كتب - نعيم يوسف
تزامنًا مع إقامة أول صلاة جمعة في كنيسة "آيا صوفيا"، أو "آجيا صوفيا"، تصدر اسم القديسة وسائل التواصل الاجتماع ومحركات البحث.
"آيا صوفيا"، كانت كاتدرائية بناها الإمبراطور قسطنطين، وعقب احتلال القسطنطينية من قبل العثمانيين بقيادة محمد الفاتح، حولها الأخير إلى مسجد، وعندما جاء كمال أتاتورك، حولها إلى متحف رسمي، ليأتي أردوغان ويعيد تحويلها رسميا إلى مسجد، الأمر الذي أثار استياء واسعا في العالم كله، فمن هي هذه القديسة.
من صعيد مصر
"صوفيا"، ولدت في صعيد مصر، بمدينة البدرشين، وكانت في بدايتها تعبد الأوثان، إلا أنها تأثرت بجاراتها المسيحيات، وقررت التحول إلى الدين المسيحي، وبالفعل انضمت للمسيحية، وعاشت حياة زاهدة التزمت فيها الصلاة والصوم ومحبة الفقراء.
من الوثنية إلى المسيحية
بعد انتشار أخبار تحولها إلى المسيحية، أحضرها الوالي أقلوديوس، وسألها هل تحولت إلى المسيحية أم لا، فأجابته بالإيجاب، وقالت له إنها كانت عمياء عن الإيمان، وأصبحت ترى نور الإيمان، الأمر الذي أغضب الوالي الوثني، وأمر بضربها بالسياط من أعصاب البقر.
صمود لا ينتهي
أثار صمودها الوالي الوثني، وأمر بمواصلة تعذيبها، وكي مفاصلها بالنار، خاصة بعد أن رفضت وعوده وإغراءاته، فقرر التخلص منها وقطع رأسها، وبالفعل تم فصل رأسها عن جسدها، وكانت هناك سيدة مؤمنة مسيحية تتابع ما يحدث لها، وأخذت بعدها الجثمان، وكرمته بلفه في لفائف ثمينة، بعد أن أعطت أموال كثيرة للجنود، وتعيد الكنيسة القبطية المصرية بعيد أستشهادها في السادس من شهر توت حسب التقويم القبطي.
جثمان يبارك كل من حوله
احتفظت هذه السيدة بالجثمان في بيتها، وكان يظهر منه معجزات ويصدر روائح طيبة ذكية، حتى تغيرت الأوضاع السياسية في عهد القديس قسطنطين، وأصبحت المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة، حيث أمر الإمبراطور بنقل جسد صوفيا القبطية إلى مدينة القسطنطينية بعد أن بنى له كنيسة عظيمة ووضعوه فيها تكريما لها.
تاريخ الكنيسة
تعتبر الكنيسة من أشهر الكنائس في القسطنطينية، ولكن احترقت في شغب، مما جعل الإمبراطور جستنيان يبدأ في إقامة هذه الكنيسة، على أنقاض الكنيسة القديمة، وظلت هذه الكنيسة صرحا فنيا ومعماريا فريدا من نوعه، ومركزا للعالم المسيحي الغربي، حتى احتل السلطان محمد الثاني القسطنيطينية، وحولها إلى مسجد، ثم جاء الرئيس التركي كمال أتاتورك، وحولها إلى متحف، ليأتي أردوغان ويحولها إلى مسجد مرة أخرى.