كتب – روماني صبري
للتصدي للغزاة الأتراك، فوض مشايخ واعيان القبائل الليبية الرئيس عبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة وذلك ترسيخا لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ علي وحدة وسلامة أراضي بلاده، وجاء ذلك خلال لقاءهم الرئيس في لقاء حمل عنوان "مصر وليبيا .. شعب واحد ... مصير واحد" ، شدد خلاله السيسي علي أن الخطوط الحمراء التي أعلن عنها من قبل في سيدي براني هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، وان مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديدا مباشرا قويا للأمن القومي ليس المصري والليبي فقط وإنما العربي والإقليمي والدولي.
لقاء تاريخي
وحول هذا اللقاء، قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتجية، انه كان فارقا وتاريخي على مستوى الملف الليبي والأحداث الذي شهدها خلال فترات صعبة من عمر الوطن منذ عام 2011.
رأينا توحد في الرؤى
لافتا عبر تقنية الفيديو لبرنامج (المواجهة)، المذاع عبر فضائية "اكسترا نيوز" :" كنا أمام جلسة مكاشفة حميمية عربية من الطراز الأول، بها وعي قدر عال جدا من الوعي الاستراتيجي من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قابله بالفعل حالة من حالات التوحد في الرؤى من قبل مشايخ وزعماء القبائل الليبية وكذا كبائر العائلات والشخصيات الهامة هناك."
ماذا يعكس لقاء الرئيس بمشايخ واعيان القبائل الليبية ؟
موضحا :" كنت حريصا على متابعة هذا اللقاء كونه يؤسس لمعادلات امن قومي مشتركة بين الدولة المصرية والليبية، إلى جانب تأكيده الجوانب الراسخة بينهما وليست فقط اللي ذكرها التاريخ، بل الأحداث الحالية التي تمر بها المنطقة منذ عقد كامل والتي أثبتت بالفعل صحة هذه المعادلة.
وأردف :" الأمن القومي المصري والليبي في معادلة مشتركة وفي مصير واحد، كما أعلن الجميع خلال اللقاء، لذلك كانت الأحاديث في هذه الاتجاهات المباشرة من قبل الرئيس السيسي إلى الشعب الليبي ومن قبل ممثلي الشعب الليبي الذين تحدثوا مع اكبر قائد عربي في المنطقة بلهجة وبنبرة عكست هذه المفاهيم بشكل كبير."
موضحا :" لن تقف الدولة المصرية مكتوفة الأيدي أمام الملف الليبي طوال الأعوام الماضية، بل لطالما كثفت من جهودها السياسية والدبلوماسية لحل الأزمة هناك."
مصر لا تبحث عن الحروب ولكن
وشدد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتجية، على أن اللقاء حمل رسالة سلام حقيقية، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية هدفها إحياء السلام في ليبيا."
وتابع :" الدولة المصرية لا تلهث لخوض الحروب، ولا تذهب صوب الصراعات ولا تأمل أن يكون هناك صراعات مسلحة لا على الأراضي المصرية ولا الليبية ولا داخل أي منطقة عربية على الإطلاق.
الفوضى والمشروع التركي العثماني
موضحا :" لكنها في ذات الوقت لن تسمح بتدمير العملية السياسية والأفق السياسي لمستقبل ليبيا، من قبل الطرف الآخر – يقصد تركيا -، حيث المفاوضات السياسية والعمل الدبلوماسي يدمران مشروعه بالكامل، لذلك سيكون حريصا على استمرار الفوضى، لان انتهاء الفوضى يسقط المشروع التركي العثماني."
لن نسمح بإعادة ما حدث في سوريا
مؤكدا :" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتهج خطط خطيرة لتحقيق مشروعه الاستعماري في الشرق الأوسط، ولن تسمح مصر بإعادة السيناريو المأساوي الذي حدث في سوريا داخل ليبيا."