كتب – روماني صبري
كانت فترة الحجر الصحي الطويلة والعزلة عن المحيط، بسبب فيروس كورونا التاجي المستجد، صادمة للبعض، وأصابت آخرين بمشاكل نفسية عديدة، لماذا لم يتحمل البعض فكرة العزلة عن المجتمع؟ وكيف يستطيعون التخلص من الآثار النفسية بعد رفع الحجر؟ البعض دخل العزلة ولا يريد الخروج منها لماذا؟ هل سيطر الخوف من الآخر وانعدمت الثقة؟ لماذا يخاف البعض من البقاء في المنزل وحيدين؟ وهل حفز الوباء شبح الموت لدى الناس؟.
هل للقناعات النفسية القديمة علاقة ؟
هناك تفاوت في قبول الحجر الصحي، هناك من قبله وقبل بالأمر الواقع وهناك من رفضه، وهناك من أزادت حالة الاكتئاب لديه، الحالات تختلف من شخص إلى آخر على الصعيد النفسي ؟ .
ولمناقشة ذلك، قالت نانسي صميدة، استشارية نفسية معتمدة من جامعة سيجموند فرويد بفيينا، بالفعل الموضوع يتفاوت من شخص لآخر، ومرد ذلك يعود إلى القناعات النفسية التي دخل بها كل شخص أزمة كورونا."
وتابعت عبر تقنية الفيديو لبرنامج "النقاش" المذاع عبر فضائية "فرانس 24"، البعض قرأ الأزمة بكيفية صحيحة وتعامل معها وفقا لحجمها، والبعض الأخر رأى فيها نهاية العالم، يعني في دخل الأزمة وحاول يخرج أفضل ما فيها مثل استغلال وقت الحجر الصحي للقيام بالأشياء المؤجلة."
من الرابح ؟
لافتة :" كل من كان يتعامل بايجابية في حياته هو الذي سيخرج رابحا من أزمة كورونا، أما الأشخاص السلبيين من قبل الأزمة والذين يتعاملون بدراما ويعرفهم الحزن مع التجارب، هم من سبب لهم كورونا مزيدا من الاكتئاب."
موضحة :" المقاومة النفسية لدى الإنسان تجعله يتصدى للأخبار السلبية، باحثا عن الأخبار السارة مثل عدد الحالات التي تماثلت للشفاء، والأنباء التي تتحدث عن عمل العلماء على تطوير لقاح للفيروس وهل توصلوا إليه أم لا وما إلى أخره .
وأردفت :" والدليل على ذلك أن العالم شهد ظهور الكثير من المواهب خلال جائحة كورونا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأصحاب هذه المواهب استغلوا وقت الحجر الصحي كونهم أشخاص ايجابيين ."
لماذا لا يصمد الجميع ؟
ما هي قدرة الإنسان على الصمود نفسيا أمام كل هذه الأخبار التي تضج بها وسائل الإعلام لاسيما التي تتحدث عن حصيلة الوفيات بالفيروس التاجي في بلدان العالم ؟ .
وردا على ذلك قال دكتور "فرانسوا قزعور"، طبيب فرنسي، إن قدرة الإنسان على مجابهة هذه الأخبار السلبية تختلف من إنسان لإنسان، لافتا :" بعض البشر يمتلكون قدرة كبيرة على الصمود تجعلهم يتصدون لمثل هذه الأنباء الحزينة، عكس البعض الآخر الذي سرعان ما يعرفهم الاكتئاب منها."
موضحا :" ثمة مشكلة أيضا في جائحة كورونا وهي أن كل الأخبار السيئة حول المرض تصل لكل البشر في العالم، حتى البلاد التي بمنأى نسبيا عن الجائحة ولم تسجل وفيات سينزل أيضا القلق بشعوبها جراء أخبار أعداد الضحايا في البلاد الأخرى."
كما أوضح :" الأشخاص المعرضون للإصابة بنوبات اكتئاب شديدة خلال الجائحة هم الذين يعانون من أمراض نفسية قبلها، وكوننا نحن البشر نميل للتواصل الاجتماعي مع الآخرين تسببت الوحدة على اثر الحجر الصحي في إصابة الكثيرين بالاكتئاب."
ونصح :" من يعانون القلق جراء كورونا عليهم التوجه لطبيب نفسي حتى يتبين هل هم يعانون من أمراض نفسية مثل الوسواس القهري أم لا، وفي حالة تم التأكد من وجود مرض نفسي سيتم علاجهم عبر جلسات التحليل النفسي أو الأدوية."