كتبت – أماني موسى
ودعت مصر أمس الفنان الاستعراضي محمود رضا، عن عمر يناهز الـ 90 عامًا، بعد رحلة فنية طويلة وثرية أسس فيها مفهوم جديد للرقص الشعبي والفلكوري.. نورد بالسطور المقبلة لمحات من حياته.
زواجه من خديجة فهمي ثم اليوغسلافية روزا والدة الفنانة شيرين
وُلد بالقاهرة وتزوج من السيدة نديدة فهمي (أخت فريدة فهمي)، بعد قصة حب كبيرة بينهم، وقال في أحد لقاءاته التلفزيونية سابقًا: أخبرني المقربون أن نديدة مصابة بمرض الروماتيزم على القلب، وفرصتها في الحياة لسنوات قادمة ضعيفة، ورغم ذلك أصررت على الزواج منها، وبالفعل توفيت نديدة بعد 5 سنوات من الزواج".
وبعد فترة تزوج رضا من السيدة اليوغسلافية روزا والدة الفنانة شيرين رضا.
أسس الرقص الشعبي المصري
وهو أول من أسس الرقص الشعبي في مصر حيث طاف بعدة بلدان بالصعيد والأرياف حتى يتعرف على العادات والتقاليد وطريقة اللبس والرقص في الافراح أو المناسبات .
تكوين فرقة رضا
تخرج من كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1954، وكان يهوى الرقص الإيقاعي، فتتلمذ علي يد أخيه الأكبر علي رضا، وكوّن فرقة رضا للفنون الشعبية عام 1959 التي اعتمدت علي استعراضات الرقص الشعبي، وقد صمم بنفسه العديد من الرقصات سواء في الأفلام أو في المسلسلات.
من شدة حبه للرقص الإيقاعي فكر في تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع الراقص الأول والمصمم والمؤلف الموسيقي شقيقه علي رضا، والراقصة الأولى فريدة فهمي بعد الرحيل المفاجئ للفنانة نعيمة عاكف بالإضافة إلى خبرتها في التدريب وتصميم الأزياء.
أول عرض للفرقة بمسرح الأزبكية أغسطس 1959
قدمت فرقة رضا أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس عام 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصًا و13 عازفًا وكان جميعهم من خريجي الجامعات.
تصميم الرقصات من وحي الريف والصعيد والساحل المصري
صمم محمود رضا الرقصات التي استوحاها من فنون الريف والسواحل والصعيد والبرية، وقام بإخراجها تحت إشراف الدكتور حسن فهمي ورعايته، واكتسب محبة الجميع وكان يلقب بـ فنان الشعب.
تأميم الفرقة في عهد عبد الناصر
وفي عام 1961 صدر قرار جمهوري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بتأميم الفرقة ضمن قرارات التأميم في ذلك الوقت، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول حيث أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي.
عرض فني أمام الملك فاروق بعد نفيه
سافر مع فرقة أرجنتينية إلى روما ورقص في أحد المطاعم أمام الملك فاروق بعد نفيه، كما سافر مع فرقته لعدة دول وكان يمثل مصر والفن والفلكور المصري.
تأسيس أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية
ألتقى محمود رضا مع الموسيقار علي إسماعيل، وأسفر لقائهما على الاتفاق على تأسيس أول أوركسترا خاص بالفنون الشعبية بقيادته والذي أعاد توزيع الموسيقى لأعمال الفرقة السابقة، وقام بتلحين العديد من الأوبريتات الاستعراضية.
جوائز حصل عليها
حصل على عدة جوائز منها الجائزة الأولى والثانية عن رقصة "النوبة" (الميدالية الذهبية)، الثالثة عن رقصة "يا مراكبي" (الميدالية الذهبية).
كما حصل على الجائزة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان جوهانسبرغ 1995، وحصلت الفرقة على العديد من الشهادات التقديرية في جميع العروض الداخلية والخارجية وما زالت تشارك في العديد من المناسبات الفنية والقومية والعالمية والمؤتمرات الدولية والمهرجانات.
مشاركته بالأفلام كممثل وراقص
شارك رضا بعدة أفلام مثل عروسة وجوز عرسان (1982)، حرامي الورقة (1970)، غرام في الكرنك (1967)، إجازة نصف السنة (1962)، وفاء إلى الأبد (1962)، لا تذكريني (1961).
وعمل راقصًا في بعض الأفلام، منها "نور عيوني" و"أحبك أنت" و"بابا أمين" وغيرها.
فريدة فهمي تنعيه بكلمات مؤثرة
نعته الفنانة القديرة فريدة فهمى الراقصة الأولى سابقًا بفرقة رضا وزوجة شقيقه على رضا وأخت زوجته الأولى، قائلة: "لقد رحل محمود رضا إلى السماء، بعد أن ترك مسيرة خالدة ورائعة، وعلينا جميعًا فى وداعه أن نشكره على ما قدمه لمصر وللفن المصرى وللعالم، برقصاته وتصميماته ورؤاه، سيبقى محمود رضا حيًا وملهمًا للجميع، كان مبهرًا وجادًا وإداريًا ونجمًا مميزًا".