نبيل ابادير

أصبح فضاءنا العام مستباحا مزعجا مزدحما بالكثير والعديد من التجاوزات والإنحرافات، ما بين اصوات مزعجه جدا، مكبرات صوت عاليه مؤرقه، أبواق سيارات دون توقف، وكلمات وعبارات تخدش الحياء، مليئه بكلمات التحرش وهتك العرض (وكثير منها وبالاسف والحزن الشديد تطال الامهات)، لقد اصبح الفضاء العام مباحا فرصهً تُنتهز للتنكيل والإستهزاء ومجالا للشتايم والتقبيح وإمتهان كرامه الآخرين.
 
وفي إطار ذلك الفضاء العام اصبحت الملكيه العامه مستباحه بشكل إجرامي بشع، فما نختبره الآن وبصوره مفزعه كيف تستعيد الدوله هذا الفضاء العام المستباح، او يتم هدم وإسقاط ابراجا وعمارات بنيت منذ عقود وامام اعين الجميع من الذين إستباحوا الاراضي واموال الغلابه وإستطاعوا بفساد بعض المسئولين الحصول علي رخص مزوره ومياه وكهرباء وخلافه، وتتساقط المليارات ارضاً، وربما يكونوا اصحابها قد تركوا البلاد وفروا، ووقع فيها الضحايا الذين دفعوا، او قيامهم بالتصالح مع الدوله والدفع مره اخري.
 
وناهيك اذا اردت الخروج لتتمشي حول بيتك فإنك ستفر هربا عائدا مما يحدث في الشارع من تجاوزات وإنتهاكات ماديه من اصحاب المحال والقهاوي والأكشاك وغيرها، ومعنويه من ضجيج وخلافه، وتجد فجاه أن الشارع الذي تقطن فيه هادئا إنقلب فجأه راساً علي عقب لإصلاحات جديده رغم ان الشارع يئن ألما من كثره الإصلاحات التي تتم فيه وسنويا. وبالطبع نحن نئن الما ووجعا معه.
 
تُرك الفضاء العام ومازال مستباحا المعنوي منه والمادي، حتي انه يصل الي مسامعنا ڤيديوهات لشخصيات المفترض انها عامه مليئه بالقبح والرزيله وإهدارا لكرامة الآخرين.
 
إن الدوله وهي تستعيد الفضاء العام المادي إنما تستعيد هيبتها وقدرتها علي ضبط إيقاع المجتمع وهذا الفضاء، لكننا لابد وان ننقي فضاءنا العام المعنوي والقيمي من الصراخ والضجيج والكلمات البذئيه الخارجه والدخول في اعراض الناس واصوات وأفعال التحرش وهتك العرض،
 
وسوف يحتاج ذلك حركه مجتمعيه ورسميه جاده ومستمره ولعقود من الزمان تتضافر فيها الموسسات التعليميه والثقافيه والدينيه والإعلاميه والمجتمع المدني لتتحرك جميعا نحو فضاء عام نقي غير ملوث يحترم الخصوصيات ويحافظ علي الممتلكات العامه والخاصه، فضاءً خاليا من الضوضاء والكلمات البذيئه ومن هتك الاعراض والحرمات