عبد الرحمن أبو زهرة.. "سيد سردينة" و"اسكار" الذي ضاعفت ديزني أجره وخصصت جائزة باسمه.. تجاهله المخرجين بحثًا عن أصحاب الواسطة

آثار حديثه عن قلة العمل ومطالبته للمخرجين أن ينظروا إليه ويختبروا تمثيله كممثل مبتدأ، حديث السوشيال ميديا، حيث أعلن عن حزنه وتعرضه للاكتئاب وتفكيره في الاعتزال بسبب المعاملة التي يلقاها من قبل صناع الأعمال.

 

وأوضح الفنان الذي قدم أكثر من 350 عملًا فنيًا، أن صناع الدراما باتوا يستعينون به فيما يعرف باسم "ضيف الشرف"، وأقسم على عدم تقديم هذه النوعية من الأدوار مرة أخرى.

 

تلك الكلمات التي تسببت في تعاطف كبير من قبل الزملاء مع أبو زهرة، حيث عبروا عن افتقاد الأعمال الفنية لخبراته وأدائه المميز، وعلى الجانب الآخر هجوم بعض الفنانات من الصف الثاني، وما بين تأييد ورفض إلا أنه بالنهاية هو عبد الرحمن أبو زهرة صاحب الحضور البارز بالشاشة والصوت المميز أيضًا، الذي حفر في أذهان المشاهدين، فهو الحج سردينه مثال الرجل العصامي الطيب الذي يدعم الناجحين ويؤيد الخير وينبذ الشر، وهو "سكار" في فيلم الأسد الملك بعالم ديزني، وغيره العديد من الشخصيات الكرتونية التي قام بأداءها الصوتي وطبعت في الأذهان.. نورد بالسطور المقبلة لمحات من حياته.

 

هو عبد الرحمن محمود أبو زهرة، من مواليد دمياط في 8 مارس 1934، له من الأبناء ثلاثة، هم سحر ومي وأحمد.

تخرج في معهد الفنون المسرحية عام 1958 بعد حصوله على بكالوريوس المعهد. 

 

عمل موظفًا في وزارة الحربية، ثم عين ممثلاً في المسرح القومى، وكان أول عمل مسرحي له كان مسرحية (عودة الشباب) لتوفيق الحكيم، وله عدة أعمال أخرى في المسرح منها (أقوى من الزمن، قريب وغريب).

 

وشارك بالعديد من المسلسلات مثل (الملك فاروق، من أطلق الرصاص على هند علام، العميل 1001، سمارة، جحا المصري).

على صعيد السينما شارك في عشرات الأفلام منها (الجزيرة، حب البنات، بئر الحرمان، الحاسة السابعة)، كما قام بالأداء الصوتي لبعض أفلام الرسوم المتحركة كفيلم (علاء الدين) بجزئيه عامي 1992 و1994، ودور الأسد (سكار) في فيلم (الأسد الملك) من إنتاج ديزني عام 1994 النسخة العربية.

 

كما شارك في العديد من الأعمال الإذاعية وتميز بمشاركاته في أعمال مأخوذة عن الأدب العالمي التي كان يتم تسجيلها وإذاعتها عبر إذاعة البرنامج الثقافي، حيث ظهر في أدوار تاريخية وكوميدية ودرامية. 

تم تكريمه في المهرجان الوطني الثالث للمسرح المحترف بالجزائر في مايو 2008.

 

ودعم الموسيقار أحمد أبوزهرة، نجل الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، والده في رسالة قوية قال فيها: "علمتنى كيف أحترم الفن وأعشقه وأكون صادقا في كل نوتة موسيقية أعزفها، من يوم ما كنت ألعب في كواليس المسرح القومى كطفل وأنت زرعت فيا احترام الجمهور وشوفتك إزاى بتدخل على المسرح وتتحول لغول يصول ويجول على خشبته وأنا وكل الجمهور الحاضر في حالة انبهار ومتعة لا نهائية".

 

وأضاف في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، "شجعتنى أن أترك مصر لأنك رأيت أن حال الفن في مصر للأسف في النازل»، وحزنت بعد سماعى لمواقف أخيرة حدثت لك في الوسط الفنى لا توصف بأنها امتهان لتاريخك ولكن هي امتهان لانتساب من قاموا بإهانتك لهذه المهنة المقدسة، ولكن للأسف أصبح ينتسب إليها في مصر الكثيرون الذين يدنسون رسالة الفن الحقيقية ولا يقدرون ولا يعلمون قيمة مثلك، أقول هذا ليس لأنك أبى، ولكن لأنك كنت معلمى وملهمى الأول في كل شيء أنت وماما الله يرحمها، ستظل في وجدان الجمهور وسيظل حبهم لك بلا حدود، ولا عزاء للفن المحترم والفنانين المحترمين في مصر".

 

وبالإضافة إلى بصمته بالسينما والتلفزيون كان لأبو زهرة بصمة واضحة بعالم ديزني للأفلام الكرتونية، حيث نجح عند تقديمه لشخصية "اسكار" في الفيلم الشهير الأسد الملك، في خطف نظر ديزني إلى خامة الصوت المذهلة التي يمتلكها "أبو زهرة " والتي دفعت ديزني إلى مضاعفة أجره قبل ما يزيد عن ربع قرن، وتقديم شهادة تقدير باسمه محتواها، أن "أبو زهرة" هو أفضل من قدم الشخصية صوتيًا على مستوى العالم، وذلك بعد أدائه للدور الصوتي لأول مرة في الفيلم عام 1994م.

 

كما شارك بأداء صوتي لشخصية جعفر في فيلم علاء الدين، وبعض حلقات مسلسل دار الفار، وقدم بصوته دور هاتسو في الفتى برهان، وكذا شارك في فيلم الكرتون "الفارس والأميرة".

 

أصدرت نقابة الممثلين بيانًا أعربت فيه عن تقديرها للفنان عبد الرحمن أبو زهرة، ووصفته بـ واحدًا من رموز فن التمثيل العربي، أبدع في تقديم أصعب وأروع وأمتع وأعمق الأدوار التمثيلية على مدار مشواره الفني الطويل، ما يجعله قيمة فنية يتعلم منها الجميع قيم الإبداع الراقي.

 

وأكدت النقابة أنها لم ولن تقبل أي محاولة من أي نوع للتطاول على رموز مصر الفنية سواء بالتلميح أو التصريح أو الإشارة، محذرة كل من يحاول القيام بذلك بعواقب وخيمة، حيث لن تسمح النقابة أن يمر هذا السلوك دون حساب.

 

كما أعلنت النقابة تضامنها الكامل مع عبد الرحمن أبو زهرة، حيث يأتي التضامن من قناعتهم أن أصحاب التاريخ المشرف هم طاقة عطاء لا ينضب ويجب صونها وحمايتها.