديد غاية الصعوبة, وتحتاج الي الكثير من الحكمة والمواهب  الروحانية والفكرية , متخذا من روحانية البابا كيرلس وادارته الحكيمة للكنيسة, وسياسة البابا شنودة وقيادته الرشيدة لتحقيق التوازن بين  الدولة والكنيسة  لتكون بمثابة زادا وزوادا  له في ادارته للكنيسة خلال فترة حبريته... نسأل الرب ان يعضده بيمينه  ويعينه علي  مسئوليته  لهذا المنصب الشاق وتبعياته ....
من اجل هذايجب ان يكون البابا القادم مختارا من الله وليس حسب فكرنا وتخطيطنا, وان يكون مذكيا من الله لانه ليس المذكي من الناس هو المذكي ولكن المذكي من الله , ولا ياخذ احد هذه الكرامة لنفسه بل المدعو من الله .


ان طريق البابا القادم - في ظل الامور المتردية بالوطن وخروج الشعب القبطي من عباءة الكنيسة  -  مفروشا باشواك كثيرة وعقبات عديدة وستقابله تحديات  مختلفة , سوف اذكر بعضها علي سبيل المثال وليس الحصر لانه قد يستجد تحديات جديدة لابد للبابا ان يتعامل معها بحكمة وبتدبير حسن ومسترشدا بالروح القدس:
التحدي الاول:قياس البابا الجديد بالبابا شنودة الثالث, من حيث انه بابا العرب وبابا المسلمين بكاريزميته وتواجده في جميع المحافل وظهوره الاعلامي وانتشاره في الداخل والخارج وكشخصية ملفتة للانظار كانت  تجد ترحيبا من جميع فئات  الشعب وتقابل بالتصفيق والزغاريد  والهتافات .وكذا سفرياته المتعددة من اجل افتتاح كنيسة او القاء عظة او تاسيس مركز او معهد قبطي .. وهذا مما يضع البابا القادم في مازق.. اما ان يحذو حذو البابا شنودة, في نشاطه المتقد وجولاته المتعددة والقاء العظات  وتأسيس الكنائس.. او يأخذ المنحي الروحي تاركا هذه الامور لكل اسقف في ايبارشيته مشجعا اياهم ومباركا خطواتهم. 


التحدي الثاني : المسك باطراف كل اجهزة الكنيسة في يده وحده فلا يكون  ممسكا بكل زمام الامور ويعمل علي اشراك الاخرين  خاصة المتخصصين والمستشارين من الشعب كل في تخصصه  والا يجمع حوله  شلة من غير الروحيين حتي لا يحولوا دون وصول الشعب اليه (فانتخبوا سبعة رجال منكم مشهودا لهم ومملوئين من الروح القدس وحكمة فنقيمهم علي هذه الحاجة )اع3:6
ومن الحكمة عدم استمرار انسان فترة طويلة في اعمال ادارية لانها تمثل ضررا روحيا له  وللرعية (مرثا مرثا انت تهتمين وتضطربين لاجل امور كثيرة ولكن الحاجة الي واحد فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن ينزع منها) لو40:10, فتفتر حياته الروحية ويأخذه المنصب بعيدا عن الروح في سلوكياته, وهذا شئ طبيعي نلاحظه في العالم. وربما ينسي انه راهب بل سكرتيرا فيؤدي عمله بطريقة عالمية غير مستحبة ويطمع في الاكثر من المناصب  وفي سبيله تحدث كثير من الخلافات بين طاقم السكرتارية .فهم بشر ممكن ان يتعرضوا للضعف والتجربة في العالم الخارجي.
التحدي الثالث:تميز عهد قداسة البابا شنودة الثالث  بكثير من الحرمانات للاساقفة والكهنة وبعض افراد الشعب وبعض الشخصيات القيادية وخلافاته قد تكون عقائدية او مالية او ادارية  مما خلف عدد من المحرومين... فم اموقف البابا الجديد هل سيستمر في الحرمانات الي ابد الابدين ام سيعمل علي الغاء الحرمانات  حتي يعودوا الي ايبارشيتهم او خدمتهم التي اقامهم الرب عليها  ,اذا تابوا عما اقترفوه من الامر الذي كان سببا في حرمانهم ان وجد! ويستفيد بهم رعيتهم .


وماذا عن المحاكمات الكنسية ولااريد الخوض في هذه النقطة..لكن ارجو من القادم ان يعيد تشكيل لجنة المحاكمات ورئيسها, وان  تشكل من اعضاء من السلك القضائي القبطي وهم مشهودا لهم بالنزاهة والامانة, بدلا من اعضاء ورئيس  لاخبرة لها في هذه الشئون ويحكمون حسب الظاهر مخالفا لتعاليم الكتاب المقدس ..
التحدي الرابع:ان يوقف الشوهات الاعلامية والظهورات الفضائية  والاحاديث العديدة لاصحاب النيافات والكهنة  حتي لايتسببوا في  نشوب خلافات (اما المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما انها تولد خصومات )تيمو29:2 ونحن في غني عنها  والمتضرر الوحيد هو الشعب, ويعمل علي التقريب بين الطوائف المسيحية المختلفة, ولا داعي  لاتساع فجوة  الخلاف بينهم وحتي نعيش في محبة وسلام  ولا نعطي فرصة للشيطان ليستفيد  بهذه الخلافات فنعيش في سلام  ونتجنب العثرات (وكان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد ونفس واحدة)اع32:4   .. اليس الصمت افضل من كثرة الكلام الذي لايخلو من الاخطاء كما يقولون لنا. هل سيتكلم كثيرا ام يصمت اكثر(اما الان فيثبت الايمان والرجاء والمحبة هذه الثلاثة و  لكن اعظمهن المحبة) 1كو13:13


 ارجو اختيار اسقفا عاما للاعلام يكون حاذقا ومثقفا ومتعلما ومفكرا ولايكون سواه متحدثا باسم الكنيسة ومنه تؤخذ اخبار الكنيسة والرد علي  كل اسئلة الاعلام , وايضاح كل ما يخص الكنيسة ويكون المتكلم الرسمي باسم الكنيسة ومتفرغا لهذه الخدمة الشاقة.
.لقد خرجت الكنيسة الي الشارع فدخل الشارع باقذاره وتربع داخل الكنيسة واصبحت خلافاتنا منشورة في الجرائدالصفراء والحمراء عن قصد للتشهير ببعضنا ولا فرق هنا بين الكبير والصغير فكلهم في نفس كفة الميزان  الي فوق ومسئولية القادم ان بعيد للكنيسة مكانتها الروحية ومجدها القديم .
التحدي الخامس:موقفه من الحراك القبطي الوطني الذي حدث بعد 25 يناير هل سيحاول ان يختزل الاقباط في شخصه ونسمح بترديد الهتافات الهزلية   التي  لاتسمن من جوع و اصبحنا نقدم الفداء بدل الفادي , ام سيصحح الاوضاع  ويترك مالقيصر لقيصرفي الشئون العالمية .. ويشجع الاقباط علي الانخراط في القنوات الشرعية ويكون لهم صوتا في الاحزاب والسياسة بحرية مطلقة دون تدخل الكنيسة في اتجاهاتهم  وعدم الزامهم باجندة  كنسية معينة وينصرف الي الاهتمام بالنواحي الروحية ويأخذنا معه الي الحياة الاسمي مع شخص السيد المسيح ليكون الاول في حياتنا وليس الاخير .


اكتفي بهذه التحديات في هذا المقال وسيكون لنا لقاء اخر مع التحديات الاخري الاكثر اهمية في المقال التالي,.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع