الختم السابع ج 3
Oliver كتبها
- لما إقترب موسى النبى ليبصر العليقة المشتعلة سمع صوت الله يأمره أن يخلع نعليه.ليس نعلى القدم وحدهما بل يخلع عنه نعليه أى فكر جسده و مشاعر نفسه.فالجسد و النفس هما ما نلبسهما و يلبساننا .هما صالحان لكى نعرف الأرضيات.أما عند السمائيات فلنخلع النعلين لأن الأمور الفوقية لا تدركها إلا الروح فقط و من ينقاد بالروح القدس يعرف الروحيات.لذا الآن إخلع نعليك .أترك فكر الجسد فلن يسعفنا في شيء دع مشاعر النفس جانباً فهي مهتزة بغير جدوي.لنقف بالروح و نتأمل النبوات و أبواقها السبع.
- إذا كان البٍر يجتذب البسطاء إلى ملكوت الله فإن الضربات تحذر الأشرار لهذا سنجد أمراً عجيباً في هذا القسم.لمحات قاسية من طبيعة جهنم تظهر مع الأبواق لعل القساة يحذرون و يتوبون لأن جهنم فاتحة أبوابها لتبتلعهم.يظهر الله شيئاً من طبيعة جهنم لكي يصدق الذين ينكرون الدينونة..قسوة الضربات تتناسب مع قسوة القلوب.كما كانت الضربات في العهد القديم تتناسب مع قسوة فرعون و المصريين.
- بين الضربات العشر و الأبواق السبعة خيط ممتد عبر الزمن يجمعهما لأنهم من تدبير واحد. قال الله لموسى النبي ان فرعون لن يطلق شعبى كى يصل أرض الموعد إلا بأن يمد يده العالية بالضربات وبعد ذلك يطلقهم خر3: 19. هكذا فى الأيام الأخيرة تحدث الضربات على الأشرار لكى لا تظن رئاسات الشر في ذاك الزمان أنهم سيعيقون شعب المسيح من الوصول إلى أرض الموعد الأبدى و حرية مجد أولاد الله.تتهاوى الممالك التي نسجها إبليس من أوهام شروره و يسقط كبار تابعيه واحد تلو الآخر.رئاساته المدنية التي تقتاد بالشر و رئاساته الدينية التي تتبع أفكاره المضلة و حيله الخبيثة.كل جنوده يسقطون في بحر من نار و برد و دم كأن جهنم قد إنكشفت قدامهم.تبدأ ضربات الأبواق على الأشرار بأوامر الديان الأعظم. كل أمر لكل واحد من السبعة ملائكة له شروط وآثار محسوبة و مجال لا يتعداه .ستكون الضربات لإبليس و من يتبعه و أما شعب المسيح فلهم خلاص عظيم.
- كانت الضربات العشر في مصر متلاحقة و الوقت بين الضربة و الأخري كان قصيراً.نفس الأمر نجده في الرؤيا حيث نري الملائكة السبعة حاملى الأبواق جميعهم مهيئون مستعدون لكي يبوقوا كأنه لن يوجد وقت طويل بين بوق و بوق.الأحداث متلاحقة و نصف الليل يوشك على قدومه مت25: 6.
- كعادة المسيح مع حبيبه يوحنا لا يسمح له أن يري الأبواق الأربعة الأولي التي فيها ضربات على الأرض و لم يفتح عينيه إلا بعد البوق الرابع فرأي ملاكاً طائراً في السماء و سمعه.و هذا الحفظ الإلهي هو نفس ما سيحدث للمؤمنين الأمناء قديسى الزمان الأخير.الضربات ليست على كنيسة المسيح.
- شيئاً آخر ملفتاً للإنتباه أن الأبواق الأربعة ينتج عنها دمار بنسبة الثلث سواء للأشجار و العشب و البحر و الخلائق و السفن و الأنهارو الشمس و القمر و النجوم و النهار و الليل.و الثلث يشير إلى غضب الثالوث و قراره النهائى بإستنفاذ فرص التوبة لكي من يريد أن يخلص كما بنار فهذه فرصته
الأخيرة.1كو3: 15.كما يشير في ذات الوقت أن ثلثين من الموجودات ما زالت تحيا رغم هذا السحق المثلث.بالتأكيد أن هذا زمن توبة شعب إسرائيل ليكون ثلثاً حياً لا مقضياً عليه متحداً بكنيسة المسيح الثلث الثانى.إختفاء ثلث الشمس هو إنتشار صورة غير مكتملة عن المسيح و ضبابية الإرشاد الروحى المتناقص مما يؤدى إلى إظلام ثلث النهار أي تباطؤ التبعية للمسيح و إنتشار الكسل الروحى. كما أن ضياع الثلث من الوجود يفقد الوجود توازنه و تضيع القوانين المنطقية مما يتسبب في ضيقة لشعب الله لكن ليست الضيقة كالضربات.
- هلاك الأشجار أى إرتداد الراسخين في الإيمان عن المحبة لذلك جاءت في مقدمة الضربات.و هلاك العشب أي السذج عن كلمة الله .قصيروا العمر في علاقتهم بالحياة الأبدية.مت6: 30 البرد إنفصال عن الله و النار الحارقة دينونته.مت3: 12.إش 28: 2.أع2: 19 و20.الدم مع البرد و النار يشير للعقوبة الأبدية حز38: 22.الجبل الساقط فى البحر رتبة روحية عالية سارت فى تيار بحر العالم فغرقت معه إرميا51: 25.و الدم الذي تسبب فيه سقوط الجبل هم هلاك الذين عثروا و تبعوا تلك الرتبة الساقطة.إنها ممالك تزعزعت أى كنائس إنحرفت لأنها تركت أساس إيمانها الرب يسوع مز 46: 2و3.
- كان المؤمنون يرون هذا التعليم الساقط كأنه جبل راسخ صعب أن يتزحزح.كانت الهرطقات التاريخية المنتشرة و أديان العالم ذات المليارات تعذب الكنيسة.لكن لما جاء أوانها فاليد الإلهية إقتلعت الجبل كله و رمته في البحر بعيداً عن فيض الروح القدس فإنكشفت ناره الغريبة و صياحه العالى المهلك و إحترقت الخلائق التي في البحر أي الناس الذين تبعوا الجبل الساقط و هلكت ثلث السفن أي الكنائس الضالة الوهمية التي سرقت الإسم فقط و تركت المسيح بل إتحدت مع العالم ضد المسيح.
- الكوكب الذى سقط هو رتبة أكبر من الجبل الساقط في البحر.سقوط الكوكب صار مرارة للناس . حين يسقط كوكب تسقط معه نجومه و حين ينكشف البطلان ينكشف معه المدافعون عن الأباطيل.أصاب الضيق الأنهار أى الشعوب البسيطة في الإيمان و الينابيع أي عميقى الإيمان كالنساك و المتوحدين.هذا الكوكب الساقط الذى كان ذات يوم فى السماء متقد كمصباح أي مشهور و منير و مرتفع الشأن.
- نلاحظ أنها المرة الأولى التي يذكر فيها موت كثيرين من الناس في هذا البوق الثالث لأن السعى خلف مشاهير تبث سم الحية في الكنائس هو الموت الروحى .قبول إيمان يخالف الإنجيل هو مرارة للجميع حتي لقلب الله فيذيق مرارته للناس و يموتون بمرارة التعاليم الشاذة والتسيب فى الرعاية والتهاون في إيمان المسيح الحقيقي.الإفسنتين أي المر المركز أو العلقم.لأن كثير من الكنائس قد خلت رسالتها من خلاص المسيح.شربت الماء المالح و لم تدر أن الماء صار إفسنتيناً مرفوضاً من ينبوع الماء الحى و روحه القدوس.
- كلمة الرب في سفر الرؤيا لا ترسم لنا عالماً وردياً بل واقعاً فاضحاً للخطية و نتائجها.