محمد أبوقمر
أنت تقول إن شعر البنت يستفز ذكورتك ويثير غرائزك ويضعك في حالة من الهياج الجنسي الذي لا يمكنك السيطرة عليه ويشغل كل تفكيرك ويجعلك تذهب إلي البيت تعض في قوائم السرير وربما تأكل المرتبة من شدة حرارة النار التي أشعلها شعر البنت في ذكورتك .
سأسلم لك بصحة ما تقوله ، بل سأسلم لك بأنك إنسان طبيعي جدا ولست شاذا عن بقية خلق الله في العالم كله ، والأكثر من ذلك سأسلم لك أن كل مساخر الدنيا في الشرق وفي الغرب ناتجة عن عدم ارتداء الأنثي للحجاب.
لكن السؤال هنا هو : هل شعر الأنثي فقط هو الذي يشعل فيك هذا الهياج ؟!! ، فالأنثي لها شفتان ، وكثيرا ما تكون شفتاها أكثر تألقا ، وأكثر جاذبية من شعرها ، ولها أنف ، وكثيرا ما تكون أنفها مخروطة بشكل مثير ، ولها عينان ، وكثير من النساء في عيونهما بريق يخترق الأرواح ، ودائما ما يكون نهدا المرأة مستديرين بطريقة إلهية بارعة وفيهما سحر أنثوي خاص يكاد يجعلهما في مقدمة علامات الأنوثة المتفجرة في أي إمرأة ، هذا فضلا عما تحمله كل امرأة من دلال خاص ونعومة ورقة ووداعة وحيوية أنثوية ذات طابع خاص مختلف عن الرجل ، ثم ذلك الإحساس الخاص الذي يبعثه صوتها وطريقة تعبيرها عن نفسها .
باختصار الأنثي كل ما فيها مثير للفرح والبهجة ، كل ما فيها جذاب ويدعو للتأمل في هذه المخلوقة شديدة العذوبة التي أظن أنها وجُدت لا لتجعل الذكر حيوانا جنسيا وإنما لتخلق منه رجلا يعرف كيف يُقدر إنسانيتها ويكون جديرا باحترامها له.
ها أنت تري أن كل ما في المرأة مثير وجذاب ومتألق ورائع ، والفرق هنا هو أن كل ما في الأنثي إما أن يكون مثيرا للغرائز الحيوانية ، أو مثيرا للرجولة ، في الحالة الأولي أنت مجرد ذكر خالي من كل صلة بالآدمية والإنسانية ، وفي الحالة الثانية أنت رجل تعرف معني الإحساس الإنساني بالمرأة ، وتدرك أن وجودها علي هذه الصورة شديدة الوهج هو لاستكمال وجودك البشري وتنمية عواطفك النبيلة كالحب والرعاية والعناية والإحساس بالمسئولية.
هل أنت أعمي لا تري في الأنثي غير شعرها؟! ، أم أن تراثك الديني لم يحدد لك من أسباب فجور المرأة وعهرها سوي شعرها ؟!! ، أو أن تركيزك علي شعر المرأة ودفعها للتحجب هو لإثبات سيطرتك وحلا لعقدك النفسية ومعالجة لضعفك الإنساني وخذلانك العاطفي والروحي؟؟!!.
الكلاب والقرود والأسود والغزلان والبط والفراخ لا يحجبن إناثهن ، ولا يخشين علي ذكورتهم من وضوح عورات إناثهن ، بل إن معظم الحيوانات لا تنتابها الرغبة الجنسية إلا في مواسم محددة بالرغم من معايشتها لإناثها ذوات العورات المكشوفة بشكل دائم ، ولك أن تنظر في حياة مجموعة من الكلاب ذكور وإناث وهي تقوم بحراسة عقار ما ، فلو أن الكلاب الذكور كانت مشغولة طوال الوقت بعورات الكلاب الإناث المرافقة لها في الحراسة لصارت حراسة العقار ضرب من الوهم أو العبث ، فهل الكلب الذكر أعقل من الإنسان الذكر وأكثر منه نزاهة وترفعا ؟؟!! ، هل يظل الكلب الذكر يشكو من إثارة الكلبة الأنثي له ويظل يدعي أنها تدفعه إلي الهياج الجنسي بحيث لا يتمكن من القيام بالحراسة وأداء مهامه الكلبية التي خُلق من أجلها؟!! ، أم أن الذكور من الكلاب ليس لديها في تاريخها الثقافي والمعرفي من يقول لها إن الإناث من الكلاب يجب أن تغطي عوراتها؟؟!!.
