الأقباط متحدون | صديقتى والسيجارة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٠٣ | السبت ٥ مايو ٢٠١٢ | ٢٧ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٥١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

صديقتى والسيجارة

السبت ٥ مايو ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : محبة مترى
لأول مرة أتحدث عن التدخين او أفكر فى الكتابة عنه لأنى اعلم ان النصائح المباشرة غير مجدية وغير مقبولة وربما تأتى  بأثر عكسى وخاصة انى أعلم ان هذا الموضوع حساس بالنسبة للمدخن وربما يجرحه لأنى أتفهم نفسيته فهو على قدر حبه وتعلقه بالسيجارة على قدر ما يحاول الافلات منها وربما صارع كثيرا معها الا انها فى النهاية تهزمه رافضة ان تتركه حرا بل تتمتع بوجوده أسيرا مدلها فى حبها .

لن أتحدث عن السيجارة  باعتبارها خطيئة فهناك خطايا افظع نرتكبها جميعا وندمنها وكلنا تحت الضعف فاذا كانت السيجارة غالبا تسئ لصاحبها بالاكثر فان هناك خطايا تؤذى الغير بالاضافة لصاحبها مثل الكذب والنميمة والكراهية والغيرة...الخ , بل اود ان اتحدث عنها من الناحية الصحية فقط وببساطة ساعرض لكم تجربة صديقتى  وزميلتى بالعمل مع السيجارة ....

هى شابة فى الثلاثينات من العمر زوجة وأم تعرفت بجارة لها فى العمارة منذ زواجها وسكنها بجوارها وكانت مدخنة وباعتبارهما كانا يقضيان معظم اليوم سويا فقد اعطتها السيجارة لتجربها على سبيل الدعابة والمرح والتجربة ثم كررتها على مرات متباعدة الى ان ادمنتها بشدة فاصبحت من المدخنين بشراهة وكلما شعرت بتوتر او ضغوط العمل والاطفال لا تجد سلوتها وراحتها الا معها , وبعدما صارحتنى بذلك حاولت بلطف ان اثنيها عن هذه العادة بطريقة غير مباشرة ودون ان اجرح شعورها لكنها كانت لا تسمع لى ولا تهتم , الى ان فجأة سقطت مريضة بشدة سعال شديد وضيق نفس مع درجة حرارة مرتفعة لاتريد ان تنخفض واحضروا لها الاطباء بالمنزل  كل منهم يجرب فيها علاج غير الآخر وهى لاتتحسن لمدة شهر فى حالة يرثى لها ولاتستطيع خدمة اطفالها , فاقترحت عليها اسم طبيب شهير اعرفه وذهبت معها اليه , وكانت اول جملة قالتها للطبيب ....ارجوك يا دكتور طلبى الوحيد  اريد ان اتنفس اكاد اختنق منذ شهر وانا لا انام انا اتعذب  , وبعد الفحص والاسئلة المختلفة طلب عمل أشعة ...وفى طريقنا اليها طلبت منها ان تصارح الطبيب انها مدخنة ,وعندما عدنا اليه صارحته بانها مدخنة منذ خمسة عشر عاما فهز رأسه آسفا متوقعا ذلك ...وضع الاشعة امامنا اشار الى رقعة بيضاء كبيرة بالرئة وقال لنا ذلك الجزء التهاب شديد بالرئة وبسبب التدخين ..واشار لى قائلا انا وانت وهى نتعرض ثلاثتنا لنفس الجو الان بالغرفة فاذا مر به ميكروب من الذى سيلتقطه من ثلاثتنا ؟ بالطبع الشخص المدخن وهذا ما حدث مع صديقتك..وكتب العلاج  محذرا اياها من خطورة حالتها اذا لم تلتزم به وتلجا للراحة والاهم الا تقترب من السيجارة والا لن يجدى اى علاج معها للاسف وستدخل فى مضاعفات خطيرة...

التزمت صديقتى بالتعليمات ولم تقترب من السيجارة نهائيا وبدأت الان فى التحسن وعاد اليها تنفسها الطبيعى  وهى الان فى  طريقها للشفاء الكامل, وعندما زرنا الطبيب مرة اخرى صارحها بان حالتها كانت خطيرة ولكن الحمد لله الذى من عليها بالشفاء ..وفى طريقنا للعودة نظرت اليها مبتسمة نظرة ذات مغزى ...فقالت لى اطمئنى لن اعود اليها ابدا لقد كادت تقتلنى لقد كرهتها وكرهت اليوم الذى عرفتها فيه,  فاستفسرت منها عن شعورها باى اعراض نتيجة اقلاعها عن ادمانها كما نسمع, فقالت لى لا شئ , بل انا لا اطيق رائحتها الان...فحمدت الله على شفائها الجسدى وشفائها من السيجارة.

اتذكر منذ عدة سنوات ذهبت للطبيب بسبب نوبة مرض حاد قاسى ظهر لدىّ فجأة وكان غريبا ان يصيبنى حيث لم اسمع عنه من قبل بعائلتنا ...فكان اول سؤال سأله لى الطبيب هل تدخنين ؟ فضحكت وتعحبت لسبين اولا لانه سؤال غير تقليدى لسيدة.....ثانيا لان مرضى كان بعيدا تماما عن الجهاز التنفسى وتبدو العلاقة غريبة بينه وبين التدخين فقلت للطبيب ضاحكة لا انا ادخن ولا احد فى عائلتى يدخن ابا عن جد .....فذكر لى ان التدخين حتى لو بصورة سلبية يضعف مناعة الجسم وقد يكون المسبب الاول للمرض....ساعتها تأملت داخل نفسى باننى يا ليت كنت مدخنة فاعرف سبب ما اعانيه واستحقه ولكنها ارادة الله.....فالطبيعى ان يهتم كل منا بصحته ويبتعد عما يضرها من عادات والثقافة الصحية الان متوفرة للجميع فاصبحنا نعرف مايضر ومايفيد ولكن الايكفى كم الملوثات التى نعيش فيها سواء فى الطعام او الجو؟ فنضيف اليهم السيجارة ليصبح هذا الثلاثى القاتل شرسا فاذا لم يقتلنا يجعلنا نحيا مرضى تعساء؟
ذكرت قصة صديقتى لالقى الضوء على تزايد نسبة الفتيات والسيدات المدخنات بسبب التقليد او نوع من الدلال او ربما التجربة لا اعرف على وجه التحديد...ولكن ما اعرفه ان تلك الفتاة او السيدة تسئ الى طفلها القادم والى صحتها والى اطفالها بالمنزل بسبب التدخين السلبى بالاضافة الى انها القدوة.

واخيرا اناشد اى اخ او اخت مدخنة وبكل محبة ارجوه:
انا لست افضل منك ....انا لاانصحك.....قد  تكون تألمت من المحيطين بك الذين جرحوا مشاعرك ولم يفهموا ان علاقتك بالله قوية وانك تصلى بتضرع من اجل ان يساعدك الله فى الاقلاع عنها...ربما ادانوك وربما تريد ان تقول لهم هل رايتم قلبى ؟ لماذا تحكمون علىّ من الخارج ؟ ..ربما وربما...ولكن كل ذلك لايهم دعك من كل الناس ...انظر الى نفسك واعقد النية ان تعيش باقى حياتك صحيحا لا تعانى من المرض فان المرض ذل والصحة لا يقدرها الا الذى حرم منها ...من فضلك القى السيجارة الآن...تمرد على عبوديتها.....قم بثورة فنحن الان فى زمن الثورات....تنفس الحياة بصدر جديد ...وانظر اليها بعيون جديدة....وثق انك الرابح الوحيد.

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :