كتبت – أماني موسى
عَملَ ولا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصدير تنظيم الإخوان ومشروعه إلى دول عدة، واهتمامه حاليًا ينصب على ليبيا.
أهدافه هناك واضحة، أبرزها تثبيت مشروع تنظيم الإخوان في ليبيا لزعزعة الاستقرار هناك.
أما أدواته لتحقيق ذلك فمتعددة؛ إرسال المرتزقة وغالبيتهم مرتهنون لتنظيم الإخوان ومشروعه دعم حكومة الوفاق المكوّنة من تيارات موالية للأخوان وتركيا، وتعزيز وضع حركات خارج الحدود الليبية كحركة النهضة في تونس دعمًا لمشروع الإخوان في ليبيا.
أدوات وأساليب تستخدمها تركيا داخل ليبيا وخارجها لإعادة زرع تنظيم الإخوان هناك، ويرى مراقبون أن الهدف لا يقتصر على الداخل الليبي، بل تهدف تركيا إلى أن يمتد مشروع الإخوان من ليبيا إلى خارجها وتحديدًا في شمال إفريقيا وأوروبا، فمن يردع أردوغان ويوقف تمدد الإخوان إلى ليبيا؟
من جانبه قال د. جبريل العبيدي، الكاتب والباحث السياسي من بني غازي، أن تركيا تقيم مشروع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، وهذا المشروع بدأ من فترة منذ اندلاع ثورات ما سمي بـ الربيع العربي بتحريك من قبل إدارات ودول كبرى كانت مساهمة في هذا الأمر، بدعم من إدارة أوباما التي كانت تتبنى مشروع الإخوان والإسلام السياسي، ثم وصلنا إلى هذه المرحلة وأصبح هناك بيادق تستطيع أن تستخدمها تلك الدول لتوطين الإسلام السياسي بالشرق الأوسط وعلى رأسها تركيا، باعتبار أن الحزب الحاكم في تركيا ينتمي ويتبنى نهج الإخوان المسلمين، وهي جماعة وتنظيم عابر للقارات كما يعلم الجميع لا يؤمن أفراده بمفهوم الأوطان والوطنية والانتماء لكيان الوطن، ومن ثم فهم يؤمنون بتصدير الثورة وتصدير الفكر الإخواني لإقامة دولة المرشد والخلافة، فأعضاء الإخوان لا يؤمنون بالدولة والوطن وأصحاب هذا الفكر الإخواني هم أشخاص متواجدين بكل الدول لكن ولائهم للمرشد والجماعة، ومن ثم يستطيع تحريكهم من يملك قرار تحريكهم من قبل الدول الكبرى.
وأضاف في لقاءه مع قناة سكاي نيوز عربية، ما يحدث الآن في ليبيا هو التقاء مصالح، حيث أن الدول الكبرى ترى أن أردوغان سيحقق مصالحهم في ليبيا وكذا بمشروع الشرق الأوسط الجديد بعد تقسيم الشرق الأوسط، وكل هذه العوامل استطاعت أن تمكن هذه الجماعة في ظل فوضى الربيع العربي.
وتابع بعد أن سقط تنظيمهم في مصر، حاولوا أن تكون ليبيا بيت المال بالنسبة إليهم لاستعادة مكانة الإخوان ووجد أردوغان أن ليبيا ستحقق له مكاسب وثروات من خلال نهب الثروات الليبية وكذا تمكنه من حلم دولة الخلافة.
وفي ذات السياق قال أحمد كامل البحيري، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تركيا نجحت في زرع تنظيمات متطرفة عنيفة عدة دول عربية مثل سوريا وليبيا، ولكن لم تنجح في تأسيس وترسيخ جماعة الإخوان المسلمين، وتركيا أصبحت منذ يونيو 2015 هي بديل التنظيم الدولي للإخوان، فأصبح الرئيس التركي أردوغان هو بديل لإبراهيم منير، وخاصة بعد انهيار "تنظيم مصر" وهو التنظيم الأقوى والأكثر تأثيرًا في جماعة الإخوان، بقيام ثورة 30 يونيو في مصر والإطاحة بحكم الإخوان.
وتابع أردوغان فشل في تعزيز جماعة الإخوان في الخليج بل تصدى له أمراء دول الخليج وملك السعودية لمواجهة مشروع الإخوان المتطرف، وكذا تراجع التنظيم بشدة في تونس بعد انكشاف حقيقة حزب النهضة وأنه مشروع إخواني داخل تونس، ونفس الأمر في شمال إفريقيا، ولذلك لجأ أردوغان لتعزيز تواجد الإخوان من خلال ليبيا، باستخدام تنظيمات أكثر عنفًا وتطرفًا، ونقل المرتزقة من جماعة أنصار الإسلام وجماعة حراس الدين وجبهة النصر وهيئة التحرير الشام حاليًا، وأيضًا باستخدام عناصر التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة وغيرها في محاولة لإعادة تأسيس جماعة إخوان جديدة تقوم على استخدام العنف، بدعم وتواجد من كافة عناصر التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها وتنويعاتها.
يذكر أن تركيا قامت بإرسال دفعة جديدة من المرتزقة إلى الأراضي الليبية، بحسب فيديو نشره العقيد أحمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي.
وقال المسماري: تركيا تنقل دفعات جديدة من المرتزقة السوريين لمدينة مصراتة الليبية في تحدي صارخ للمطالب الدولية للتهدئة ووقف النار وكذلك يعد ما تقوم به انقرة خرق للقرارات العربية والدولية التي تمنع نقل المرتزقة والمقاتلين الاجانب إلى ليبيا.
وتابع، تركيا تدعم الارهاب والجريمة في ليبيا وتعمل لتحقيق احلامها في السيطرة على اقليم ليبيا الجغرافي وعلى مقدراتها وثرواتها، العالم يتفرج ... وتركيا تتمدد.