كتبت - أماني موسى
في مثل هذا اليوم تعيد الكنيسة بتذكار الملاك الجليل ميخائيل رئيس الأجناد السمائية، القائم في كل حين أمام كرسي العظمة يشفع في جنس البشر.
والملاك ميخائيل رفيق القديسين يقويهم ويصبرهم حتى يكملوا جهادهم، ويحتفل بتذكاره وتوزع باسمه الصدقات في اليوم الثاني عشر (12من كل شهر). ومن عجائبه إن إنسانا محبا للإله يدع ذوروتاؤس وزوجته ثاؤبستى، كانا يصنعان تذكار الملاك ميخائيل في اليوم الثاني عشر من كل شهر، فانعم الرب عليهما بالغني والفرج بعد الضيق، وذلك انه لما اشتد الضيق بهذين البارين ولم يكن لهما ما يكملان به العيد أخذا ثيابهما ليبيعاها، فظهر الملاك ميخائيل لذوروتاؤس في زي رئيس جليل وأمره إلا يبيع ثيابه، بل يمضي بضمانته إلى صاحب أغنام، ويأخذ منه خروفا بثلث دينار، وإلى صياد ويأخذ منه حوتا من السمك بثلث دينار، وإلا يفتح السمكة حتى يحضر إليه، وإلى صاحب قمح ويأخذ منه ما يحتاج إليه.
فصنع الرجل كما أمره الملاك، ودعا الناس للعيد كعادته، ثم دخل إلى الخزانة لعله يجد فيها خمرًا لتقديم القرابين، فوجد الآنية مملوءة خمرًا وكذا خيرات كثيرة متنوعة، فتعجب ودهش، وبعد إتمام مراسيم العيد وانصراف الحاضرين حضر الملاك إلى ذوروثاؤس بالهيئة التي رآه بها أولا، وأمره إن يفتح بطن السمكة فوجد فيها ثلاثمائة دينار وثلاث أثلاث ذهب، فقال له "هذه الأثلاث هي ثمن الخروف والسمكة والقمح، أما الدنانير فلكما ولأولادكما، لان الرب قد ذكركما وذكر صدقاتكما التي تقدمانها، فعوضكما عنها بها في هذه الدنيا وفي الآخرة بملكوت السموات".
وفيما هما في حيرة مما جري قال لهما "أنا هو ميخائيل رئيس الملائكة الذي خلصتكما من جميع شدائدهما، انا الذي قدمت قرابينكما وصدقاتكما أمام الرب، وسوف لا تفتقران إلى شيء من خيرات هذا العالم".