بقلم:أمانى موسى
منحة "الحياة" في حد ذاتها -وبعيدًا عن كيفيتها حلوة أو سيئة لأن دة بنسبة كبيرة بنكون إحنا بشكل أو بآخر سبب فيه- هي في الحقيقة منحة عظيمة واستنثنائية، لو فكرت فيها للحظة هي فعلا قيّمة واستنثائية لأنها الوحيدة اللي مش هتتكرر وكمان محددة، وبانتهاءها بتكون في وعي وشكل آخر.. عشان كدة وأنت داخل حياة حد تهزر وتلعب وتضيع حبة سنين من عمره تذكر أنك سارق وقاتل، وعشان كدة وأنت بتهدر وقتك في الأي كلام أو التركيز مع حياة الناس عملوا وراحوا وقالوا وعادوا افتكر برضه إنك بتضيع وقتك اللي هو بالمجمل عمرك في الولا حاجة.
لو فكرت للحظات إن الساعات والأيام هي السنين من عمرنا اللي بتعدي ومش هترجع وبتقربك من خط النهاية هتلاقي نفسك مقدر جدًا لقيمة الوقت وإنك عايز تعمل حاجات كتير وتقضيه في حاجة بتضيف أو بتحقق لك سعادة "إنجاز أو تعلم حاجة جديدة أو إدخال سعادة لقلب أحدهم"، مش مجرد وقت بتقضيه كدة وخلاص بتآكل وتشرب وتنام أو تشتغل وأهي عيشة والسلام.
عشان كدة دايمًا يقولوا إن أغلى هدية تديها لحد بتحبه هي وقتك لأنه في الحقيقة هو أغلى ما تملك لما بيروح مش بيرجع تاني.
التحدي هنا هو الاستمتاع بالرحلة رغم ما يتخللها من ألم أو صعوبات وتحديات، الرحلة مش دايمًا سهلة مبهجة بلا مشاكل أو أتعاب جسدية ونفسية، بنخسر ونقع ونتألم ونفقد وناس وقصص يقعوا مننا في مشوار الرحلة، وهنا إما أنك هتعيش ناقم عالحياة ومركز عاللي تاعبك وناقصك واللي ألمك وأحزنك وتتفاجئ بالعمر بيتسرسب من بين إيديك وأنت لسة في مكانك معملتش حاجة غير الشعور بالضيق والزعل على أي وكل شيء، إما أنك تبقي في حالة وعي وإدراك، وعي بمحدوديتك ومحدودية عمرك المتاح عالأرض وبالتالي محاولة الاستمتاع بالمتاح وخلق أجواء جديدة تضفي بهجة على حياتك وجودتها، وإدراك إنك كائن محدود لا تملك قدرة تغيير العالم أو الأشخاص ولا تملك أنك تحصل على كل ما تريد، لكن تملك قدرة على إحداث تغيير في عالمك الصغير وتغيير في نظرتك أنت لأحداث الحياة.
يبقى عندك القدرة على الاستمتاع رغم إنك كائن ناقص محدود القدرة، معندكش كل حاجة، عندك حاجات وفي حاجات تانية ناقصاك.
معلش حتى إن تعبت كتير وخسرت كتير دع الماضي للماضي وتطلع للمستقبل بعيون أمل ورجاء إن ميعاد فرحك وفتح كنزك بالحياة هيجي هيجي والموضوع مسألة وقت، وإلى أن يحين هذا الوقت استمتع بكل لحظة في الحياة بالقدر المتاح سفر، تعلم حاجات جديدة، خوض تجارب جديدة بعيدًا عن مساحتك الآمنة واستمتع بالرحلة.