كتبت – أماني موسى
ناقش الإعلامي جعفر عبد الكريم، قضية الاختلاف حول محتوى تطبيق تيك توك، فبالنسبة للبعض هو عبارة عن تطبيق مباشر للعريّ والرقص المُغري فقط، لا يتماشى مع الدين ولا مع عادات وتقاليد البلدان العربية، أما بالنسبة للبعض الآخر فهو حرية شخصية، نوع من الترفية، يمكن من خلاله الوصول لقاعدة جماهيرية كبيرة، طريقة حديثة لتسويق الذات والوصول إلى الأحلام.
من جانبه قال عبد المنعم إبراهيم حسن: كاتب وصحفي بحريني، في رأيي أن المشكلة ليس في تطبيق التيك توك بحد ذاته، لكن في المحتوى الذي يقدم من خلاله، ليس هناك قانون أو مشرع يتمكن من حد محتوى التيك توك الذي أصبح مفتوح للجميع، ولا يوجد هناك رقابة أو سيطرة فيما ينشر عليه، فأي شخص يمكنه أن يبث محتوى عبر التيك توك دون أي تحكم من أحد أو أحد الجهات الرقابية.
وتساءل، ما هو المحتوى الذي يتم تقديمه عبر هذا التطبيق؟ أي ناشط على التيك توك ويقول أنها حرية شخصية، أعتقد أن الكثيرين باتوا يسيئون استخدام هذا المصطلح لفعل ما يريدون دون رقابة.
على الجانب الآخر قالت أميرة الحسين، ناشطة على تطبيق تيك توك، أنا أرى أن تطبيق التيك توك مثله مثل أي برنامج آخر، كالفيسبوك والواتس آب والانستغرام، فلماذا هذه الضجة على التيك توك؟ وأنا أرى بث محتوى على هذا التطبيق يندرج تحت بند الحرية الشخصية، دعوا الناس تعيش مثل ما تريد وكيفما ترى.
مشيرة إلى أن من يتابعونها على التيك توك يرون أنها تقدم محتوى ينال إعجابهم، والبعض الآخر يتابعها لكي ينتقدها، لافتة إلى أن متابعيها عبر هذا التطبيق يتخطون الـ 2 مليون شخص، قائلة: أنا بحب التصوير وبحب أغني، شو المشكلة؟ وشو المانع إذا أنا ما بعمل شيء غلط؟
وقال الكاتب عبد المنعم، نحن مجتمعات شرقية ذكورية، الرجال يحبون أن يشاهدوا الإناث الحلوة، ومن ثم فمتابعة البنات على التيك توك، لا تكون متابعة لما يقدمونه من محتوى، بل على أساس الشكل والرقص، وهذا التطبيق وسيلة جذب للذكور.
وردت أميرة الحسن، هناك الكثير من الشباب على التيك توك أيضًا فلماذا لا تنتقدون إلا البنات فقط؟ لماذا لا تنتقدوا الشباب أيضًا؟
وروت إحسان الحداء، التي هددها شقيقها بالقتل بسبب فيديو لفتاة تشبها على تطبيق تيك توك، كيف أنها هربت من اليمن خوفًا من تهديد شقيقها بالقتل، وشددت أن التواجد وبث محتوى عبر تطبيق التيك توك هو حرية شخصية وكل شخص يمثل نفسه.
وتابعت، أرفض من يصفون التيك توك بأنه كارثة أخلاقية تهدد المجتمع، وتقوض الدين، والعادات والتقاليد، أتعجب من كون هناك مجتمعات تخاف من تطبيق على مواقع التواصل الاجتماعي!
وقالت حياة مرشاد ناشطة لبنانية في مجال حقوق الإنسان، ورئيسة تحرير موقع "شريكة ولكن": إن ما يقوله الصحفي البحريني السيد عبد المنعم يعكس منظومة مجتمعية، وأنا أقول لك أن التيك توك لا يناسب عادات وتقاليد مجتمعاتنا العربية، ولكن دعونا نعيد تقييم هذه العادات التي تسمح بقتل النساء باسم الشرف وزواج الصغيرات وختان البنات وتدعم حوادث الاغتصاب والتحرش ضد البنات.
وتابعت، علينا أن نسأل هل هذه العادات هي منصفة للمرأة؟
وبسؤال عبد المنعم: لماذا يقوم الرجال بأخذ القرار نيابة عن المرأة في مجتمعاتنا ويضع لها الحدود ماذا تفعل وماذا لا تفعل، قال الكاتب البحريني: تربينا أن الرأي العام هو الغالب وهو دائمًا يكون الصح، ونحن ضد ظهور المرأة بالرقص والعري والغناء.
وردت رئيسة تحرير أحد الصحف اللبنانية بأن المرأة يحق لها أن تقرر إذا هي راضية عن نفسها أم لا.
وروت الفتاة اليمنية إحسان الحداء التي هربت إُر محاولة شقيقها قتلها، قصتها، حيث انتشر فيديو لفتاة مغربية تشبهها وهي ترقص على أنغام الموسيقى فانتشر الخبر بين بني جلدتها أنها هي، فحاول شقيقها قتلها للتخلص "من عارها".
وقالت لم يتركوا لي أي مجال للدفاع عن نفسي، أو أرد أو استنكر أن هذا الفيديو ليس لي، ونشرت الفتاة فيديو لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستغيث وتطلب العون لإنقاذها من القتل على يد شقيقها، وهربت من بيت عائلتها بمكان لم تفصح عنه، فقدت عملها وتستعين بالأصدقاء لتستطيع العيش.
وأوضحت أن خلافاتها مع شقيقها ليست جديدة بل قديمة حيث يقومون بفرض العادات القبلية عليها بأنها ممنوع تدرس وتتعلم، ممنوع تشتغل، وحين خلعت النقاب سبب لها مشاكل كبيرة، وتابعت: أنها لجأت إلى منظمات حقوق الإنسان لكنهم تخلوا عنها.