حمدي رزق
سؤال بسيط من السيسى لطفل صغير، يدل على رقة هذا الرئيس الإنسان، لو سأل كل أب ابنه هذا السؤال، وسعى للإجابة وطبطب وربت ومسح على الرؤوس، لرسمنا ابتسامة رائعة على وجوه أطفالنا.. بوركت سيادة الرئيس.
لقاء الرئيس مع أطفال «الأسمرات» كان أجمل فعاليات افتتاح (أسمرات ٣)، لقاء مع شباب المستقبل، مع الجيل القادم، سيتذكرون هذا اللقاء جيدا، سيُنقش فى الذاكرة الحية، العِلْمُ فى الصِّغَرِ كالنَّقْشِ على الحَجَرِ.
أطفال الأسمرات الذين كانوا يعيشون فى شقوق وكهوف جبل المقطم الواعرة المظلمة، يتخذونها منزلًا، أصبحوا فى عالم تانى، عالم بالألوان الطبيعية، عالم من الخيال الملون، أطفال الأسمرات يتعلمون الآن جيدا، وينامون جيدا، ويرتعون ويلعبون، ويمرحون، الابتسامة باينة ع الشفايف، والصحة نضرة فى الوجوه.. أخيرًا وجدوا من يحنو عليهم.
إهداء الرئيس على كراسة الطفلة «ساندى» الصغيرة، واهتمامه أن يقرأ لها الإهداء الرئاسى، والدعاء للصغيرة «ربنا يحفظك»، خليقٌ بالاعتبار، تصرُّف راقٍ من رئيس إنسان، ستحتفظ الصغيرة بالإهداء طويلًا، ستحفظه بين مقتنيات عمرها الطويل إن شاء الله.
سطور التوقيع الرئاسى تسجل.. لقد مر من هنا فى يوم معلوم رئيس إنسان، لم يحتمل ضميره أن ينام فى فرشته وصخور المقطم تهدد أطفالا فى عمر الزهور، وأن يعيش ملايين من شعبه فى القبور، وأخذ على عاتقه أن يستخرج الأحياء من بين الأموات، مرت عقود وهؤلاء الأحياء محسوبون أمواتا، ولفوا على الموت، أخيرا بفضل الله كُتبت لهم حياة كريمة.
أسمرات حلم شعب يتحقق، ونماذجه تنتشر فى غيط العنب، وأهالينا، وفى كل بقعة من أرض مصر تجرى أكبر عملية إغاثة لمن جرفتهم أمواج الحياة إلى قاع الحياة، فاستقروا فى القاع حتى مُدت إليهم يد حانية تطبطب، وتطيب، وتجبر الخواطر، جبر الخواطر على الله.
بساطة أطفال الأسمرات'>الرئيس مع أطفال الأسمرات ليست لفتة عابرة، ولكنها درسٌ لكل من يتعاطى مع الأطفال، «الحنية صحيح ما بتتشريش»، لكنها مستبطنة فى وجدان هذا الرجل الذى يحلم بمصر الكبيرة، مصر قد الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا، وهذا مستقر فى وعيه وضميره، ويعبّر عنه بمنجز حضارى.
الأسمرات ليست بنايات ملونة مزوّقة، ولكنها أكبر عملية إنقاذ تنفذها المحروسة فى تاريخها لمن قست عليهم الحياة ولم تمكنهم من حياة كريمة، إنقاذ مليون إنسان مصرى بكلفة ٦١ مليار جنيه من تحت أنقاض الحياة خطة لا تقوى عليها سوى دولة عفية قوية قادرة، ومد اليد طويلة لإعمار ألف قرية كانت فى طى النسيان.. هذا لعمرى مشروع العمر لطويلة العمر المحروسة بإذن الله.
نقلا عن المصرى اليوم