"بعد تصدع عمارتها وظهورها منتقبة" .. نجاة الصغيرة إحدى أيقونات الأغنية العربية : يجب أن يكون للمطرب لونه الخاص

 

انتشرت صورة للفنانة "نجاة الصغيرة"، على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وظهرت نجاة في الصورة جالسة في الشارع تحت عمارة الشربتلي بالزمالك في إطار تصدعها نتيجة هبوط ارضي بسبب مشروع مترو الأنفاق، وقالت مصادر لجريدة "الوطن"، ان السيدة التي ظهرت وهي تخفي وجهها هي الفنانة نجاة الصغيرة، وذلك بعدما أمرت الحكومة السكان بإخلاء العقار في عمارة الشربتلي بشارع عزيز أباظة، المعهد السويسري سابقا، في منطقة الزمالك.

 وبمحض إرادتها أعلنت الفنانة البالغة من العمر 81 عاما رفضها الظهور أمام عدسات الكاميرات للإدلاء بأي تصريحات إعلامية، كما رفضت كشف هويتها الحقيقية، حيث غطت وجهها بقطعة قماش حتى لا يتعرف عليها احد كون شكلها تغير جراء تقدمها في العمر، ما جعل الكثيرين يعتقدون أنها باتت منتقبة، وفي إطار ذلك نرصد خلال السطور المقبلة ابرز المحطات في حياة نجاة والتي اختفت عن الأضواء بعدما اعتزلت الفن  عام 2002.

اسمها بالكامل نجاة محمد كمال حسني البابا ، وتشتهر بنجاة الصغيرة، ولدت في 11 أغسطس عام 1938 في القاهرة، تعد واحدة من أشهر المطربات والممثلات اللواتي أصبن نجاحا عظيما في الوسط الفني، حيث أصبحت من رموز الموسيقى العربية في العصر الذهبي خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، بعد اعتزالها عام 2002، قررت العودة للغناء وكان ذلك عام 2017.

والدها هو محمد كمال حسني البابا، الخطاط العربي الدمشقي الشهير الذي هاجر إلى مصر في شبابه حيث تزوج بوالدة نجاة وهي سيدة مصرية، شقيقتها الفنانة سعاد حسني، وعمها الفنان السوري أنور البابا، بدأت نجاة الصغيرة في الغناء في التجمعات العائلية في سن الخامسة، وقدمت أول فيلم لها بعنوان "هدية" صدر عام 1947 في سن الثامنة. 

 

 

قال عنها الكاتب الصحفي المصري فكري أباظة في بداية ظهورها: "إنها الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية حتى يشتد عودها، وفي حاجة إلى عناية حتى تكبر، وهي محافظة على موهبتها، مبقية على نضارتها".

 

اختار والدها شقيقها الأكبر "عز الدين" حتى يدربها على حفظ أغاني المطربة "أم كلثوم"، وذلك عندما بلغت التاسعة عشرة، بعدها شرعت تؤديها في حفلات الفرقة، ووصلت نجاة إلى درجة من الإتقان، مكنتها من تقليد أم كلثوم ، وبهذا بدأت مرحلة جديدة في مشوارها الفني.

 

قررت عدم تقليد المطربين الآخرين حتى يكون لها لونها الخاص في الغناء، وغنت أول أغنية خاصة بها في عام 1955، وفي مقابلة مع نجاة أجريت عام 1964، قالت أن أغنيتها الأولى كانت  لية خليتني أحبك؟" أغنية ليلى مراد ، وبعد ذلك أطلقت العديد من الأغاني الأخرى لمحطات الراديو، وكانت مدة كل أغنية منها 7 إلى 8 دقائق ، ثم بدأت في تقديم الأغاني الطويلة، حيث تحكي كل واحدة من هذه الأغاني قصة ما وكل أغنية تستمر عادة لمدة 20 إلى 40 دقيقة في بعض تسجيلات الأستوديو.

 

شاركت نجاة في 13 فيلما سينمائيا على مدى 30 عاما ثم اعتزلت تصوير الأفلام في عام 1976 عن عمر يناهز 37 عاما، وكل أفلامها تقريبا تحتوي على أغاني لها، وأشهر وأبرز هذه الأفلام هي تلك الأفلام التي قامت فيها بدور البطولة والأفلام هي : هدية، بنت البلد، غريبة، الشموع السوداء وهو أشهر أفلامها، شاطئ المرح، 7 أيام في الجنة، جفت الدموع، ابنتي العزيزة.

لحن لها أشهر ملحني الموسيقى العربية في القرن العشرين، منهم كمال الطويل الذي لحن "عيش معايا" و محمد عبد الوهاب الذي لحن لها كثيرا من أفضل أغنياتها، بما في ذلك الأغنية الشهيرة "لا تكذبي"، كمل لحن لها : بليغ حمدي أغنية "أنا في انتظارك"، وسيد مكاوي اغنية "تفرق كتير"، ومحمد الموجي "عيون القلب"، كذلك لحن لها محمود الشريف عام 1955 الأغنية الرائعة "عطشان يا اسمراني" ويقصد بالأغنية نهر النيل، وهي من كلمات "مرسي جميل عزيز."