موظفو اتحاد أوروبا يطلبون الحماية من تهديدات بالقتل
وصلت أزمة منطقة اليورو إلى منعطف غير متوقع عندما تفجّرت ظاهرة ترمي باللائمة على موظفي الاتحاد الأوروبي في ضيق العيش الذي يطال سكان القارة نتيجة إجراءات التقشف الأخيرة. ويقول ممثلو أولئك الموظفين إن العتاب واللوم بلغا الآن عتبة التهديد بالقتل.
طالبت نقابات الخدمة المدنية في مؤسسات الاتحاد الأوروبي بمزيد من الحماية للموظفين في وجه رد الفعل الشعبي الغاضب على إجراءات التقشف الاقتصادي التي تشهدها منطقة اليورو. وبلغ الأمر بالنقابات درجة الهلع بعدما وزّعت جهة مجهولة ملصقات في بروكسل تشير إلى أولئك الموظفين بـ«شنق» أنفسهم بربطات العنق.
ونقلت الصحافة البريطانية أن كبار مسؤولي النقابات كتبوا إلى رئيس الاتحاد الأوروبي، هيرمان فان رومبي، خطابًا يحمل مخاوفهم بعدما وجد الموظفون، الذين يستخدمون سيارات الاتحاد ذات لوحات التسجيل الخاصة، ملصقات تحمل رسمًا لشخص مشنوق بربطة عنقه وعبارة «استخدم ربطة عنقك يا موظف الاتحاد الأوروبي» بالفرنسية.
إضافة إلى هذا فقد شكا موظفو حي شومان في بروكسل، حيث مكاتب منطقة اليورو، من ملاحقات ومضايقات بحقهم من جانب أناس، يُعتقد أنهم «فوضويون». وجاء في خطاب زعماء النقابات أن «الخطوة المنطقية التالية في ما يبدو هي وقوع الأذى الجسدي الجسيم».
يلقي مسوولو الاتحاد الأوروبي باللائمة في كل هذا على إجراءات التقشف التي تواجهها حكومات دول منطقة اليورو (خاصة اليونان والبرتغال وإسبانيا وآيرلندا)، وأن ثمة «عناصر تصطاد في الماء العكر» استغلت هذا الموقف للإيحاء بأن الضائقة المعيشية في تلك الدول إنما هي تدبير متعمد من الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لصحيفة «يوروبيان فويس» الأسبوعية الصادرة في بروكسل، فقد وزّعت ملصقات ومناشير تنطوي على هذه الفكرة وعلى التهديد بالقتل وألصقت بسيارات تعود إلى مسؤولي الاتحاد خارج محطات قطارات مترو الأنفاق في مختلف ضواحي بروكسل.
يذكر أن الشهر الماضي شهد تحرش عشرة شبان لفظيًا وجسديًا بعدد من موظفي الاتحاد، كانوا في طريقهم إلى مكاتبهم في وسط المدينة، ولطخوا جدران إحدى المحطات بشعارات عدائية، بعضها يخدش الحياء العام. والواقع أن شعارات الجدران مضافة إلى الملصقات والمناشير صارت ملحوظة في عدد من مدن دول اليورو المتأثرة أكثر من غيرها بإجراءات التقشف. كما إن ملصقات في بروكسل نفسها تجعل من قضيتها «استعمار موظفي الاتحاد للمدينة على حساب أهلها».
وقال أحد مسؤولي الاتحاد: «الشعور المعادي للموظفين، باعتبارهم معتدين على حرمة بروكسل، ليس جديدًا. وإنما الجديد الخطر الآن - بعد أزمة اليورو التي فرضت إجراءات التقفشف المعيشي - أن الأمر بلغ حد التهديد بالقتل».
لكن النظرة إلى موظفي الاتحاد «كطفيليين يرفلون في النعيم بينما العالم يحترق من حولهم» ليست حكرًا على الفوضويين والجماعات المعادية للرأسمالية. فقد طالبت حكومات عدة، منها البريطانية، بإعادة النظر في نوع الامتيازات والعلاوات الباذخة التي يتمتع بها هؤلاء. ومن هذه، على سبيل المثال، أن أكثر من ثلثي العاملين يتلقون «علاوة اعتراب» إضافية تبلغ 16 في المائة من الراتب الرسمي.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :