بقلم : مؤمن سلام
جاء الخبر من الأردن "قرار حاسم.. حل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن" ففرح الفرحون وهلل الموهللون معتقدين أن القضاء الأردني يُجرم هذه الجماعة العنصرية الطائفية الإرهابية.
لكن عند قراءة الخبر لن تجب أى من هذا، كل ما في الموضوع أن الدولة الأردنية انحازت لفريق من الإخوان المسلمين يصفونهم بـ "الحمائم" في مواجهة فريق أخر يُصف بـ "الصقور". (الخبر أول تعليق وتفاصيل الإنشقاق في تنظيم الأردن تاني تعليق)
إنها نفس الميوعة المنتشرة في منطقتنا التعيسة منذ أربعينات القرن العشرين في مواجهة هذه الجماعة التي زرعت الطائفية والتعصب والإرهاب في مصر وكانت تُمثل دائماً القنبلة التى تُفجر أى تجربة ديمقراطية في الدول الناطقة بالعربية.
فلا أدري ما هو الفارق بين "حمائم" و "صقور" أو "سلميين" و "ارهابيين" عندما يتعلق الأمر بجماعات الإسلام السياسي. إننا هنا لا نتحدث عن جماعات ذات أهداف إنسانية مشروعة قد تنحرف بعضها إلى العنف لتحقيق هذه الأهداف مثل ما حدث مع الإرهاب الشيوعي في الستينات والسبعينات فهذه جماعات - نتفق أو نختلف مع أفكارها - في النهاية تسعى لأهداف إنسانية تتعلق بالمساواة بين البشر، ومن منا لا يحلم بهذه المساواة وبهذا السلام الذي يعُم الإنسانية؟ فنقول أن هناك حمائم وصقور شيوعية وأن هناك أحزاب شيوعية سلمية وأخرى ارهابية.
لكن ما هى أهداف الجماعات الإسلامية؟
إنها أهداف تتجه كلها نحو العنصرية والتمييز بين البشر على أساس عقائدي، ما بين حكم ديني يُميز عقائدياً بين أبناء الوطن الواحد، وخلافة إسلامية تسعى للتمييز الديني بين الأمم الخاضعة لها، وأستاذية للعالم تسعى لإستعباد الإنسانية كلها.
فالنظر إلى هؤلاء بمنظار الحمائم والصقور هو نظر مُدلس ورؤية قاصرة تلتفت إلى الوسائل وليس إلى الأهداف، وتُركز على التكتيكات وليس الإستراتيجيات، لهذا نحن ندور في هذه الدائرة المفرغة من التطرف والإرهاب والإستبداد، لأننا لا نريد أن نتخلى عن النظرة الجزئية وننظر نظرة كلية شاملة لهذا الفكر الإسلاموي الكاره للأخر والساعى لاستعباد البشر.
كلهم متطرفون متعصبون ارهابيون لا أستثني أحد، لأن أهدافهم عنصرية تميز بين البشر على اساس العقيدة.