سوف أصارحك الآن بالقول إن كل الأسئلة التي طرحتها أنا الآن هي أسئلة وهمية وعبثية لأن الحكاية كلها هي أن خطابك العقائدي المستخلص من أبشع ما في التراث الديني البشري من ظلامية ليس خطابا دينيا خالصا ، وإنما هو خليط خرافي يبدو دينيا مرة ، وسياسيا مرة ، وجنسيا مرة ، وتكفيريا مرة ، وإرهابيا مرة ، وعبثيا في كل مرة.
بوضوح أكثر فإن شعر الأنثي ليس أكثر المناطق في هيئتها إثارة لفحولة الذكر العبيط ، والحجاب لا يحجب دلالها ، ولا تألقها ، ولا جاذبيتها ، ولا رقتها ، ولا عذوبتها ، ولا يحجب روح الإثارة في محياها ، الأمر فقط هو أن الذكر المدعي المخرف الذي يختلط في ذهنه الدين بالسياسة والجنس والرغبة في السيطرة باسم الشرع يتوهم أنه حين يفرض الحجاب علي المرأة فإن المجتمع في ظنه قد صار مهيأ للخضوع لقيمه السياسية والأخلاقية والاجتماعية ولوجهات نظره الدينية المذهبية ، وأنه بعد الحجاب لم يتبقي سوي خطوة أو خطوتين وتتحقق دولة الخلافة الموهومة التي تصبح فيها المرأة واحدة من حريمه ( ملك يمينه ) ، الحجاب يملأ ذهنه التعيس بأنه قد فرض قيما أخلاقية دينية ، ناسيا أن الأخلاق هي نتاج حركة المجتمع في تطوره العلمي والتقني والاقتصادي ، وكلما استغرق المجتمع في العلم والعمل والانتاج كلما ارتقي مستواه الإنساني والأخلاقي وكلما تطورت مفاهيمه عن الخير والحق والجمال.
من ناحية أخري كلما تحدث هؤلاء الخرافيون الذين يمزجون الدين بالسياسة والجنس كلما انهارت قيم المجتمع الأخلاقية ، وصار التطور العلمي والصناعي والإنساني محض وهم ، كلما تحدث هؤلاء كلما استيقظت نار الذكورة البدائية الحيوانية في شباب الأمة وصار الدين مبررا مقدسا للتحرش والاغتصاب وجرائم هتك الأعراض ، كلما تفوه هؤلاء بأية عبارة من أحاديثهم اللزجة التي تفوح منها رائحة العفونة كلما انهارت قيم الرجولة وتلاشت قيم الحب والود والتعاطف والإحساس بالمسئولية الإنسانية.
الحلوة الحلوة ......برموشها السودا الحلوة.....شغلتني ..نادتني ..خدتني......ودتني بعيد وجابتني......والشوق ..الشوق غلّبني.......الشوق كان هايدوبني......لولا ضحكتها الحلوة.....وعدتني بحاجات حلوة......الحلوة الحلوة عينيها ياحبيبي
................
باليوم والساعة والثانية......أنا فاكر ..فاكر ياحبيبي...........أول مرة قابلتك فيها ...أول كلمة ناديتلك بيها.........أول مرة أقول ياحبيبي ....ياحبيبي وحاسس معانيها...