الأقباط متحدون - رئيس على دكة الاحتياطي
أخر تحديث ١٩:١٧ | الأحد ٦ مايو ٢٠١٢ | ٢٨ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رئيس على "دكة الاحتياطي"

بقلم- عزت بولس
كرة القدم هى اللعبة الشعبية الأولى ومعشوقة الجماهير في مصر ومختلف دول العالم- وإن كانت شعبيتها في مصر قد تدنت كثيرًا بعد أن تحولت أحد ملاعب الكرة لمقبرة لأكثر من 70 شاب، راحوا ضحية لمؤامرة لم تتضح أبعادها كاملة حتى الآن.

وقبل أن يتساءل القارئ العزيز عن مغزى الزج بـ"كرة القدم" الآن -خاصة وأن الأحداث في مصر تتوالي، بما لا يعطى للمصري الفرصة للتمتع بـ"كرة القدم" على وجه الخصوص أو الرياضة بشكل عام- من المهم أن أوضح لكم ما أرمي إليه، وذلك من خلال شرح بسيط لقواعد لعبة كرة القدم والتي من خلالها ستدركوا معي كيف أن هناك رابط ما  بين مايحدث داخل أرض الملعب الخضراء من مباريات ومباراة رئاسة الجمهورية التي تشعل الأجواء السياسية المصرية الآن بالمنافسة.

 ففريق كرة القدم يتكون من إحدى عشر لاعب أساسي، وعدد أخر من اللاعبين "الاحتياطي" واللاعب الاحتياطي هذا يجلس على"دكه البدلاء" في انتظار استدعاء المدرب له في حال إصابة أحد اللاعبين الأساسيين بأي قصور في الأداء نتيجة أي إصابة من أي نوع.

ما يجري الآن على الساحة السياسية الإخوانية وتحديدًا في الانتخابات الرئاسية،يشبه كثيرًا مايجري داخل ساحات الملاعب الخضراء لكرة القدم،حيث يدفع المدير الفني للفريق الإخواني" البديع" بمرسي بدلاً من الشاطر وذلك بعد ثبوت تناول الأخير لمنشطات غير قانونية يُحظر تناولها أثناء المباراة،ومن هنا يبدأ أنصار ذلك البديل في حشد الجماهير بالطرق المعهودة لديهم والتي أكدت نجاحها الكبير من خلال قدرتها على تزييف إرادة الكثير من أبناء مصر الطيبين بطرق غير قانونية تتنافي مع الروح الرياضية،ليغتصبوا عنوة درع رئاسة الوطن.

خلال مرحلة"التسخين" التي تسبق المباراة بدء الفريق الإخواني في تطبيق "وثيقة التمكين" التي وضعها لهم مدربهم المخضرم"الشاطر" والتي تم تنفيذها ببراعة في موقعة"انتخابات برلمان الشعب" لينتزعوا من خلالها أهداف الثورة من ثوار شباب ليس لديهم" حرفنه" الملاعب السياسية،فكانت النتيجة سيطرة الفريق الإخواني على أرض الملعب ليصولوا ويجولوا وحدهم فيه.

ولأدراك محترفي الفريق الإخواني أن خسارتهم "دوري الرئاسة" يعنى تهديد واضح وصريح لأمالهم في تحقيق هدفهم الاسمي "ضم مصر" للاتحاد الدولي للولايات الإسلامية،تحت رعاية الخليفة المنتظر والذي لن يشترط فيه أن يكون محلي أو مستورد من أيه ولاية إسلامية، المهم أن يكون حاملاً لشارة كابتن الفريق مؤديًا قسم الجماعة،ومستعدًا لبذل كل الجهد في الحفاظ على المبادئ الإخوانية للجماعة وأهدافها الدعوية،والتي هى مغايرة لما يتم إعلانه الآن من لاعبي الفريق الإخواني عبر ما يمكن أن نطلق عليه"التصريحات التطمينية" إن صح التعبير،تلك التصريحات التي هى كطبقة الكريمة البيضاء والتي تخفي بداخلها كم هائل من الأفكار السوداء التي
لكن ما يدعو للعجب والتساؤل، أن الجمهور الموجود في  مدرجات الملعب ومنظمي المباراة الجالسين على مقاعد المقصورة الفاخرة، لم يفطنوا إلى طريقة إدارة المباراة ،ولم ينتبهوا إلى هوية الحكم ومساعديه من الأمريكان، ومدى انحيازهم لكفة الفريق الذي تعاقد معهم في صفقات تمت منذ عده سنوات ماضية على أرضية سفارتاهم  في غفلة من الحكومات السابقة.

ويستمر اللعب في هذه المباراة المثيرة،في حين يظل الـتسعة عشر مسئول المتواجدين داخل المقصورة الرئيسية يشاهدون ويراقبون ولا يتدخلون، إلا من حين لأخر ببيان على موقعهم في "الفيس بوك"، وكأن ما يحدث في ساحة الملعب لا يعنيهم بشيء، أو قد تكون هذه "اللامبالاة" هى ما يبغون تصديره لنا، وأنهم يخططون لحسم المباراة لصالحهم، إما قبل نهاية "الماتش" أو في الوقت المحتسب بدل الضائع،ليتم ترك المُنتمين إلى النخبة المستنيرة لأفكارهم العنان، وينخرطوا في المناقشات والسفسطات النظرية،منتظرين ما يخبؤه ﻟﻬم اﻟﻘﺪر ﻣﻦ ﻣﻔﺎﺟﺂت، محاولين من حين لآخر اختراق عقول رجال المقصورة لفهم ما يدور في رؤوسهم، ولكن تصطدم محاولتهم  بحائط صد اقوي من خط بارليف، محاط بصواريخ مضادة  لشطحات أفكارهم، تحول دون اختراق المجال الفكري لجنرالات المقصورة.
ولا يتبقى لنا غير الأمل في أن يكون رجال المقصورة على وعى تام بما يجرى في الملعب، ومدى خطورته نتيجة "المباراة" على مصير البلاد، وأنهم سوف لا يتركون قيادة دفة أمور مصرنا الحبيبة لحفنة تريد السلطة لغرض التسلط، مدعومة من أموال "مقطرة بترولياً" تضمر الذل والهوان لشعب مصر. 
فمتى تتحركوا يا رجال المقصورة؟ نحن في خطر، وانتم في خطر، والبلد في خطر، فمتى الاستيقاظ؟؟


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter