كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، الكثير من الرسائل في كلمته خلال مشاركته في ندوة الكترونية بعنوان " ثقافة التسامح الديني ونبذ العنصرية والتطرف " وذلك بمبادرة مركز الحوار بين الأديان في جنيف، وجاءت الرسائل كالأتي بعد أن وجه التحية للمبادرين والمشاركين في هذا اللقاء :
يسعدنا جدا ان نخاطبكم من القدس المدينة المقدسة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث فهي مدينة السلام وهي المدينة التي تتميز بتاريخها وتراثها وعراقتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية لا سيما كنيسة القيامة والمسجد الاقصى .
انها المدينة التي يعتبرها الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون عاصمتهم الروحية والوطنية وحاضنة تراثهم الروحي ومقدساتهم واوقافهم .
نقول لكم من رحاب مدينتنا المقدسة بأننا واياكم نرفض كافة مظاهر التطرف والعنصرية والكراهية في اي مكان في هذا العالم فلا يجوز ان يُضطهد اي انسان او ان يُستهدف بسبب انتماءه الديني او خلفيته الثقافية او العرقية ، فالبشر جميعا هم اخوة في الانتماء للاسرة وللعائلة البشرية الواحدة التي خلقها الله والله في مفهومنا هو المحبة والمحبة تعني ان نحب كل انسان حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه او لون بشرته او عرقه .
نرفض التعدي على دور العبادة وعلى الرموز الدينية ايا كانت فدور العبادة والمقدسات هي صروح للاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان وليست صروحا للكراهية والتحريض على العنف والطائفية .
نحن الفلسطينيون في مدينة القدس نسعى دوما من اجل الحفاظ على مقدساتنا واوقافنا الاسلامية والمسيحية ، لان مقدساتنا واوقافنا هي مكون اساسي من تاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة ، كما اننا نعمل في فلسطين وفي هذا المشرق العربي ومن خلال الحكماء والعقلاء من المثقفين والمفكرين ورجال الدين من اجل تكريس ثقافة العيش المشترك ، فالاختلافات الدينية والفكرية لا يجوز ان تؤدي الى الضغينة او الكراهية فكل انسان له خصوصيته ولكن هنالك قواسم مشتركة تجمعنا وهي الانتماء الانساني اولا والانتماء الوطني ثانيا .
الفلسطينيون المسيحيون والمسلمون انما يدافعون عن قضيتهم العادلة ويتمنون ان يصل صوتهم الى مكان في هذا العالم ، فحل القضية الفلسطينية واستعادة شعبنا لحقوقه السليبة انما يجب ان يكون مطلبا لكل الاحرار في عالمنا لان حل هذه القضية هو مفتاح السلام في بلادنا وفي مشرقنا .
لن نستسلم للظلم وسنبقى ندافع عن عدالة قضية شعبنا والمسيحيون الفلسطينيون ليسوا اقلية في وطنهم وليسوا جالية او عابري سبيل بل هم مكون اساسي من مكونات هذا الشعب وبهاء وجمال بلادنا ومشرقنا لن يكتمل الا من خلال هذا الحضور المشترك وهذا التلاقي الاسلامي المسيحي الرافض للكراهية والتطرف والطائفية والعنصرية بكافة اشكالها والوانها .
رسالتنا كانت وستبقى رسالة الاخوة الانسانية ورسالة المحبة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان ورسالة القدس كانت وستبقى رسالة المحبة والسلام رغما عن كل الامها وجراحها ومعاناتها .