كتب - نعيم يوسف
خلال الفترة الماضية، تكررت حوادث العنصرية والعنف ضد السود خلال الأيام الأخيرة، وأبرزها حادثة مقتل "جورج فلويد"، والتي أثارت الرأي العام العالمي.
وقتل جورج فلويد، على يد أحد رجال الشرطة الأمريكية، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى اضطرابات واسعة في عشرات الولايات الأمريكية، واستدعت الإدارة الأمريكية الحرس الوطني للتعامل مع هذه الاحتجاجات.
وخرجت العديد من المظاهرات في دول أوروبية، مناهضة للعنصرية، ومتضامنة مع القتيل، إلا أن مسألة العنصرية ضد النساء ذوات البشرة السمراء لم يتعرض لها أحد.
يجب تغيير الأفكار
وقالت الإعلامية الفرنسية من أصل سوداني سميرة إبراهيم، إنه يجب تغيير الأفكار التي تفضل الرجل الأبيض أو المرأة البيضاء، لافتة إلى أن هناك أفكار مسبقة لدى الأشخاص السود، مشيرة إلى أن العنصرية في البلاد العربية مختلفة عن البلاد الغربية، لافتة إلى أن العرب عاطفيين، وعندما يتعرفون على الشخص ينسون مسألة بشرته.
واستنكرت "إبراهيم"، في لقاء مع قناة "فرانس 24"، ما قاله شاب أسود اللون بأنه يفضل الزواج من امرأة بيضاء، ولا يمكن أن يتزوج من امرأة سوداء البشرة، مؤكدة أنه على هذا الشخص مراجعة نفسه لأنه هو ذاته بشرته سوداء.
إشكاليات في التفكير
في السياق، قالت رئيسة جمعية "منامتي" لمحاربة العنصرية في تونس سعدية مصباح، إن تونس مازال يوجد بها إشكاليات، ولا يرفضون صاحبات البشرة السوداء، ولكنهم يخشون أن يكون لديهم أبناء سود البشرة، لافتة إلى أن التونسيين يرفضون وصف أنفسهم بـ"الأفارقة"، ولكن يصفون أصحاب البشرة السوداء فقط بهذا الوصف.
كيف ينظر المجتمع للمختلفين
أما الممثلة والمخرجة اللبنانية لما الأمين، فقد أشارت إلى أنها حزنت لأنها خلقت ببلد بها عنصرية، لأن المجتمع ينظر إلى المختلفين على أنهم بشعين، مشيرة إلى أن والدتها عانت من العنصرية، معقبة: "أنا لا اتخيل أنني سأتزوج شابا لبنانيا، لأنني أعرف السخرية التي سأتعرض لها، من المواطنين وأهله".
وتابعت في لقاء مع نفس القناة: "أنا مانعة نفسي من الحب والدخول في علاقة مع شاب في لبنان".
الزواج من سيدة سوداء البشرة
وقالت الناشطة النسوية اليمنية بسمة ناصر، إنها ارتبطت بشخص "أفتح منها بدرجة ونص"، لافتة إلى أن والدته رفضت زواجه منها، بسبب بشرتها، رغم أن والد هذا الشاب هو أسود، مشيرة إلى أن الزواج لم يتم، موضحة أن المجتمع يرفض الآخر حتى من الأقربين، معقبة: "أنك تعيشي في بيت عنصري هذا صعب".
سخرية في الشوارع
وأشارت "ناصر"، إلى أنها عندما كانت تسير في شوارع اليمن مع صديقات بيض، كانت تتعرض للكثير من التنمر، مثل القول بـ"ماشي مع كيس فحم، أو خادمة، أو عبدة"، مضددة على أن المجتمع اليمني عنصري والعنصرية متجذرة فيه، لافتة إلى أن الخطاب الديني يرسخ هذه العنصرية من السود، لافتة إلى أنها حاليا مرتبطة بشخص أبيض أثناء معيشتها في فرنسا.