حمدي رزق
فرديناند مارى، فيكرمنت، ديليسبس (١٩ نوفمبر ١٨٠٥ - ٧ ديسمبر ١٨٩٤) الدبلوماسى الفرنسى، صاحب مشروع حفر قناة السويس التى ربطت البحرين المتوسط والأحمر لأول مرة عام ١٨٦٩ وافتتحت فى عهد الخديو إسماعيل.
«لازم محافظ بورسعيد يعرف إن إعادة تمثال هذا تحد لمشاعر كل شهيد ضحى بحياته فى حرب ٥٦، ومحمد مهران إللى ضحى بنور عنيه علشان مصر، وامتهان لـ١٢٠ ألف مصرى ماتوا وهم بيحفروا القناة سخرة، وأبطال البحرية المصرية جلال الدسوقى، وإسماعيل محمد فهمى، وصبحى إسماعيل نصر، وجول جمال، وزملاؤهم الأبطال الذين استشهدوا دفاعاً عن مصر وعن قرارها باستعادة حقها فى قناة السويس الذى سلبه منها الاستعمار عن طريق هذا النصاب المدعو ديليسبس». (عبدالحكيم عبدالناصر)
هاتفنى شيخ مشايخ الطرق الناصرية العم سامى شرف، شفاه الله وعفاه، مستنكرا عودة تمثال ديليسبس إلى الحياة، وهو رمز كريه للاستعمار، وتمثال المصرى أبوجلابية زرقاء بفأسه أولى بالتكريم فى مدخل القناة.
عنده حق، إقامة هذا التمثال على قاعدته مجددا فيه امتهان لكرامة شعب مصر وفى القلب منه شعب بورسعيد البطل، تمثال ديليسبس بسبع أرواح، لا تعرف من ذا الذى يرعى عودته، ويصر على إقامته، حاجة تجن الجن وتعفرت العفريت، من ذا الذى يحضر العفريت، عليه صرفه فورا.
كفى، الشعب الأمريكى يتخلص من تماثيل رموز العبودية، الشعوب الحرة تأنف بقاء هذه التماثيل التى تخزق العيون، وعيوننا مبصرة مفنجلة، وفنجل عينيه، فتّحهما ووسَّعهما ليعى ما حوله، والشعب المصرى وَاع، والجمع واعون ووُعاة، من وعَى ووعِى، ووَاعِى اليَتِيم، بمعنى وَصِيُّهُ، حَافِظُهُ، ووصيتكم عدم إقامة هذا التمثال العار، وحافظوا على الوعى. الفلاح المصرى ليس يتيمًا، وتمثاله فى العيون.
وطالعوا على يوتيوب فيديو لشعب «بريستول» فى بريطانيا وهو يحطم تمثال «إدوارد كالستون» تاجر العبيد بين إفريقيا وأمريكا.
ديليسبس فى الذاكرة المصرية الحرة المستقلة قبل أن تتلوث بمنكرات المنبطحين غربا، أكبر تاجر عبيد مسؤول تاريخيا عن أرواح ١٢٠ ألف مصرى، من أصل مليون توفروا على حفر القناة بأظافرهم سخرة من أصل شعب قوامه يومئذ قرابة الأربعة ملايين.
وصدق القائل «إن كنتوا نسيتوا اللى جرى هاتوا الدفاتر تنقرا» واقرأوا، أثناء هجوم فرنسا مع إسرائيل وإنجلترا إبان العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ قام بعض الفدائيين من بورسعيد بهدم وتكسير تمثال ديليسبس على مدخل القناة الشمالى، ولكن تركوا القاعدة لاتزال قائمة مثل حائط المبكى، كل عام فى نفس الموعد، أحدهم يتباكى وينهنه على القاعدة، تقولش أبوه من أصول فرنسية، وعلى لسان طيب الذكر عبدالله غيث «قبر بالجيم يلم العفش».
نقلا عن المصرى اليوم