ذكرت لعنة الفرعنة عدة مرات منذ القرن التاسع عشر الميلادي سواء كان نتيجة دخول مقابر المصريين القدماء ومشاهدة المكتوب على الجدران أو بسبب ذكر المومياوات الفرعونية.
وكثيرا ما يتساءل البعض عن لعنة المومياوات أو الفراعنة وما وراء النصوص المكتوبة على جدران المقابر التحذيرية وأشهر ما كتب، وهو ما رد عليه الدكتور حسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية لـ "الوطن".
الهدف وراء النصوص التحذيرية على جدران المقابر
شرح عبدالبصير، أن الهدف وراء كتابة هذه النصوص التحذيرية على جدران المقابر بالنسبة للفراعنة هو منع اللصوص من اقتحام المقابر وسرقة محتوياتها من الأشياء الثمينة، ومن أجل عدم إعاقة رحلة المتوفى في العالم الآخر ليبعث من جديد وينعم بحياة خالدة بجنات النعيم.
والفراعنة كانوا لديهم إيمان كبير بقوة الكلمة المكتوبة وفقا لمدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: "كانت تعتبر نوع من السحر ده اللي جعله يكتب هذه النصوص واللعنات داخل مقبرته لأن بيعتبرها المصري القديم أن لها القدرة على الفاعلية ومنع اللصوص من اقتحام وسرقة محتوياتها".
وانتشرت النصوص التحذيرية من اللعنة منذ عصر الدولة القديمة (2191-2687 ق.م) في محاكمة صاحب المقبرة في العالم الآخر، حيث أعلن "ني كا عنخ" صاحب المقبرة في طهنا التي ترجع إلى نفس الفترة: "بالنسبة لأي شخص سوف يحدث فوضى، سوف أحاكم معه".
وفي نفس العصر هدد نص مكتوب على كتلة حجرية من مقبرة مفقودة وجاءت التحذيرات بـ "التمساح ضده في الماء، الثعبان ضده على الأرض، الذي تسول له نفسه فعل أي شيء ضد هذه المقبرة، لن أفعل شيئا ضده، إنه الإله الذي سوف يحاسبه"، بحسب عبدالبصير.
وكذلك نص نقش مقبرة الفنان "بتتي" رئيس العمال وأيضا جاء نص آخر لزوجته التي تحمل اسم "نس سوكر": "أيها الأحياء أجمعين، الداخلون إلى هذا القبر، المعتدون على هذا القبر بتشويهه، التمساح عليكم في الماء، الثعابين عليكم في الأرض، وأفراس النهر عليكم في الماء، والعقارب عليكم في الأرض".
أما في مقبرة "عنخ مع حور" الموجود بمنطقة سقارة جاء النص التحذيري: "بالنسبة لأي شيء من المحتمل أن تفعله ضد مقبرتي في الغرب، الشيء نفسه سوف يفعل في ممتلكاتك، أنا كاهن مرتل رفيع المستوى، أعرف أسرار التعاويذ وكل أنواع السحر، بالنسبة لمن يدخل مقبرتي غير طاهر، سوف أقبض عليه كأوزة وأقذف الرعب في قلبه كما لو أنه يرى الأشباح على الأرض، بينما من يدخلها طاهرا وسالما، سوف أكون حاميه في الآخرة في ساحة الإله العظيم".
وحكى أيضا عبدالبصير، عن "أمنحتب بن حابو" حكيم الأسرة الثامنة عشرة الأشهر الذي هدد كل من يقتحم مقبرته بنص: "سوف يفقدون وظائفهم على الأرض، ويرمون في البحر، ويحرمون من الذرية، ولا تحفر لهم مقبرة أو تقدم لهم قرابين، وسوف تفنى أجسادهم".
هل يوجد لعنة فراعنة؟
أشار الدكتور عبدالبصير، إلى أنه لا يوجد لعنة فراعنة كما يعتقد الكثيرون: "وبالنسبة للأثريين اللي بيموتوا في مقابر للفراعنة مكنش عشان اللعنة ده نتيجة تحلل المواد العضوية الموجودة داخل المقابر الفرعونية لآلاف السنين والموجودة في القرابين اللي حرص المصري القديم على وضعها معه في رحلت للعالم الآخر".
وكان سبب اصطحاب المصريين القدماء لهذه المواد العضوية من أجل الاستفادة منها في العالم الغامض، قائلا عبدالبصير: "اعتقدوا أنه يشبه عالمهم الأول على الأرض واللي بيتاجوا فيه لأكل وشرب ولبس فمع مرور الوقت تحللت الحاجات دي وأدت لغازان وأبخرة سامة وبكتيريا فبيموت الشخص بعد استنشاقها".