أظهر تحليل أجراه باحثون بريطانيون أن فرص النجاة من فيروس كورونا المستجد بعد الإصابة بأشد أعراضه قد تزايدت بشكل كبير وذلك للمرة الأولى منذ بداية الجائحة.
وأوضح التحليل الذي أجراها فريق بحثي من جامعة بريستول أن نسبة المرضى الذين يتوفون نتيجة كوفيد-19 في العناية المركزة قد تراجعت بمقدار الثلث منذ مارس الماضي.
وراجع الباحثون أكثر من 20 دراسة من كافة أنحاء العالم، شارك بها 10 آلاف متطوع، وخلصوا في الأخير إلى تلك النتيجة، التي تبين حقيقة تراجع معدلات الوفاة.
وقال الباحثون إن النتائج أظهرت لهم تحسن قدرة الأطباء في التعامل مع الوباء، الذي ما يزال يشكل لغزا غير مفهوم إلى حد كبير، بعد انتقاله من الحيوانات للبشر العام الماضي.
ويؤمل أن تتزايد بالتبعية فرص الشفاء ونجاة المرضى من ذلك الوباء اللعين خاصة بعد أن بات عقار ديسكاميثازون أول عقار تثبت فعاليته علميا في معالجة حالات الإصابة الحادة بمرض كوفيد-19، وهو ما يتابعه العلماء عن كثب لمراقبة النتائج.
واتضح ان هذا العقار المضاد للالتهاب يحد من خطر وفاة المرضى الموضوعين تحت أجهزة التنفس الصناعي بنسبة تصل لـ 35 % والمرضى الذي يستخدمون أنابيب الأكسجين بمقدار الخمس. هذا ويعتقد عدد قليل من العلماء أن الفيروس بدأ يضعف بالفعل وأن المرضى بدؤوا يتعافون من المرض الذي كان يودي بحياتهم من قبل.
ومن المعروف أن الفيروسات تتغير مع مرور الوقت لأنها تكون عرضة لطفرات وتغيرات جينية عشوائية أثناء محاولة العدوى اكتساب ميزة تطورية. ومن المعروف كذلك أن عائلة الفيروسات التي تسبب نزلات البرد هي أحد الأمثلة على تلك النوعية من الفيروسات التي ضعفت على مدى آلاف السنين، لكن لا توجد إلى الآن أدلة ملموسة على أن الأمر ذاته ينطبق في حقيقة الأمر على مرض كوفيد-19.
وفحص الباحثون في دراستهم الجديدة هذه، والتي نشرت نتائجها في مجلة التخدير، 24 دراسة أجريت في كل من أوروبا، آسيا وأميركا الشمالية وشملت 10150 مريضا كانوا محتجزين في وحدات العناية المركزة من شدة أعراض المرض، وأظهرت النتائج انخفاض معدلات وفاة هؤلاء المرضى من 59.5 % في نهاية شهر مارس إلى 42 % في نهاية شهر مايو، وهو انخفاض نسبي بمقدار الثلث.